الوطن
أبطال من نوع أخر...
- بقلم سارة زموش
- نشر في 19 مارس 2025

اذا كان رمضان شهرا للصيام والعبادة، فهو أيضا مدرسة إنسانية تعلّمنا معنى العطاء والتضحية، ففي هذا الشهر الفضيل، تتحول الشوارع في بلادنا إلى مسرح لأجمل صور التكافل الاجتماعي، حيث تنتشر مطاعم عابري السبيل بكل الأحياء والشوارع وتنصب خيم الإفطار بالطرقات السريعة ويترك المتطوعون بيوتهم ووجبات إفطارهم الدافئة، ليشاركوا إخوانهم الصائمين لحظات الإفطار على موائد الرحمة الممتدة في الطرقات.
فمع أذان المغرب، تبدأ فرق التطوع في الجزائر نشاطها بلا كلل أو ملل. شباب وشابات، رجال ونساء، كبار وصغار، يجتمعون تحت شعار "نُفطر معًا". هم لا يبحثون عن جزاء أو شكور، بل يجدون في ابتسامة الصائم الذي أفطر على يديهم أعظم مكافأة. هؤلاء المتطوعون يتركون أسرهم وأحباءهم، ويتنقلون بين الشوارع والأحياء الشعبية، حاملين معهم وجبات إفطار بسيطة لكنها غنية بالحب والإنسانية.
موائد الرحمة في الجزائر ليست مجرد طعام يُقدم، بل هي رسالة محبة وتضامن فهذه الموائد تذكرنا بأن رمضان هو شهر العطاء بلا حدود، ومن اللافت أن العديد من المتطوعين يفضلون تأخير إفطارهم حتى يضمنوا وصول الطعام إلى كل المحتاجين. هم يصومون عن الطعام والشراب، لكنهم يفطرون على الإحسان. رمضان في الجزائر يذكرنا بأن العمل الخيري ليس مجرد نشاط عابر، بل هو أسلوب حياة.