الثقافي

الربيع المسرحي يواصل نثر زهور طبعته الثامنة بقسنطينة

باستقباله "ضيوف السيناتور" في "دروب الضجيج"

 

 

تتواصل فعاليات الطبعة الثامنة من تظاهرة الربيع المسرحي لمدينة قسنطينة، والتي تستقبل كل أمسية عرضا جديدا يلون مسرح المدينة، ويمتع جهموره، منذ الـ 27 من شهر مارس المنصرم، والتي ستستمر إلى غاية الـ4 من شهر أفريل الجاري.

استقبل ركح مدينة الجسور المعلقة، فرقة "رواد الفن " التي جاءت من ولاية تمنراست، وقدمت عرضها المميز الحامل عنوان"دروب الضجيج"، وكذا فرقة مسرح الشلف، التي عرفت الجمهور على "ضيوف السيناتور" العمل المسرحي الذي خلق أجواء ضحك كبيرة بين جموع الجمهور الحاضر.

 

"دروب الضجيج"... صرخة جميلة في وجه توحش الإنسان

 

العرض المسرحي الثالث في تظاهرة الربيع المسرحي لمدينة قسنطينة قدمته فرقة "رواد الفن " بتمنراست و عنوانه "دروب الضجيج " و نجحوا في أدائه بشكل مميز و اداء جميل جعل الحاضرين يكتشفون جمالية المسرح عند أبناء الجنوب ، مضمون العرض هو صراع الإنسان بين انانيته و ضميره و لامبالاته تجاه الآخرين و تخليه عن احاسيسه، لغة الجسد كانت حاضرة باقناع كبير من الممثلين الذين ظهر انسجامهم جليا مما زاد في إهتمام الجمهور ، الفرقة رغم تعب الطريق الشاق أظهرت حبا كبيرا و اجتهادا في عرضها و   هي في نظر الكثيرين تستحق اهتماما و رعاية أكبر، دروب الضجيج جاءت لكسر الصمت المطبق أمام جرائم الإنسان في حق الإنسان و ايضا للتذكير بهوية مشتركة تفرض علينا التركيز على ما يربطنا و يجعلنا نفكر في حلول فعالة لمشاكل تسببنا فيها نحن أنفسنا ، هي ايضا محاولة متأنية لفهم المحطمين والمهمشين ممن فقدوا ثقتهم في المجتمع وحاضره ومستقبله، من جهة اخرى هي رغبة للإيمان بوجود أمل في غد أفضل رغم كل ما يحدث و محاولة للتخلص من الهواجس و الكوابيس التي تلاحق أرواحنا المتعبة و المستنزفة.

من جهتهم عبر الممثلون عن سعادتهم بتجاوب الجمهور و إدراكه للمضمون و أكدوا إرادتهم القوية لمواصلة العمل للتعلم أكثر و تطوير عروضهم خاصة و أنهم فرقة حديثة النشأة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات لكنها تمشي بخطوات ثابتة لتحقيق ذاتها و انتزاع شيء من الإعتراف بجهود و قدرات أعضائها .

 

"ضيوف السيناتور" ... عندما يسخر المسرح من فساد السياسة

 

"ضيوف السيناتور" هو عنوان المسرحية الرابعة  التي عرضت سهرة أمس في إطار الربيع المسرحي القسنطيني وهي من اداء فرقة مسرح الشلف و إخراج عبد الحميد بلخوجة، العرض كوميدي ساخر يتناول موضوع الفساد و الجهل عند الطبقة السياسية و الصفقات و الرشاوي و الطموحات و الأطماع و الأوهام التي تتقاطع في ذلك العالم غير النظيف ، تحكي المسرحية قصة شخص مسؤول ضعيف الشخصية يحب المنصب يستعمله أشخاص آخرون لخدمة مصالح معينة متناقضة أحيانا و كلهم يدعي أن ذلك في صالح الوطن ، يوجهونه حسب إرادتهم بينما يبدي هو ولاءه لهم خوفا منهم و ايضا طمعا في منصب وزير أو سفير ، مع مرور الوقت يجد نفسه داخل حسابات معقدة و مؤامرات أكبر منه و يجد حياته مهددة من المتطرفين من جهة و من الأشخاص الذين يوجهونه من جهة أخرى ليكتشف انهم وجهان لعملة واحدة و أن ما بينهم فقط صراع مصالح ، يتخلل ذلك مشاهد مضحكة و طريفة يؤديها الممثلون بخفة ظل  جعلت الجمهور ينفجر ضحكا في عدة مرات ، العرض عالج أيضا موضوع التطرف و الإرهاب و تشويه صورة الإسلام كما وضع يده على الكثير من الآفات الإجتماعية و السياسية و التي يتخاذل ممثل الشعب في علاجها بجدية ، المسرحية  كانت جريئة سياسيا الامر الذي نال اعجاب الجمهور حيث تطرقت إلى أمور تهمه مباشرة بطريقة نقد ساخر لاذع ، الممثلون عبروا عن رضاهم بما بذلوه و ما نالوه من نجاح جيد لحد الآن و يريدون الاستمرار في إمتاع عشاق المسرح بعروضهم .

 

 

 

كريم. ب

من نفس القسم الثقافي