محلي

قطاع الفلاحة يعاني من نقص اليد العاملة

عين الدفلى:



تجد ولاية عين الدفلى رغم طابعها الفلاحي بامتياز باعتلائها المرتبة الثانية على المستوى الوطني من حيث الإنتاج الفلاحي صعوبة في إيجاد اليد العاملة وهو ما يمكن أن يؤثر سلبا على المدى المتوسط أو البعيد على مستقبل القطاع حسب المهنيين.
فمن مجموع 100 851 ساكن الذي تعده الولاية 000 86 شخص أي أكثر من 10 بالمائة بقليل من السكان يعملون في الفلاحة. ولكن رغم ذلك فإن مشكل نقص اليد العاملة الفلاحية لا يزال مطروحا بشدة حيث أن الاحتياجات المعبر عنها تبقى بعيدة المنال، وإذا كان المزارعون القدامى لا يستطيعون ضمان المهمة كما ينبغي الحال بسبب ثقل سنواتهم من النشاط وسنهم المتقدم فإن شباب الولاية يعزفون عنها ويعتبرونها قاسية وهو ما يفسر بشكل كبير العجز المسجل في اليد العاملة.
وحسب رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين لولاية عين الدفلى خالد بن جدة فإن مشكل نقص اليد العاملة في القطاع الفلاحي يمكن ملاحظته بشكل خاص أثناء عملية جمع البطاطا، وأكد لـ/ وأج أن نجاح عملية جمع المحصول كان دائما يحصل بفضل مساهمة المتمدرسين والجامعيين خلال عطلتهم الصيفية معربا عن أسفه من جهة أخرى للصعوبات الكبيرة في جمع هذه المادة في مرحلتها المتأخرة بسبب العجز الكبير في اليد العاملة.
وأضاف أنه حتى بـ 000 2 دينار في اليوم وبمدة عمل لا تزيد عن 4 ساعات في اليوم (من 7 إلى 11) فإن الشاب يرفض جني البطاطا متحججا بظروف العمل القاسية.
وبهدف التقليص من حجم النقص في اليد العاملة في القطاع الفلاحي وقعت منذ نوفمبر 2014 اتفاقيات بين مديرية التشغيل من جهة والفلاحة والتكوين المهني من جهة أخرى بغرض تكوين شباب في تخصصات لها صلة بالفلاحة.
وكشف مدير التشغيل للولاية عبد القادر مكي أنه بفضل هذه الاتفاقيات فإن حوالي 580 شاب تم تكوينهم حيث أن عدد منهم قام بإنشاء مؤسسات في إطار أجهزة دعم التشغيل وخاصة الوكالة الوطنية لدعم وإدماج الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة التي وضعتها السلطات العمومية، وحسب المدير المحلي لقطاع التكوين المهني نور الدين دومة فإن المركز المستقبلي للتكوين بسيدي لخضر الخاص بالفلاحة سيساهم بشكل محسوس في التقليص من مشكل النقص في اليد العاملة في القطاع الفلاحي. وسيفتح هذا المركز الذي تقدر طاقة استيعابه بـ 300 مقعد بيداغوجي أبوابه خلال سنة 2016، "سوف نقوم من الآن فصاعدا بتوظيف أساتذة وجلب تجهيزات بيداغوجية" يؤكد السيد دومة مبرزا دور هذه المنشأة المستقبلية في تكوين عمال متخصصين في شتى الميادين المتعلقة بالفلاحة، وحسب ذات المسؤول فمن أهم التخصصات التي سيتم تدريسها على مستوى هذا المركز توجد تصليح الآلات الفلاحية محاصيل الخضر الأشجار المثمرة إنتاج زيت الزيتون تسيير المشاتل والبيوت البلاستيكية. وأبرز تضافر جهود المجتمع برمته لتغيير النظرة تجاه المهن المتصلة بالفلاحة.
 
البحث عن اعتراف اجتماعي

واعتبر عدد من الأشخاص الذين استجوبوا حول الموضوع أن عزوف الشباب عن خدمة الأرض يفسر بنظرة المجتمع تجاه هذا القطاع المعروف بالعمل الشاق والعمل البالي المخصص للقرويين بينما يعتبر آخرون أن هذا الوضع هو نتاج الكسل من بعض الشباب الذين يريدون كسب المال من دون عمل، وأجمع هؤلاء أن العودة إلى خدمة الأرض وتربية المواشي خاصة في المرحلة الاقتصادية الحالية المتميزة بانخفاض سعر البترول تسمح بمحاربة الفقر واستحداث الثروة وكذا مناصب عمل.
وأكد هؤلاء أن اعترافا اجتماعيا أكبرا للنشاطات الفلاحية يشكل عنصرا أساسيا قادرا على استعادة الهيبة لهذا الميدان وجعله أكثر جاذبية للشباب.
م. ب

من نفس القسم محلي