محلي

المراكز التجارية وجهة جديدة للوهرانيين خلال رمضان

الاكتظاظ الشديد يفسد البهجة

 

بعد الحدائق العامة والأماكن الترفيهية أصبح للمواطن الوهراني وجهة جديدة يقصدها خلال سهرات رمضان للترويح عن النفس بعد يوم طويل من الصيام و هي المراكز التجارية التي أصبحت متنفسا حقيقيا، ومع افتتاح عدد منها خلال السنتين الماضيتين أصبحت هذه الفضاءات التجارية تجذب العائلات الوهرانية أكثر فأكثر بدءا من الإفطار إلى غاية ما قبل السحور ف"يحجون" إليها فرادى وجماعات.

وتسجل هذه المساحات التي تبقى مفتوحة للجميع الى غاية الساعة الثانية صباحا توافدا غير مسبوق خلال شهر رمضان الكريم مما ينجر عنه اضطراب في حركة المرور و فوضى في الطرق المؤدية إليها. ويبدأ التوافد إليها انطلاقا من الساعة التاسعة و النصف ليلا و يبلغ الإقبال أوجه بعد صلاة التراويح بقدوم أفواج جديدة من العائلات.

وأصبحت هذه الظاهرة بمثابة عادة لبعض العائلات في حين يعتبرها آخرون نزهة رمضانية كون هذه المراكز تحتوي على فضاءات للترفيه والتسلية زيادة على محلات خاصة ببيع المثلجات مخصصة للعائلات وألعاب للأطفال فهي تعتبر المقصد الوحيد لهم مما جعل هذه الفضاءات أفضل متنفس خلال شهر رمضان تمكن الزائرين من الترويح عن النفس والالتقاء بالأحباب وفرصة لاقتناء متطلبات المنزل من مواد غذائية وملابس, كما أكدته بعض العائلات .

وفي هذا الصدد تقول السيدة كريمة التي التقتها "وأج" في مركز تجاري يقع بحي "السلام" (سانت اوبير سابقا) أن هذا الفضاء أصبح متنفسا حقيقيا لها بعد يوم طويل وشاق من الاعتناء بالأطفال و المنزل و تحضير الفطور فقلة الأماكن و العروض الترفيهية بوهران جعلت هذا الفضاء المفعم بالحيوية قبلة لها ولعائلتها المكونة من أربعة أفراد.

و تقول المتحدثة "أطفالي يجدون مكانا للتسلية فهذا المركز التجاري خصص فضاءا لهم قيما أتمتع أنا بالتجول للبحث عما ينقصني في البيت لأن الخروج في النهار غير مريح  بسبب الحرارة ".أما السيدة العالية في العقد الرابع من العمر فتفيد بأن "الراحة و الأمن من اهم ما يجذبها لتشد الرحال أكثر من مرة في الاسبوع لهذه المساحة التجارية الكبرى فما يشغل المرء أكثر من أي شيء هو الأمن له و لأولاده و ممتلكاته المتمثلة في سيارته و هو ما توفره هذه الفضاءات زيادة على طابعها التجاري".

-فضاءات للكبار والصغار...

وأوضح السيد محمد "لم الذهاب بعيدا و البحث عن اللحوم والخضر ومختلف المواد الغذائية فيما كل شيء موجود في مكان واحد عصري و جد منظم" مشيرا الى ان "هذه  الفضاءات على الرغم من قلتها بوهران الا انها جد منظمة و رفعت عني عناء الخروج في النهار".وأردف في هذا السياق " شهر رمضان شهر الرحمة و التوبة و الغفران  و انا قررت فيه الإقلاع عن التدخين فمزاجي جد متقلب طوال اليوم لذا أصطحب زوجتي وأولادي بعد صلاة التراويح ونشتري مستلزمات البيت ليلا فمنها نرفه عن أنفسنا و نترك فسحة صغيرة لأطفالنا للعب".

و يخصص المركز التجاري يضم مساحة 1000 متر مربع للترفيه والتسلية بها سينما بسبعة أبعاد وقاعة للعب البولينغ وأخرى للألعاب الاكترونية ولعب للأطفال الصغار إضافة إلى محلات لبيع المثلجات والمأكولات الخفيفة ومقهى.أما سعيد و هو موظف فيقول أنه و زوجته يعشقان ثقافة التسوق خاصة في ليالي رمضان إذ يقصد من جانبه مركز تجاري آخر افتتح منذ أشهر بمنطقة السانيا لشراء ما يلزم للبيت فكل ما يريده متوفر بالمركز وما عليه سوى حمل تلك السلة التي يملؤها بالمواد الغذائية وغيرها من الأجبان والحلويات  كما أن أسعار المواد الغذائية متقاربة مع المعروضة بالمحلات العادية مع اختلاف بسيط في أسعار ألبسة الأطفال والأواني والأجهزة الكهرو منزلية.

-الاكتظاظ الشديد يفسد البهجة...

وعلى الرغم من من كل ما توفره هذه الفضاءات من تسلية و ترفيه للعائلات الوهرانية يبقى مشكل الاكتظاظ الشديد الذي تعرفه و امتلاء حظائر السيارات التي من المفروض أنها واسعة وتستوعب عددا كبيرا من المركبات إلا أن ذلك يتسبب في قضاء الزوار لساعات طويلة من أجل ركن سياراتهم  بل أكثر من ذلك لا يجد الكثير منهم مكانا داخل الحظيرة مما يضطرهم لركنها في أماكن بعيدة والمشي عوض الانتظار لمدة طويلة.

وفي هذا الصدد تقول أمينة أنها زارت أحد المراكز التجارية ثلاث مرات منذ بداية شهر الصيام إلا انها في المرة الثالثة اضطرت إلى العودة بعد انتظار أكثر من ساعة ونصف من أجل ايجاد مكان لركن سيارتها مشيرة ان الحظيرة كانت ممتلئة عن آخرها وحتى الأرصفة الموجودة خارج المركز "يومها عدت أدراجي وأخذت أولادي للحديقة العمومية للتسلية".

وينحى السيد مختار نفس منحى أمينة إلا انه -يضيف- أن الإكتظاظ يبدأ حتى قبل الوصول إلى المركز إذ أن الطرق المؤدية اليه تكون جد مكتظة بسبب الإقبال الكبير من جهة وامتلاء الأرصفة الموجودة بمحاذاته فيجب إما الحضور باكرا أو ركن السيارة في مكان بعيد مع وجود خطر السرقة و المشي لمسافة طويلة.وبالرغم  من ذلك يبقى إقبال الوهرانيين كبيرا جدا على هذه المراكز التي ساهمت بشكل كبير في إعطاء طابع جديد للباهية وهران التي كانت في حاجة ماسة إلى مثل هذه المرافق لإعطاء قفزة نوعية في مجال التسوق بالمدينة في إنتظار إفتتاح ما لا يقل عن خمس مساحات تجارية كبرى مستقبلا.

القسم المحلي

من نفس القسم محلي