الثقافي
التأكيد على أهمية جعل أعمال مولود معمري "متاحة أكثر"
العلاقات بين الأدب والسينما كانت في قلب نقاش محاور الملتقى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 ماي 2017
تم إصدار عدة توصيات ترمي إلى إعطاء أكثر رؤية لأعمال مولود معمري (1917-1989) أمس أول الأحد بوهران في ختام الملتقى الذي يندرج في إطار إحياء الذكرى المئوية لميلاد هذا الكاتب والباحث الكبير والمنتظم على مدى يومين بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" لوهران.
"يكمن الهدف في جعل أعمال مولود معمري متاحة أكثر" كما أوضح سي الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية منظمة هذا اللقاء الذي أقيم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وأبرز الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية بأن اقتراح المشاركين يرمي إلى "وضع أعمال معمري في متناول القراء الشباب لا سيما من خلال تكييفها مع وسائل الإعلام المتعدد الوسائط وقياسات أخرى كفيلة باستقطاب الجيل الصاعد مثل الشريط المرسوم".
وقد عرف الملتقى المنتظم حول موضوع "اعمال معمري المستحضرة على مدى الفن السابع" مرافعة متدخلين من أجل "رقمنة كافة الاطروحات التي نوقشت في الجامعات الجزائرية وفي الخارج والتي تناولت إشكالية اقتباس الأعمال الأدبية الجزائرية في السينما و المسرح".
وستسمح هذه العملية "بإنجاز جرد فهرسي يوضع تحت تصرف الباحثين" حسبما أبرز عصاد مقترحا في إطار هذه الذكرى المئوية بمنح الأولوية لأعمال معمري، كما دعا المحاضرون أيضا إلى "ترقية العمل المنجز من قبل مختلف مخابر البحث التي تعالج هذه المواضيع بتشجيع العمل ضمن الشبكات و الشراكة" وكذا "ترجمة الأعمال والأبحاث إلى الامازيغية والعربية".
وقد سجل اللقاء اقتراحات أخرى تتعلق "بتسمية أحد الهياكل العلمية والبحثية بولاية وهران باسم مولود معمري ونسخ تجربة الحدث المنتظم بوهران في مدن أخرى بالبلاد وفي الخارج لفائدة الجالية الوطنية بالمركز الثقافي الجزائري أو بالمدرسة الدولية الجزائرية بباريس على سبيل المثال.
وقد اختتمت النشاطات المنتظمة بعاصمة الغرب الجزائري في إطار إحياء الذكرى المئوية لميلاد مولود معمري بعرض الفيلم الوثائقي "دا لمولود" بمتحف السينما بوهران بحضور المخرج علي موزاوي، ويسلط هذا العمل (50 دقيقة) المنتج في 1990 الضوء على إلتزام معمري تجاه الثقافة والتراث الوطني في بعده اللغوي و المادي و اللامادي، وقد تطلب تركيب هذا الفيلم الوثائقي سنتين من البحث الوثائقي حسب المخرج.
ويتيح هذا العمل الكلمة لمعمري وشخصيات أخرى من الأدب الجزائري على غرار طاهر جاووت (1954-1993) ورشيد ميموني (1945-1995)، كما تم عرض فيلم وثائقي أخر بعنوان "فجر المعذبين" من إخراج أحمد راشدي (1965) السبت بمتحف السينما لوهران، وقد تطرق هذا السينمائي بالمناسبة إلى تعاونه الناجح مع مولود معمري الذي كتب تعاليق فيلمه، وذكر أيضا بأن فيلمه "الأفيون و العصا" (1973) قد تم اقتباسه من رواية معمري التي تحمل نفس العنوان.
كما أعلن المخرجان علي موزاوي و أحمد راشدي عن الإصدار المقبل لفيلميهما الجديدين بعنوان "الحمام الأبيض" و"الأسوار السبعة للقلعة" على التوالي واللذين يتعلقان بحرب التحرير الوطني.
هذا وشكلت العلاقات بين الأدب والسينما موضوع للنقاش خلال اليوم الثاني من الملتقى المخصص لمولود معمري بعنوان "أعمال معمري المستحضرة في مدى الفن السابع" المنتظم بوهران في إطار إحياء الذكرى المئوية لميلاد هذا المؤلف، وأبرز السينمائي و الأستاذ بكلية اللغات الأجنبية بجامعة وهران 2 محمد بن صالح أن العلاقات بين الأدب والسينما هي قصة طويلة من النزاعات وسوء الفهم.
"إننا نطلب من الفيلم أن يكون وفيا تماما للعمل المستوحى منه في حين أن الانتقال من لغة إلى أخرى يرافق بالضرورة بتغيير وهو ثمرة لقاء في العمق بين مبدعين اثنين" وفق ذات الجامعي، وذكر في هذا الصدد بأن مولود معمري الذي سئل بشأن روايته "الأفيون والعصا" التي تم اقتباسها في الشاشة من قبل أحمد راشدي قال آنذاك "إنني لا أنتظر نقل وفي تماما ففي السينما يتم التعبير عن الأمور بشكل مختلف.
ويعتبر بن صالح بأن "النص عندما ينقل إلى الشاشة يصبح غير منتمي إلى الأداب لأن الكلمات المرددة من قبل الممثل تدخل في علاقة مع مكونات أخرى من التعبير الفيلمي (الديكور وإلتقاط الصورة وغيرها، وبخصوص اقتباس النصوص الأدبية الجزائرية في السينما أشار محمد بن صالح إلى أنها نادرة.
وأبرز أن أعمال صنعت استثناء مثلما هو الشأن بالنسبة ل "الحريق" المسلسل التلفزيوني لمصطفى بديع المقتبس من ثلاثية محمد ديب و"ريح الجنوب" لبن هدوقة المقتبس من قبل سليم رياض و "الأفيون و العصا" و "الربوة المنسية" لمعمري المقتبس في الشاشة من طرف أحمد راشدي وعبد الرحمان بوقرموح على التوالي و"فضل الليل على النهار" لياسمينة خضرة المقتبس من قبل تويتة عكاشة وألكسندر أركادي.
وحسب نفس السينمائي فإن "الوقت قد حان للتخلص من الصور النمطية فيما يخص العلاقات بين الأدب و السينما ومحو الحدود بين الفنون".
ومن جهته اعتبر أمين شرفي من جامعة "عبد الحميد ابن باديس" لمستغانم بأنه "في زمن الإعلام المتعدد الوسائط أضحى تعليم الأدب صعبا كون الطلبة يتجهون إلى الأدب من خلال وسائل إعلام أخرى عوض الكتاب" منتقدا الفصل بين الأدب والسينما "المختلفين ولكنهما ينتميان إلى نفس العالم"، وأشار إلى أن هذه المسائل تطرح مشكل تكوين الطلبة مبرزا أنه يجب على "الوسط الجامعي أن يتكيف مع المستجدات".
فريدة. س