محلي
نحو انطلاق الأشغال بطريق أم الرخى بين مروانة وباتنة
تم تغيير مساره الأول للحفاظ على أشجار الأرز المعمرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 جانفي 2016
تنطلق الأشغال في الأيام القليلة المقبلة بالطريق الرابط بين مدينتي مروانة وباتنة مرورا بمنطقة أم الرخى على مسافة 20 كلم تقع بالحظيرة الوطنية لبلزمة بعد تحديد مسار جديد يجنب قطع أشجار الأرز حسبما أكده مؤخرا مدير الأشغال العمومية عبد الرحمان عبدي.
وأفاد ذات المسؤول " بأن هذه العملية تأتي بعد الاتفاق الذي تم بين الحظيرة الوطنية لبلزمة ومحافظة الغابات وكذا مديرية الأشغال العمومية على تغيير جزء من هذا الطريق عن مساره الأصلي للمحافظة على أشجار الأرز المعمرة التي كان يستوجب قطعها حيث تم تكليف مكتب دراسات ليقوم بتكييف المسلك وفق المعايير التقنية المعمول بها في هذا المجال.
وستعود المقاولات الثلاثة التي أوكلت لها مهمة إنجاز الطريق لمباشرة الأشغال التي لم تنطلق بسبب معارضة الحظيرة الوطنية ومحافظة الغابات -استنادا للمتحدث- الذي أكد أن آجال إنجاز المشروع الذي قسم إلى 3 اجزاء حددت بـ 14 شهرا للشطر الأول و12 شهرا للثاني و18 شهرا للشطر الثالث، وأشار نفس المصدر إلى أن تكلفة هذا الطريق الجديد التي تقدر بـ 600 مليون د. ج وتم رصدها في إطار المشاريع القطاعية لن تتغير على الرغم من أن الأشغال الإضافية سيتم أخذها بعين الاعتبار.
و شدد والي باتنة محمد سلماني في جلسة العمل التي ترأسها بمقر الولاية قبل فترة وجمعت كل من مسؤولي الحظيرة الوطنية لبلزمة ومحافظة الغابات ومديرية الأشغال العمومية ورئيس بلدية مروانة وممثلين عن المجتمع المدني بالجهة إلى جانب منتخبين ومكتب الدراسات- على أهمية تخفيض مدة الإنجاز، وكان سكان بلدية مروانة لاسيما منهم قاطني التجمع السكاني علي النمر قد تمسكوا بتجسيد هذا الطريق رغم قطعه للمحمية الكاملة للحظيرة الوطنية لبلزمة وهي المحمية قانونا والمصنفة منذ يونيو الماضي من طرف مجلس التنسيق الدولي لبرنامج اليونيسكو (الإنسان والمحيط الحيوي) ضمن 20 موقعا جديدا أضيف للشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، لكن المشروع الذي تم تسجيله رسميا في مايو 2015 لم تنطلق به الأشغال رغم تعيين المقاولات وإعطائها إشارة الشروع في التنفيذ بسبب معارضة إدارتي الحظيرة الوطنية لبلزمة ومحافظة الغابات على مسار الطريق بعد إشهاره في الصحافة الوطنية.
وكان قد صرح وقتها مدير الحظيرة الوطنية لبلزمة عبد الرحماني " أنه بالرغم من أن الطريق يعد مطلبا اجتماعيا وشرعيا لسكان المنطقة إلا أن مروره عبر منطقة أم الرخى وفق المسار الأول سيلحق أضرارا بالمحمية المركزية للحظيرة الوطنية بلزمة والتي هي أصلا محمية بموجب القانون الصادر في 17 فبراير 2011 الذي يمنع أي تغيير في المحميات الطبيعية إلا بموافقة الجهات الوصية.
وكان المسار الأول حسب تقديرات مختصي الحظيرة والغابات بباتنة سيتسبب في قطع 311 شجرة من الأرز الأطلسي فيما يمكن المسار الجديد تفادي أي قطع لهذا الصنف المحمي من الأشجار والذي تشتهر به منطقة الأوراس وهو مهدد بالانقراض بسبب الجفاف وفق أبحاث المختصين في الميدان وطنيين وأجانب.
يذكر بأن فتح طريق أم الرخى شكل مطلب سكان منطقة مروانة لسنوات عديدة لأنها حسب قاطني هذه الجهة من الولاية سيقلص مشقة تنقلهم إلى مدينة باتنة بنصف المسافة التي تقدر حاليا عبر الطريق الوطني رقم 77 "ب" 40 كلم أغلبها يقع في منطقة جبلية وعرة كثيرا ما تغلق في وجه حركة المرور في فصل الشتاء سواء بسبب تراكم الجليد أو الثلوج
رشاد. ب.