محلي

الانتهاء من أشغال ترميم العديد من العمارات بمدينة وهران

استمرت العملية قرابة الأربع سنوات





تم مع نهاية شهر أوت الماضي، الانتهاء من عمليات ترميم العديد من العمارات بوسط مدينة وهران، لاسيما تلك الواقعة بأهم الشوارع، ويتعلق الأمر بشارعي العربي بن مهيدي ومحمد خميستي، إلى جانب شارع معطى محمد الحبيب، بعد أن استمرت العملية بهذه العمارات قرابة الأربع سنوات، في الوقت الذي ما تزال العملية متواصلة بعمارات أخرى وبنايات أثرية، خاصة دار البلدية والمقر المركزي للبريد في وسط المدينة، حيث تعرف تأخرا كبيرا.
في الوقت الذي أخذت العديد من العمارات شكلها النهائي بعد إتمام الأشغال بها واستعادة جمالها منذ بداية المشروع الذي خصصت له السلطات العمومية 1500 مليار سنتيم، من أجل الشروع في ترميم 600 عمارة ببلديات وهران وأرزيو والمرسى الكبير، منها 400 عمارة بمدينة وهران لوحدها، على أن تنتهي العملية في أقل من 5 سنوات، حيث ما تزال الأمور تراوح مكانها مقارنة بما كان منتظرا منها، خاصة أن مقر البريد المركزي الذي تم إخلاؤه منذ أزيد من 4 سنوات مع تخصيص الغلاف المالي الخاص به، سرعان ما توقفت الأشغال به لتنطلق من جديد، لكن بصورة محتشمة وتعاود التوقف لأسباب مجهولة، ما عدا وجود عاملين أو ثلاثة من أجل الحراسة لا غير، لتتوقف الأشغال بصفة كلية، الأمر الذي يتطلب تدخل السلطات العمومية على أعلى مستوى للشروع مجددا في إتمام الأشغال والشروع النهائي فيها، لاسترجاع هذا المعلم التاريخي الهام.
وموازاة مع ذلك، يعرف مقر البلدية بوسط المدينة وضعا مماثلا، كون الأموال المخصصة له متوفرة، لكنه ما زال في مرحلة الشروع في عمليات الترميم التي لم تنطلق بعد، رغم أن الشروع في عمليات الترميم كان من المنتظر أن تنطلق منذ أزيد من 3 سنوات، وهو المعلم الذي خصصت له السلطات العمومية المحلية غلافا ماليا قدره 700 مليار لإتمام إنجاز مختلف عمليات الترميم الخاصة به.
وبغض النظر عن عمليات التأخر في إنشاء مختلف عمليات الترميم الخاصة بهذين المعلمين المهمين والهامين في حياة الوهرانيين على الخصوص، والجزائريين على العموم، فإن عمليات الترميم التي عرفتها بقية العمارات الأخرى اتسمت بالتأخر في التجسيد والتباطؤ في مختلف العمليات التي عرفتها بقية العمارات الأخرى، بسبب قلة اليد العاملة المؤهلة في مجال الترميم، الأمر الذي استدعى اللجوء إلى التجربة الأجنبية والخبرات الإيطالية والإسبانية المؤهلة من أجل القيام بأشغال الترميم من جهة وتكوين اليد العاملة المؤهلة الجزائرية في الميدان، الأمر الذي انتهى بتشكيل ورشة عمل وتكوين على مستوى واحدة من ورشات سيدي الهواري، التي تم بها تكوين عدد من الشبان المؤهلين في الترميم، إلا أنه لم يتم إنجاز مختلف العمليات في الميدان، مما يطرح أكثر من سؤال عند المعنيين بأمر ترميم هذه العمارات الـ600 المحصاة لدى مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري بولاية وهران والموزعة بين بلديات وهران وأرزيو والمرسى الكبير.
والملاحظ أن العملية تسير بخطى السلحفاة على مستوى العديد من العمارات التي تجري بها الأشغال، لاسيما على مستوى المعالم الأثرية المسجلة في الآونة الأخيرة، كما هو الحال على مستوى قصر الباي الواقع وسط المدينة على بعد مرمى حجر من مقر بلدية وهران، والذي يخضع رسميا لعمليات الترميم، لكن الواقع غير ذلك، لأن الأشغال به متوقفة منذ الشروع في عمليات الترميم، كون الأمور اقتصرت على عمليات الإخلاء والتسييج، وهو الوضع نفسه الذي يعيشه مقر البريد المركزي ذي البعد التاريخي في حياة الجزائريين.
ق. م

من نفس القسم محلي