الوطن

خبراء: وضع الدينار المتدهور سيستمر بسبب السياسة النقدية الفاشلة للحكومة

انتقدوا استمرار تحكم الأسواق الموازية في أسعار الصرف الحقيقية

 

يعرف الدينار الجزائري تهاويا مستمرا في قيمته، رغم بدء تعافي أسعار النفط وهو الامر الذي أرجعه الخبراء لعدة عوامل منها استمرار تحكم الأسواق الموازية في أسعار الصرف الحقيقية الأمر الذي سيؤدي إلى انعكاسات "كارثية" خاصة في ظل تهرب البنوك من منح المنحة السياحية. 
يواصل الأورو والدولار ارتفاعه في السوق السوداء، حيث وصل عتبة 190 دينار وهو يقترب شيئا فشيئا من 200 دج، الأمر الذي سيؤدي حسب المختصين إلى انعكاسات "كارثية" على القدرة الشرائية للمواطن بارتفاع إضافي لأسعار المواد المستوردة، في مقدمتها المواد الاستهلاكية والسيارات وقطع الغيار والأجهزة الكهرومنزلية.
 
كمال ديب: مزيد من الارتفاع في الأورو وندرة مرتقبة في الدولار 
وفي هذا الإطار، أكد الخبير الاقتصادي كمال ديب أن الارتفاع الكبير وغير المقبول لصرف الأورو مقابل الدينار يعبر عن سياسة نقدية فاشلة يدفع المواطن ثمنها مشيرا ان الدولار هو الاخر وصل مستويات قياسية ومرشح للارتفاع اكثر بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع معدل الفائدة حيث يوضح ديب أن أسعار صرف الدولار لن ترتفع مستقبلا في الأسواق الموازية فقط وانما حتى في البنوك والقنوات الرسمية وأضاف المتحدث أن أسعار الأورو ستواصل ارتفاعها في الأسواق السوداء بسبب الطلب الكبير على هذه العملة من طرف رجال المال والأعمال الذين يعملون حاليا على تهريب أموالهم إلى الخارج بسبب الأزمة التي تمر بها الجزائر كما أن الأقبال الكبير على العملات الأجنبية تزامنا مع موسم العمرة ونهاية السنة سيهوي بسعر الدينار مقابل العملات الأخرى خاصة في ظل تهرب البنوك من توفير المنحة السياحية بسبب دائما يرجع إلى الإقبال الكبير للمواطنين عليها، بعد ارتفاع أسعار الأورو في الأسواق السوداء، حيث تحافظ البنوك قدر الإمكان على العملة التي تتوفر عليها حتى يتسنى لها تقديمها إلى الزبائن الذين يطلبونها من حساباتهم البنكية في مقدمتهم المغتربون وعائلاتهم . ويرى ديب أن استمرار تهاوي الدينار سيؤدي بالضرورة لالتهاب أسعار جميع أنواع السلع والمنتجات، مما يتسبب في تدهور القدرة الشرائية للمواطنين كما اعتبر أن تدني قيمة العملة يلعب دورا جوهريا ومحوريا في زيادة التضخم المنهك للاقتصاد الوطني  وفي تصوره للسبل الممكنة الكفيلة بالحد من انهيار العملة، شدد الخبير الاقتصادي على ضرورة تنويع الصادرات حتى تكون لدينا القدرة على مواجهة كل التحديات، كما دعا لضرورة معالجة قصور المنظومة الجبائية، حتى يتسنى للدولة محاربة السوق الموازية، والحد من سطوة الأسواق الموازية للعملة الصعبة إما بإيجاد البدائل لها أو بوضعها في أطر قانونية.
 
رشيد بوجمعة: انهيار الدينار يعني انهيار للقدرة الشرائية 
من جهته حمل الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة الجزائر  رشيد بوجمعة  "أصحاب الشكارة"، غير المؤمنين بمنطق مسؤولية انهيار الدينار أمام العملات الأجنبية، مشيرا إلى أن إقبالهم على تحويل أموالهم إلى أورو ودولار، في إطار البحث عن ملاذات آمنة للحفاظ على قيمتها، يعد أحد العوامل الرئيسية التي تقف وراء التهاب سعر الأورو والدولار كل هذا يضاف للمضاربة الموجودة في أسواق العملة الصعبة مع اقتراب كل مناسبة حيث قال بوجمعة ان ارتفاع الطلب على العملة هذه الأيام تزامنا مع موسم العمرة ونهاية السنة استغله المتحكمين في سوق السكوار لزيادة أسعار الصرف خاصة وان هذه السوق لا تخضع لأية رقابة  وحذّر بوجمعة في السياق ذاته من تدني قيمة العملة الوطنية والتداعيات السلبية لذلك على المنظومة الاقتصادية، لاسميا من حيث العلاقات التجارية وارتفاع فاتورة الواردات، فضلا عن تراجع القدرة الشرائية والمستوى المعيشي للمواطنين.وشدد المتحدث، على ضرورة إعادة النظر في المنظومة المالية خاصة ما تعلق منها بقيمة الدينار الجزائري، مثمنا إجراءات الحكومة الأخيرة المتعلقة بإطلاق الدفع الإلكتروني حيث اشار بوجمعة أن الآليات التي من شأنها بعث المعاملات بالنقود الإلكترونية، ستسهم في رفع قيمة العملة الوطنية.
س. ز
 

من نفس القسم الوطن