محلي

حالة التدهور البيئي تميز أغلب شوارع وأحياء ورقلة

بسبب غياب الرقابة من السلطات المحلية وانعدام الحس البيئي لدى المواطن

 

  • تفاقم ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات وتدهور المحيط

 

 

يتجلى "انعدام" الحس البيئي لدى المواطن ونقص وعيه في كيفية التصرف بالنفايات بصورة واضحة في أكوام النفايات بمختلف أنواعها وانتشارها في كل مكان من مدينة ورقلة التي تعد واحدة من أكبر المدن الجزائرية وأعرقها كما يجمع على ذلك مسؤولو ملف البيئة بالمجلس الشعبي البلدي. 

وقد يتفاجأ كل من يلج إلى المدينة من حالة التدهور البيئي الكبير الذي تشهده أغلب الشوارع والأحياء وحتى داخل التجمعات السكنية وحواف المدينة بفعل كثرة الأوساخ وانتشار القمامة وحتى بقايا أشغال البناء في الأماكن الغير مخصصة لها بالإضافة إلى تراكم أكوام الرمل على الأرصفة وأمام الأحياء السكنية كما لوحظ. 

 

 ---"الوعي البيئي لدى المواطن" لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب

 

يرجع العديد من المكلفين بملف البيئة ونظافة المحيط على مستوى المجلس الشعبي البلدي هذا التدهور بالدرجة الأولى إلى "غياب" الحس البيئي لدى المواطن في ظل تسخير السلطات المحلية لإمكانيات مادية وبشرية "كبيرة" حيث وبالرغم من أنها لا تزال "غير كافية" إلا أنها قد ساهمت بشكل كبير في التخلص من عديد المظاهر السلبية التي عرفتها المدينة خلال الخمس سنوات الأخيرة. 

وبرأي المكلف بملف البيئة ونظافة المحيط بالمجلس الشعبي البلدي عبد الحميد زوزي فإن الوعي البيئي لدى المواطن "لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب" كما "أن نقص إحساسه ووعيه بأن نظافة المحيط مسؤولية جماعية ترتكز بالدرجة الأولى عليه أعاق وبشكل كبير جهود القضاء على هذه المظاهر السلبية التي شوهت المظهر العام للمدينة". 

ويوضح زوزي أن مضاعفة جهود القائمين على هذا الملف والتنسيق المستمر والمتواصل بينهم وبين كل من مديرية البيئة والمؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني إضافة إلى الجمعيات الناشطة في المجال مكن خلال السنتين الأخيرتين من القضاء على 70 بالمائة من النقاط السوداء التي لطالما شوهت المنظر العام للمدينة. ويتم في هذا الإطار رفع القمامة بشكل يومي عبر جميع أحياء وشوارع وكذا طرقات مدينة ورقلة سواء بالتجمعات الحضرية أو الشعبية وعلى مدى كامل أيام الأسبوع بما فيها يومي الجمعة والسبت كما أضاف ذات المتحدث. 

ويقوم ما لا يقل عن 117 عون نظافة يسهرون على رفع القمامة المنزلية فضلا عن فرقتي عمل تنشطان صباحا ومساء مكونتين بدورهما من 75 عونا يقومون برفع وإزالة الأتربة والرمال من حواف الطرقات والأرصفة إضافة إلى تسخير ست ورشات ضمن برنامج "الجزائر البيضاء" تنشط بصفة دورية على مستوى الأحياء المهيأة. 

 

--- عدم احترام المواطنين لمواقيت رمي القمامة تعيق عمل أعوان النظافة

 

بالرغم من الجهود المبذولة إلا أن التصرفات السلبية للمواطنين داخل الأحياء والتجمعات السكانية تعيق وبشكل "كبير" مهام أعوان النظافة من أهمها عدم احترامهم لمواقيت رمي القمامات بالرغم من الإعلانات التحسيسية والومضات الإشهارية كما أشار من جهته منسق بمصلحة النظافة لذات المجلس عبد الله بورقعة. 

