محلي
نحو إطلاق انجاز 19 ألف سكن قريبا بتيبازة
ندرة العقار كانت من بين أسباب التأخر في تجسيد هذه المشاريع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 أكتوبر 2015
- البنايات الفوضوية: التسوية أو التهديم
ستنطلق أشغال أزيد من 19 ألف سكن من مختلف الصيغ في غضون "الأشهر القادمة" بتيبازة بعد اتخاذ السلطات الولائية الإجراءات اللازمة لاستدراك التأخر المسجل في انجاز المشروع حسبما أفاد به مدير السكن و التعمير، و اتخذ والي تيبازة عبد القادر قاضي سلسلة من الإجراءات على اعتبار أن ملف 19408 سكن لم يتم إطلاقها تعد أولوية قصوى من أجل استدراك التأخر المسجل من أصل 76 ألف وحدة مختلفة الصيغ استفادت منهما الولاية خلال الخماسيين الماضيين أي ما يعادل نسبة تأخر في تجسيد البرنامج تقدر ب 25 بالمائة حسب محمد مرجاني.
و عليه باشرت مديرية القطاع بتيبازة في إعداد الملفات الخاصة بتسوية الأوعية العقارية المرشحة لاحتضان تلك السكنات و إرسالها للجنة الوزارية المشتركة التي يترأسها الوزير الأول من أجل إعادة تصنيف الأراضي الفلاحية و إعطائها الطابع العمراني حسب المصدر.
و أوضح مرجاني بأن ندرة العقار تعد أول الأسباب التي حالت دون أن تعرف تلك المشاريع تقدما على اعتبار أن تيبازة ولاية فلاحية و عليه فان معادلة المحافظة على العقار الفلاحي و في الوقت نفسه بعث مشاريع تنموية "معادلة يصعب تحقيقها".
و أكد ذات المسؤول "عزم" الوالي على إيجاد الحول لإطلاق المشاريع في اقرب وقت ممكن" سيما منها حصة قرابة 6000 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار "عدل" برنامج 2013 و كذا حصة قرابة 4000 سكن ترقوي مدعم.
و قد تمكنت ولاية تيبازة التي استفادت من برنامج سكني يقدر ب76 ألف وحدة من مختلف الصيغ من انجاز 37239 وحدة اي بنسبة تجسيد تقدر ب49 بالمائة فيما تبقى 19695أي 26 بالمائة - في طور الانجاز.
هاجس التهيئة يعطل توزيع السكنات
و تبقى أزيد من 13 ألف وحدة سكنية جاهزة و انتهت الأشغال بها إلا أن هاجس التهيئة يعرقل عملية التوزيع رغم انتهاء الأشغال ببعض المشاريع منذ قرابة السنتين على غرار 660 سكن اجتماعي إيجاري بوسط مدينة تيبازة.
و بهذا الخصوص أوضح مدير السكن بأن "الإرادة متوفرة لدى السلطات الولائية من اجل تذليل العقبات التي تحول دون انطلاق أشغال تهيئة تلك المجمعات السكنية التي يعلق عليها المواطنون أمالا كبيرة".و أبدى الوالي "حرصه" على إيفاده بكل المعلومات و المعطيات من أجل التدخل في وقتها و إيجاد حلول ناجعة لهذه السكنات من خلال عقد لقاءات دورية مع المعنيين بهذا الملف للاطلاع على تقدم الأشغال على أن تكون "جاهزة للتوزيع خلال سنة 2016 على أقصى تقدير".
كما "يحرص" الوالي على ضرورة توفر تلك التجمعات على المساحات الخضراء و الترفيهية و المرافق التربوية و الأمنية على أن تباشر اللجان البلدية عملية التحقيقات من اجل إعداد قوائم المستفيدين.
البنايات الفوضوية : التسوية أو التهديم
و انتشرت بولاية تيبازة خلال السنوات الأخيرة بشكل رهيب البنايات الفوضوية و منها فيلات فاخرة تم تشييدها بطريقة غير شرعية بعد السطو على مساحات غابية أو اقتناء عقار فلاحي و مباشرة الأشغال دون رخص بناء ما فتح الباب واسعا أمام "مافيا العقار" حيث تشير أرقام رسمية الى تسجيل أزيد من 16 ألف سكن فوضوي.
و لعل النقطة السوداء التي وصفها والي تيبازة ب"كارثة الكوارث" منطقة البلج
(بلدية تيبازة) التي تعد وجهة بامتياز للمصطافين خلال فصل الصيف نضرا لشواطئها الساحرة. ومما زاد في هذه الفوضى العمرانية العارمة غياب "كلي" للتهيئة و انعدام الأرصفة إلى غيرها من مظاهر التي لا تشرف سمعة تيبازة السياحية.
و أكد والي تيبازة لدى إشرافه مؤخرا على تنصيب الشباك الوحيد لأدوات التعمير على مستوى الولاية و كذا على مستوى البلديات و الذي يعنى بمنح رخص البناء و التهديم و تعديل البنايات أن معضلة البنايات الفوضوية تقتضي "اما تسوية وضعيتها أو تهديمها".
و يأتي تنصيب الشباك الولائي لأدوات التعمير للقضاء على فوضى عارمة في العمران ما اثر سلبا على وجه المدينة و كذلك لتخفيف الضغط على كاهل المواطن و المستثمر على حد سواء الذي أنهكته طول و ثقل الإجراءات.
و دعا الوالي أعضاء الشباك الوحيد الذي يترأسه مدير السكن و التعمير إلى تنسيق الجهود و الاجتماع أسبوعيا للفصل في الطلبات مع العمل على تسهيل الإجراءات و تخفيفها و مناقشة التحفظات المسجلة دون إصدار قرار رفض على أساس تحفظ قطاع معين من خلال "الاجتهاد" لإيجاد حلول للملفات العالقة لان أدوات التعمير تكتسي أهمية بالغة و هي من بين "الأوراق الرابحة لكل تنمية اجتماعية و اقتصادية شاملة".
محمد. ن