محلي

لا تسليم لمشروع تهيئة وادي الحراش بالعاصمة قبل نهاية السنة الجارية

لأسباب تقنية وأخرى متعلقة بعدم شغور الأرضية من السكان




سيتأخر تسليم مشروع تطهير وتهيئة وادي الحراش بولاية الجزائر بعد أن كان مقررا انتهاء اشغاله مع نهاية السنة الجارية لأسباب تقنية، حسبما كشف عنه اسماعيل عميروش مدير الموارد المائية. وأوضح عميروش أن استلام مشروع تهيئة وتطهير وادي الحراش لن يتم مع نهاية السنة الجارية بسبب عدم انطلاق أشغال تهيئة 3.2 كلم من مجراه منها ما يقع بوسط مدينة الحراش وكذا الجزء الواقع بين بلديتي براقي وجسر قسنطينة وجزء آخر يقع ببلدية بوروبة، وتشمل هذه المواقع كلا من حي الرملي بين بلديتي براقي وجسر قسنطينة والذي تقطنه قرابة 4.000 عائلة وحي المنبع ببوروبة الذي يضم 400 عائلة اذ ينتظر ترحيل تلك العائلات قبل انطلاق اشغال توسعة مجرى الوادي. ما الجزء المتعلق بوسط مدينة الحراش والخاص بالجهة اليسرى للواد الممتدة على طول 1.3 كلم والرابطة بين الطريق الوطني رقم 5 وصولا إلى الجسر الابيض بوسط المدينة فلم تنطلق الاشغال به بسبب تواجد ستة (06) قنوات تحتية تابعة لمؤسسة نفطال تستغل في نقل المواد البتروكيماوية من ميناء الجزائر نحو محطة التصفية بسيدي رزين ومركز التخزين بوسط الحراش. هذا وكانت أشغال تهيئة وادي الحراش قد عرفت تأخرا كبيرا، وهو المشروع المزمع تسليمه مع نهاية السنة على أقصى تقدير، وتأخر الأشغال مرده لعدة أسباب تقنية وأخرى متعلقة بعدم تسريح مساحات كبيرة من السكان لمباشرة الأشغال، وراهنت السلطات على تسليم المشروع نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل، غير أن وتيرة سير الأشغال حاليا لن تسمح بذلك، وقال مصدر من وزارة الموارد المائية، إحدى الجهات المشرفة على المشروع "اعترضت الشركات المنجزة وفي مقدمتها الشركة الجنوب كورية عدة مشاكل تقنية اضطرت من خلالها اعادة النظر في مخططاتها، فجسامة ما يجب القيام به كان أكبر من التوقعات".
وأضاف نفس المصدر "كما أن هناك عوائق أخرى منعت من مباشرة بعض الأشغال كعدم تسريح مساحات كبيرة من الفضاء المعني من إعادة التأهيل، وهي مساحات يقطنها سواء سكان أحياء قصديرية أو سكان شرعيون، غير أن ثقل إجراءات نزع الملكية حالت دون مباشرة الأشغال، فمرسوم نزع الملكية صدر بداية العام تقريبا، لكن العملية تعرف عدة تعثرات ورفض بعض السكان الرحيل ما سيؤدي دون شك إلى تسجيل تأخر ضخم". ويحتوي مشروع إعادة تأهيل وادي الحراش، إنشاء فضاء ضخم يمتد على عدة كيلومترات من العاصمة وإلى مسافة تصل 16 كيلومترا جنوبا يحتوي على عدة فضاءات تسلية ونزهة في مياه الوادي. تجدر الإشارة إلى أن واد الحراش الذي تصب فيه اودية جمعة وبابا علي وواد طير وواد السمار الذي يقطع المنطقة الصناعية للناحية الشرقية للعاصمة كان في عقود ماضية قبلة للصيادين علما انه يمر بهضبة المتيجة قادما من الاطلس البليدي ممتدا على طول 67 كلم ليصب مباشرة بساحل العاصمة، الا أن هذا الواد عرف لاحقا درجة كبيرة من التلوث فاقت 30 مرة المعايير المتعارف عليها و400 مرة معايير المنظمة العالمية للصحة، ويقطع الوادي على امتداد 9 كلم الاخيرة له قبل منفذه إلى البحر نسيجا عمرانيا وصناعيا هاما (المناطق الصناعية لبابا علي وجسر قسنطينة والحراش) حيث تلقي المؤسسات بمخلفاتها الصناعية والكيمياوية بمجرى الوادي ما جعل مشكلة تلوثه تتفاقم مع السنوات. وتحول هذا المشكل البيئي إلى تهديد لساحل العاصمة وهو ما بينته دراسة اجريت سنة 2005 من قبل الياباني ميستو يوشيدا الذي كشف عن وجود كميات معتبرة من الرصاص والكلور والزنك وغيرها من المواد الكيماوية السامة بمياه الوادي التي تصب مباشرة في البحر، وحاولت السلطات العمومية خلال عدة سنوات التقليل من حدة هذا التلوث منها محاولة اجراء تغطية كيميائية للروائح التي كانت تسود بمنفذه للبحر والتي عرفت بعملية الياسمين دون الوصول إلى حل جذري للمشكل، ولاحقا تم الاعلان في 13 جوان 2012 عن الانطلاق الرسمي لمشروع تطهير وتهيئة واد الحراش والذي اسند للمجمع الجزائري-الكوري (كوسيدار-دايو للبناء) حيث خصص للعملية ككل مبلغ مالي بقيمة 38 مليار دج على أن تنتهي اجال الانجاز في 31 ديسمبر من السنة الجارية. وتتمحور عملية تأهيل واد الحراش حول تحسين نوعية مياهه وإنجاز ثلاثة حدائق واستحداث أنظمة لمراقبة نوعية الماء وأنظمة إنذار خاصة بالفيضان ومحطات ضخ بطاقة 90.000 متر مكعب يوميا، كما سيتم إنجاز ست مساحات لعب للأطفال وتهيئة مسارات للدراجات وأخرى للعدو وخمسة عشر أرضية لمختلف الرياضات ومسبحين في الهواء الطلق، إلى جانب انجاز 19 جسرا على طول الوادي لربط ضفتيه التي ستعرف غرس 65.000 شجرة مع توفير الإنارة العمومية على كامل امتدادها.

وداد. ع

من نفس القسم محلي