الوطن
هكذا يواجه الجزائريون عبء النصف الثاني من رمضان
في ظل تزايد الالتزامات المالية
- بقلم ايمان سايح
- نشر في 19 مارس 2025

مع دخول النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، يبدأ الضغط على العديد من الأسر الجزائرية، وإن كانت عديد الأسر قد وضعت في الأيام الأولى من رمضان، ميزانية محددة لتغطية نفقاتها من الطعام والشراب، لكن مع دخول النصف الثاني من الشهر، تبدأ هذه التكاليف في الارتفاع بشكل ملحوظ، ففي هذه الفترة، تكثر الولائم والإفطارات الجماعية، حيث يسعى الكثيرون إلى دعوة الأقارب والأصدقاء لمشاركة مائدة الإفطار، هذه العادة الطيبة قد تصبح عبئًا ماليًا، خاصة مع الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل اللحوم والخضروات، التي تشكل جزءًا أساسيًا من المائدة الرمضانية، بالإضافة إلى تكاليف الطعام، هناك مصاريف أخرى تتعلق بالأنشطة الاجتماعية مثل شراء الملابس ولوازم الحلويات استعدادًا لعيد الفطر، مما يضيف ضغطًا إضافيًا على الأسر التي تحاول الحفاظ على توازن بين الضيافة والقدرة المالية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يحاول الجزائريون التكيف مع الواقع المعيشي والتعامل مع الضغوط المالية بطرق مبتكرة، ولعل أحد الحلول المتبعة من قبل عديد الأسر هو تقليص تكاليف الطعام والشراب في الإفطارات الجماعية، حيث يُفضل تنظيم وجبات بسيطة تحتوي على أطباق تقليدية مثل الشوربة (الحريرة) والطبق الرئيسي، التي تعتبر جزءًا أساسيًا من مائدة الإفطار الجزائرية. كما يتم تبادل الوجبات بين العائلات والجيران، مما يساعد على تقليص الأعباء المالية وتدعيم الروابط الاجتماعية، ويعتمد بعض الجزائريين أيضًا على الاستفادة من العروض والتخفيضات في الأسواق، أو شراء المواد الغذائية بكميات أكبر لتوزيعها على أفراد الأسرة والجيران خلال أيام رمضان. كما أن التعاون بين الأفراد في تحضير الطعام وتوزيعه على عدة أسر يخفف من الأعباء المالية ويعزز التكافل المجتمعي.
هكذا تساهم المبادرات الخيرية في تخفيف الضغوط
من جهتها، تزداد المبادرات الخيرية في النصف الثاني من رمضان، حيث تنظم الجمعيات الخيرية عديد الحملات لجمع التبرعات وتوزيع المساعدات على الأسر المحتاجة، كما تساهم هذه المبادرات في تخفيف العبء المالي عن الأسر ذات الدخل المحدود، كما أن بعض الشباب في الأحياء الشعبية ينظمون حملات "إفطار صائم" في الأماكن العامة، مما يساعد على توفير وجبات للإفطار للفئات الأكثر احتياجًا.
وفي الوقت نفسه، تتزايد روح التضامن بين الجيران، حيث يشارك البعض في جمع التبرعات مثل المواد الغذائية أو الملابس، بينما يقدم البعض الآخر دعمًا ماليًا للأسر التي تجد صعوبة في تلبية احتياجات رمضان الأساسية، هذه الروح من التعاون تجعل من رمضان شهرًا للكرم والعطاء، حيث يساعد المجتمع بعضه البعض في تجاوز صعوبات الشهر الكريم.
ولا تقتصر الضغوط التي يواجهها الجزائريون في النصف الثاني من رمضان على الجانب المالي فقط، بل تشمل أيضًا الجانب الاجتماعي، فمع زيادة الدعوات الاجتماعية والزيارات العائلية التي تعتبر من العادات الرمضانية المهمة، تجد عديد الأسر أنفسها تحت ضغط نفسي، خاصة أولئك الذين يعانون من تحديات اقتصادية، فقد تكون الزيارات العائلية واللقاءات الاجتماعية جزءًا من روح رمضان، لكنها قد تتحول إلى مصدر ضغط على بعض الأسر التي تشعر بأنها ملزمة بالمشاركة في هذه الزيارات أو بتقديم ضيافة مناسبة، وللتخفيف من هذا العبء، يلجأ البعض إلى ترتيب تجمعات عائلية مشتركة، حيث تساهم جميع الأسر في إعداد الطعام وتقديمه، مما يخفف من تكاليف الضيافة ويعزز من التضامن الأسري.