الثقافي
رئيس الجمهورية يمنح أوسمة من مصف الاستحقاق الوطني لكبار النخبة المثقفة
تزامنا مع احياء الجزائر ليوم العلم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أفريل 2017
أسدى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم أمس أول الأحد 31 وسام استحقاق وطني من مصف "أثير" و"عشير" تكريما لرجال العلم والثقافة والفن خلال حفل نظم بأوبرا الجزائر، وسلم عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الأوسمة بحضور مثقفين وفنانين ووزراء حيث تسلم ابن الراحل بوعلام بسايح وسام الاستحقاق الوطني من مصف أثير.
وأسدي وسام الاستحقاق الوطني من مصف عشير لذاكرة 15 شخصية من أعلام الفن والأدب والبحث في الجزائر الذين رحلوا وتسلم ذويهم الأوسمة وهم: العالم اللساني عبد الرحمن حاج صالح, والأديب والمترجم أبو العيد دودو, والفيلسوف والمفكر نبهاني كريبع, والفيلسوف والمفكر الشيخ بوعمران, والباحث والأنثروبولوجي مولود معمري, والكاتب شعبان أوحيون, والشاعر جمال عمراني, والروائية والباحثة يمينة مشاكرة, والفنانة التشكيلية باية محي الدين (فاطمة حداد), والباحث في التراث ابراهيم بلجرب, وفنان الشعبي عمر آيت زاي (الزاهي), والموسيقار تيسير عقلة, والفنان أحمد بن بوزيد (الشيخ عطا الله), والمخرجان محمد سليم رياض والحاج رحيم.
ووشح بوسام الاستحقاق الوطني من مصف عشير عدد من الكتاب والأكاديميين والفنانين وهم مفسر القرآن الشيخ سعيد كعباش, والفنانين عبد المجيد مسكود وحسنة البشارية وأكلي يحياتن ومحمد العماري وتسلمت ابنة الفنان بلاوي الهواري وسامه بعد أن تعذر حضوره وتسلم شقيق الموسيقار فاضلي نوبلي وسامه.
وحاز ذات الوسام الشاعر والفنان لونيس آيت منقلات وعالم الآثار منير بوشناقي, والكاتبة جوهر أمحيس أوكسل والكاتب والشاعر عربي دحو والكاتب محمد الصالح الصديق والفنان التشكيلي شكري مسلي والمؤرخ ناصر الدين سعيدوني, والشاعر محمد أبو القاسم خمار.
واعتبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في كلمة ألقاها أن "الرئيس يحتفي بالثقافة والعلم كما جرت العادة" وأن "المثقفين ورجال الادب والفن الذين شرفوا الجزائر في المحافل يشكرونه على اهتمامه الدائم" ، وشهد الحفل عرضا موسيقيا قدمت من خلاله فرقة أوبرا الجزائر جولة موسيقية لأهم أعمال الفنانين المكرمين.
وبالمناسبة أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن فضائل العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس في الإلمام بأمور الدين والدنيا وتفتحه على ثقافة العصر ومساواته بين بنين وبنات الوطن ودفاعه عن الهوية الوطنية جعلت منه"إنسانا عالميا ومصلحا بإمتياز".
وفي رسالة له بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف ل16 أفريل من كل سنة، قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي خلال حفل نظم بأوبرا الجزائر، ابرز رئيس الجمهورية أن إلمام العلامة بن باديس: "الواسع بأمور الدين والدنيا، وتفتحه على ثقافة العصر، ومساواته بين أبناء الوطن من بنين وبنات، ودفاعه القوي عن الهوية الوطنية من دين ولغة وانتماء حضاري، ومحاربته الشرسة للبدع والتزمت والتعصب والخرافات ولكل الآفات الإجتماعية، وهي فضائل جعلت منه إنسانا عالميا ومصلحا بامتياز".
وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة التمسك بالروح الإصلاحية والمنهج الوسطي الذي تركه العلامة بن باديس، معتبرا الوسطية "درعا يحصن شعبنا المسلم من أفكار غريبة عنه"، مناشدا العلماء والأئمة الجزائريين للعمل على"زرع ثقافة الوسطية(...)التي يتميز بها الإسلام الحنيف، دين المحبة والإسلام والإنسانية".
كما أكد أن الإنجازات التي حققتها الجزائر في إطار تجسيدها لأفكار العلامة بن باديس على جميع الأصعدة تعد"مصدر افتخار لها"، دولة وشعبا، وفي هذا الشأن ذكر الرئيس بوتفليقة بحرص الجزائر على رفع شأن الإسلام بإعلانه دين الدولة وإعلان العربية كلغة وطنية و رسمية، فضلا عن ترسيم الأمازيغية لغة وطنية ورسمية.
وفي مجال التدريس الذي كان أحد أهم المجالات التي ركز عليها الشيخ بن باديس في نشره للعلم و محاربة الاستعمار، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الجزائر المستقلة حرصت على تعميمه، مما كان بمثابة "الثأر على عهد الحرمان و الظلامية والتهميش الذي رافق فقدان حريتنا"، يقول رئيس الجمهورية في رسالته.
وعاد الرئيس بوتفليقة إلى التذكير بمناقب العلامة بن باديس وجهوده في تكريس الوحدة الوطنية من خلال إدراكه العميق بأن أخطر آفة تهدد بالقضاء على كيان الأمة هي زرع الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد، حيث تمكن بفضل وعيه الوطني الرفيع ومنهجه الإصلاحي من"إحباط مؤامرة المستعمر التغريبية التي استهدفت ضرب الوحدة الوطنية أرضا وشعبا ومصيرا وإلغاء هوية الأمة و دينها وثقافتها ولغتها".
فريدة. س