وبحسب نفس المتحدث الذي أشار إلى وجود بعض الأحياء والتجمعات السكانية التي تقوم مصالح النظافة بتنظيفها بمعدل ثلاثة مرات في اليوم الواحد على غرار شارع شيغيفارة (وسط المدينة) فإن درجة اللاوعي لدى المواطن تجاوزت ذلك إلى ركن السيارات بمحاذاة مفارغ القمامات مما يصعب تحرك شاحنات جمع النفايات ليلا. 

سمحت الاتفاقية المبرمة بين بلدية ورقلة والمؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني خلال السنة الفارطة والتي تنص على استخدام الشاحنات الرصاصة بدل الشاحنات العادية أو القلابة من مضاعفة كميات النفايات المجمعة يوميا والتي غالبا ما تتجاوز 100 طن حسبما ذكر بورقعة. 

ومكنت 31 شاحنة رصاصة تم اقتنائها لهذا الغرض إضافة إلى ثمانية أخرى تابعة للبلدية من لمس تحسن "كبير" في وضعية المحيط خاصة على مستوى الأحياء والشوارع وكذا التجمعات الحضرية الكبرى التي لطالما عانى سكانها من تدهور المحيط وانتشار النفايات على غرار حيي بوزيد والنصر إضافة إلى المدخل الشمالي للمدينة باتجاه شارع شيغيفارة. 

 

--- شارع شيغيفارة بوسط المدينة "نقطة سوداء" سيتم القضاء عليها قريبا

 

يعد شارع شيغيفارة بوسط مدينة ورقلة واحدا من أهم "النقاط السوداء" الذي يعرف انتشارا واسعا للقمامة بفعل كثافة الحركة التجارية التي يعرفها سواء من طرف تجار الجملة أو أصحاب عديد المطاعم والمقاهي مما استدعى من المجلس الشعبي البلدي اتخاذ قرارات "هامة" من أجل تهيئته والقضاء على حالة الفوضى التي تسوده حسبما أوضح زوزي. 

ورصد في هذا الإطار استثمار عمومي يقارب 27 مليون دج من أجل تنظيف وتبليط فتحات منتصفات الطرق التي اعتاد بعض التجار وحتى الموطنين رمي النفايات ومخلفات تجارتهم بها إضافة إلى وضع الرخام على حوافها وتشجيرها ووضع نظام السقي بالتقطير بها بالشكل الذي يعطي لمستعملي الطريق وحتى للمواطن والتاجر بتلك المنطقة صورة جمالية لهذا الشارع يضيف ذات المتحدث. 

يشكل الرمي العشوائي لبقايا مواد البناء والردم على حواف المدينة من بين الظواهر والسلوكيات السلبية التي عرفت انتشارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة والتي مست حتى واحات النخيل بالخصوص بأحياء بوعامر وطريق بامنديلوالمخادمةوبوعزات وحي سعيد عتبة. 

وتجري منذ مطلع شهر يونيو الجاري وبجميع الوسائل المتاحة عمليات متواصلة باشرتها بلدية ورقلة لرفع النفايات الهامدة وكذا المنزلية والردم وبقايا أشغال البناء والركام والجبس الاصطناعي وهي النفايات التي أصبحت منذ مدة مصدر إزعاج كبير للسكان خاصة مع دخول موسم الصيف حيث تجد الحشرات السامة والقوارض ملاذا لها حسبما أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي عبد الحميد جزار. 

وسخر في هذا الإطار آلة جرف وشاحنتي تحميل من الحجم الكبير مكنت من نقل مئات الأطنان من الردم خارج النسيج الحضري وفق ذات المنتخب. 

تعد مسألة الارتقاء بوعي المواطن وتعميق ثقافة نظافة المحيط لديه أمرا ملحا إلى جانب توحيد الجهود بين السلطات المحلية والمجتمع المدني وكذا الحركة الجمعوية من أجل تجاوز هذه المظاهر واعطاء وجه لائق لمدينة ورقلة بما يسمح بارتقائها إلى مصاف المدن النظيفة حسبما أكد جزار. 

و يتم ذلك يضيف رئيس المجلس الشعبي البلدي - من خلال جعل المحافظة على المحيط "مسؤولية جماعية" والعمل على توعية المواطنين مع التركيز على لجان الأحياء في هذا المجال وإشراك وسائل الإعلام ( الإعلام الجواري) والمساجد وكذا مديرية التربية في هذه العملية. 

بشير. ف

من نفس القسم محلي