الثقافي

التأكيد على بالدور الكبير الذي لعبه رواد السينما الجزائرية الذين خدموا الثورة في بداياتها

خلال لقاء سلط الضوء على دور السينما في الثورة التحريرية وأهميتها في كتابة التاريخ

 

 

أبرز مشاركون في يوم دراسي حول السينما الجزائرية الدور الريادي الذي لعبته السينما إبان  الثورة التحريرية وما قبلها مؤكدين على أهميتها في كتابة التاريخ سينمائيا.

وأجمع سينمائيون وباحثون ونقاد في هذا اللقاء المنظم نهاية الأسبوع المنقضي، بمجلس الأمة تحت عنوان  "الثورة الجزائرية بالصورة والضوء" على أن السينما لعبت "دورا حاسما" في تحريك  الرأي العام العالمي لصالح القضية الجزائرية مبرزين أهمية الفن السابع في  كتابة التاريخ سينمائيا.

وقال الناقد السينمائي أحمد بجاوي في مداخلة بعنوان "الثورة والسينما: دور  الصورة في المعركة التحريرية" أن "تدويل القضية الجزائرية إعلاميا ومن خلال  الصورة كان انطلاقا من عام 1957" وخصوصا في تلفزيونات الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الأنجلوساكسوني بشكل عام. 

واعتبر بجاوي أنه "على الرغم من محاولات الدولة الفرنسية تقزيم ما كان يحدث  في الجزائر عبر دعايتها إلا أن الجزائريين ورغم قله صورهم وإنتاجاتهم السمعية  البصرية تمكنوا من إيصال أعمالهم إلى التلفزيونات الأمريكية ودول غربية أخرى  ككندا والمكسيك وأستراليا وسويسرا وبلجيكا.

ونوه بالدور الكبير الذي لعبه رواد السينما الجزائرية الذين خدموا الثورة في  بداياتها على غرار السينمائي الرائد جمال شندرلي وأخوه عبد القادر ممثل  الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بالجمعية العامة للأمم المتحدة  والسينمائي الطاهر حناش  وامحمد اليزيد وزير الإعلام في الحكومة المؤقتة  بالإضافة لبعض الصحفيين الأمريكيين الذين لعبوا دورا مهما في تحريك الرأي  العام العالمي وكسب التأييد لصالح الجزائر في المحافل الدولية.

وقال من جهته الباحث في التاريخ والسينما الجزائرية مراد أوزناجي في مداخلة  بعنوان "إشكالية كتابة التاريخ سينمائيا" أن الكتابة التاريخية تنقسم -وفقا  للمؤرخ الجزائري الراحل أبو القاسم سعد الله- إلى أكاديمية ورسمية وشعبية مؤكدا أن اجتماع هذه الأنواع الثلاثة "يشكل المحصلة النهائية لكتابة التاريخ".

واعتبر المتحدث أن كتابة التاريخ سينمائيا "تدخل ضمن النوعين الأخيرين مضيفا  أن علاقة السينما بالتاريخ علاقة أخذ وعطاء فالسينما تحول الحدث التاريخي  لذاكرة سمعية بصرية في حين أن التاريخ يزود السينما بالمواضيع.

ودافع المتحدث عن الأفلام السينمائية المخصصة للشخصيات التاريخية معتبرا أن  الشعب الذي أقام الثورة التحريرية "كان خلفه رجال لم يأخذوا حقهم من الدراسة  والتعريف بهم" على حد قوله.

وقال من جهته المخرج السينمائي أحمد راشدي في ورقة بعنوان "الشخصيات  التاريخية محور السينما الجزائرية" أن الأفلام الجزائرية التي تناولت الثورة  منذ الاستقلال "قليلة جدا" مقارنة بالأفلام الاخرى مضيفا أن فيلمه "الافيون 

والعصا" قام على مبدأ أن "الشعب هو البطل الوحيد للثورة وأن الثورة كان لها  قيادة جماعية"، ودافع المتحدث عن الخيال في أعماله السينمائية الثورية قائلا أن السينما  "فيها خيال لكونها تخاطب مشاعر المتفرج فالشخصية التاريخية يجب أن يكون لها  جانب إنساني وعاطفي وهو أمر أساسي".

ودعا وزير الثقافة عزالدين ميهوبي الذي حضر أشغال هذا اليوم الدراسي ل"عدم  تجزئة" التاريخ الجزائري مؤكدا على "ضرورة الاهتمام بكل الشخصيات التي صنعته  منذ القديم وإلى اليوم على غرار تاكفاريناس وماسينيسا والأخوين عروج ...".  وحضر أيضا هذا اليوم الدراسي المنظم بمناسبة الذكرى ال72 لمجازر الثامن ماي  1945 رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح وعدد من أعضاء الحكومة من بينهم وزير  الشؤون الدينية والمجاهدين بالنيابة محمد عيسى والعديد من الوزراء السابقين  وأعضاء مجلس الأمة وبعض المجاهدين والمجاهدات بالإضافة لمخرجين وممثلين  سينمائيين.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي