محلي

إجراءات وقائية وردعية "صارمة" للقضاء على الجريمة بوهران

ارتكزت على استهداف شريحة الشباب والمتمدرسين عبر الحملات التحسيسية


راهنت مصالح الأمن الولائي بوهران خلال سنة 2015 على تدابير وقائية وردعية صارمة للقضاء على ظاهرة الجريمة بشتى أوجهها لا سيما الجريمة المنظمة، وترتكز هذه التدابير بشكل أساسي على استهداف شريحة الشباب والمتمدرسين عبر الحملات التحسيسية والتوعوية في إطار العمل الوقائي إلى جانب تكثيف التواجد الميداني والاستغلال الأمثل للمعلومة لاستئصال الجريمة انطلاقا من بؤر تواجدها.
وفي هذا الإطار يقول رئيس الأمن الولائي لوهران مراقب الشرطة صالح نواصري " لقد مثلت لنا 2015 سنة قطف ثمار مجهودات كبيرة بذلت خلال السنوات الأخيرة في مجال مكافحة ظاهرة الجريمة التي استعصت في فترة زمنية معينة بوهران لا سيما بعد تنامي ظاهرة تكتل البناءات العشوائية في عدد من المناطق بالولاية"، واعتبر ذات المسؤول في حديثه أن الأرقام المسجلة خلال هذه السنة تعكس النتيجة المحققة في مجال مكافحة الجريمة بوهران التي شهدت بروز جرائم الاعتداء والسطو من قبل جمعيات أشرار لطالما بثت الذعر بعدد من المناطق والأحياء السكنية العتيقة كالدرب والحمري ومديوني.
وعلى خلاف 2014 التي شهدت تفكيك 28 عصابة إجرامية بعضها وصفت بـ"الخطيرة جدا" لمدى تأثيرها على الساكنة والنظام العمومي فإن السنة الجارية لم يتعد عدد جمعيات الأشرار التي وضع حد لنشاطها 12 عصابة "ذات تأثير إجرامي أقل". وذكر السيد نواصري أن تحليل المعطيات بناء على حجم شكاوي الضحايا ونوعيتها يتم على ضوئها التدخل من أجل تفكيك العصابات لافتا إلى مواصلة العمل بالمقاربة المعتمدة على الاستعلام الإجرامي لاستئصال جذور الآفة، ولاحظ المسؤول الأمني أن الإجراءات الردعية الصارمة من جهة والنشاط الوقائي من ناحية ثانية مكنت من تسجيل هذا الانخفاض سواء في معدل النشاط الإجرامي وكذا في عدد جمعيات الأشرار مضيفا "لقد اعتمدنا على إعداد خريطة إجرامية لولاية وهران مكنت مصالحنا من فهم الجريمة بولاية وهران وأنواعها وأشكال تطورها حيث تمت تعبئة التشكيل الأمني وفق متطلبات هذه الخريطة".
وبناء على ذات الخريطة تم تركيز الإمكانيات الردعية في أوساط معينة ووسائل أقل في جهات أخرى من الولاية الأمر الذي أعطى نتائج "ايجابية" لا سيما من جانب تسيير الموارد بما ينسجم والمتطلبات.
كما يعتمد التشكيل الأمني بدوره في محاربة ظاهرة عصابات الاعتداء والسطو -يضيف نفس المسئول- على عمل منسق ومنسجم ما بين مصالح الشرطة القضائية وعناصر الأمن الحضري مدعمين بفرق مختصة في التدخلات الشديدة كفرق البحث والتدخل (بي أر اي) وفرقة "الأسد" المختصة في مجابهة الإجرام المنظم والتي تقف وراء إسقاط شبكات إجرامية "خطيرة" منها من ينشط في مجال الاتجار الدولي للمخدرات بشتى أنواعها.
وبالنسبة للتغطية الأمنية فقد تميزت سنة 2015 بدخول "عدد كبير" من الوحدات حيز الخدمة مما ساهم بشكل "ايجابي" في الرفع من التغطية الأمنية بالولاية والتحكم بشكل دقيق في "الخريطة الإجرامية" وإمكانيات مكافحة الظاهرة. وفي هذا الصدد دخلت حيز الخدمة أزيد من 10 مقرات للشرطة تتوزع ما بين أمن الدوائر والأمن الحضري والفرق المتنقلة للشرطة القضائية فضلا عن مقر جديد لفرقة البحث والتحري. وقد استفادت مناطق عديدة ذات تجمعات سكانية كبيرة من التغطية الأمنية التي غابت عنها لسنوات عديدة مما ولد نمو ظاهرة الإجرام على غرار بلدة عين البيضاء التابعة لبلدية السانية وهو التجمع السكاني الذي يفوق عدد سكان البلدية الأم. وقد استفادت بلدة عين البيضاء من مقر للأمن الحضري وأخر للفرقة المتنقلة للشرطة القضائية فيما تستقر "فرقة الأسد" في موقع غير بعيد عن البلدة المذكورة.
ويجري حاليا انجاز مقرات للأمن الحضري والفرق المتنقلة للشرطة القضائية في موقعي "الحاسي" و"سيدي البشير" بأقصى شرق وغرب المجمع الحضري لمدينة وهران وهما الموقعان اللذان يشهدان أكثر معدلات ظاهرة الجريمة بولاية وهران خاصة على ضوء حجم اتساع رقعة البناءات العشوائية داخلهما.
ومن الناحية الوقائية تعمل خلية الاتصال والعلاقات العامة بالتنسيق مع مختلف المصالح والفرقة الأمنية على غرار فرقة حماية الأحداث على تجسيد برنامج عمل يمتد على طول السنة وذلك بالتعاون مع وسائل الإعلام ومديرية التربية والجمعيات المحلية، ويستهدف البرنامج شريحة الشباب والأطفال في إطار حملات تحسيسية لإبراز مخاطر الانخراط في النشاط الإجرامي وكذا تعاطي المخدرات وغيرها. كما يطال هذا العمل دور الشباب ومقاهي الأنترنت ومختلف الفضاءات التي تستقطب شرائح الشباب والأطفال.
زوليخة. ب

من نفس القسم محلي