الثقافي

"هيا نشترِ شاعراً": الشعراء لا يوسّخون كثيراً

على الرفّ

 

 

في شباط/ فبراير الماضي صدرت ترجمة لرواية "هيا نشترِ شاعراً" (دار مسكيلياني) للكاتب البرتغالي أفونسو كروش، وقد نقلها إلى العربية المترجم التونسي عبد الجليل العربي.

كروش (1971)، صاحب روايات تحمل دائماً عناوين وقصصاً إشكالية وغريبة، صدرت أولاها في العام 2008 ولها عنوانان أحدهما "مغامرات كونرادو فورتيس ولولا بينتيس" والثاني "لحم الرب". أما روايته الثانية والتي صدرت بعد عام واحد من الأولى فهي "موسوعة قصة العالم"، وهذه حققت ضجة كبيرة ولقيت مراجعات نقدية هامة ثم نال عنها جائزة "كاميو كاستيلو برانكو"، وفي 2011 كتب رواية بعنوان "الكتب التي افترست أبي" ثم "التناقض الإنساني"، و"المسيح يشرب البيرا" والتي اعتبرت أهم رواية برتغالية صدرت خلال نصف قرن، وفقاً لآراء نقاد برتغاليين، أما الصحف الأوروبية فقد اعتبرت أن اسم كروش سيكون من بين أهم 40 روائياً عالمياً في السنين المقبلة.

هذه المقدمة ضرورية لفهم الأجواء التي يشتغل فيها كروش، لا سيما وأن هذا هو الكتاب الأول الذي يترجم له إلى العربية. تدور "هيا نشتر شاعراً" في مجتمع متخيل، فيه تسيطر المادية على كل مظاهر حياة ساكنيه. الناس يلقبون بالأرقام بدلاً من الأسماء، ويأكلون الطعام بحساب الغرام، والحب يقاس بالنسبة المئوية، فهذا يحب بنسبة 70% أو 72%، وكل شيء يحسب بالأرقام كأن يجلس فلان على بعد 30 سم من فلان، والأهم أن الناس يربوّن فنانين بدلاً من الحيوانات الأليفة. 

تختار بطلة القصة أن تربّي شاعراً، حيث أن الشاعر ليس مكلفاً كما أنه لا يوسّخ كثيراً مثل الرسام أو النحات، لكنه يتبدّل كثيراً، فتخبر والديها، فيصطحبها الأب إلى محل لشراء شاعر، فتختار واحداً بسعر مناسب ويعودان به إلى البيت، ويعدّان له مكاناً للنوم والأكل، مثله مثل أي حيوان أليف.

من هذه الأجواء واللغة الغرائبية، تكون "هيا نشتر شاعراً" رواية عن أثر الكلمات، وأهمية الشعر وخطورته وقدرته علينا وإمكانية استكشاف ذاتنا ونقدها ونقد محيطنا من خلال الشعر. والأهم من موضوع الرواية هو المتخيّلات التي تستند عليها وفرادتها، والقدرة على ابتكار حكاية من نوع مختلف لن تجد مثل مزاجها وتفاصيلها في أعمال روائية أخرى، وهكذا هي أجواء روايات كروش الأخرى.

الوكالات

من نفس القسم الثقافي