الثقافي
واسيني الأعرج يطلق طبعة خاصة بفلسطين من روايته "نساء كازانوفا"
عن دار الأهلية للنشر بفلسطين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 ماي 2017
أطلق الروائي الكبير واسيني الأعرج مؤخرا، بمتحف محمود درويش برام الله طبعة جديدة خاصة للفلسطينيين لروايته نساء كازانوفا الصادرة عن دار الأهلية للنشر بفلسطين.
تدور الرواية حول: كازانوفا، رجل الأعمال ذي الأيدي الأخطبوطية في مدينة منارة سيتي؛ شغل الدنيا قبل أن يستسلم للجلطة الدماغية التي أقعدته في شكل تراجيدي، فحرمته الكلام والحركة؛ يطلب رؤية زوجاته الأربع وخادمته ليتسامح معهن، ويعتذر لهن قبل موته.
“كازانوفا، رجل أعمال بأياد أخطبوطيَّة في مدينة منارة سيتي. شغل الدنيا قبل أن يستسلم للجلطة الدماغيَّة التي أقعدته بشكل تراجيديّ، فحرمته الكلامَ والحركة. يطلب رؤية زوجاته الأربع وخادمته: لالّة كبيرة، الخادمة مباركة، الفنّانة زينا، الطالبة روكينا، والساحرة ساراي، ليتسامح معهنّ، ويعتذر لهنَّ قبل موته.
ما كان مجرَّد طقس تقليديّ، يتحوَّل إلى تراجيديا حقيقيَّة تضع كازانوفا أمام تاريخه القاسي الذي سرق براءتهنّ وحوَّلهنَّ إلى لا شيء. بلا اسم ولا هويَّة. ويجد الجميع أنفسهم في كابوس ثقيل. الجميع ملائكة والجميع شياطين.
نساء كازانوفا، استعارة لعالِم عربيّ سجين تخلّفه المستفحل، وسجين إصراره على اعتبار المرأة مجرّدَ متاع بيتيّ، ولا قوَّة خلَّاقة تشكِّل أكثر من نصف المجتمع. الرواية بهذا المعنى مرآة عاكسة لموت نبت بصمت حتى أصبح اليوم حقيقةً تحوَّلتْ إلى انفجارٍ مدمِّر.
-1-
سَنَواتٌ مِنْ تِيه كُنْتُ الوَحِيدَةَ مَنْ صَدَّقَتْهُ. دَعْنِي أخْتَفِي فِيكَ ثَانِينة وَاحِدَة لأرَاكَ، لأعْرِفَكَ أَكْثَر وَأنبُتَ خَارِجَكَ بِلَا نَدَم ولَا خَوْف.
-2-
مَنْ يَجْمَعُنِي لِيُعيدَنِي إلّيَّ؟
لمْ يَعُدْ شَيءٌ يَشدُّني إليّ. لَقدْ أُصِيبَ كُلّي بِكلّي، وانْتَفَى بَعْضِي فِي بَعْضِي. لَسْتُ قَطْرةَ نَدَى، بِمُجرَّد أنْ تَمُسَّ التّربَةُ نُعُومَتَها، تنْغَلقُ عَليْها مِثْل قَبْرٍ جَائِع؟ صخرةٌ كِلْسِيَةٌ أنَا، أثْقَلَها الشِّتَاءُ ورُطُوبَة التّيهِ، وعَرَقُ الخَوْفِ، ودَمْعُ اليُتْمِ، امْتَلأتْ، فانْفَجَرتْ إلَى ملاَيِين القِطَعِ. مَنْ يَجْمَعُنِي لِيُعيدَنِي إلّيَّ؟
ويعتبر واسيني الأعرج -الذي يشغل حاليا منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس-أحد أهم الأقلام الروائية في العالم العربي حيث ترجمت رواياته للعديد من اللغات وحازت العديد من الجوائز.
ومن بين أعماله “كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد” (2004) الذي تحصل على الجائزة الكبرى للمكتبيين (الجزائر) و”مملكة الفراشة” (2013) التي فازت بجائزة “كتارا” الأدبية للرواية العربية و”أصابع لوليتا” (2012) التي توجت بالدورة الـ7 لجائزة “الابداع الأدبي” لمؤسسة الفكر العربي ببيروت.
كما حاز الأعرج -الذي يكتب بالعربية والفرنسية- على جائزة الشيخ زايد للآداب (الإمارات العربية) في 2007 بينما اختيرت روايته “حارسة الظلال” (دون كيشوت في الجزائر) في 1997 ضمن أفضل خمس روايات صدرت في فرنسا.
مريم. ع