محلي

حمام "سيدي الجودي" بسطيف... قطب سياحي ومعلم تاريخي يحتاج للعناية

يعاني من نقص المرافق وضعف الخدمات

 

 

يعتبر حمام سيدي الجودي التقليدي ببلدية حمام قرقور شمال سطيف واحد من الأقطاب السياحية الحموية الخلابة بالجزائر، والذي تفننت الطبيعة في تصويره، والذي يمتد تاريخه إلى سنين غابرة، بوابة التأريخ بصورة رسمية كان سنة 1838 أين احتل المرتبة الثالثة عالميا حسب تقرير صادر عن مهندس المناجم الفرنسي "بازيليك" بعد قياسات للنشاط الإشعاعي الخاص بالمياه الحارة. الحمام التقليدي اخذ تسميته "سيدي الجودي" على أحد الأولياء الصالحين بمنطقة حمام قرقور في الشمال الغربي لولاية سطيف، والذي لم يلقى النصيب الوافي من الاهتمام ليكون بحق قطبا من اقطاب السياحة الحموية بالجزائر، وهو الذي يستقبل أزيد من 400 زائر يوميا، إلا أن استغلاله وتسييره يبقيان ضعيفين حسب الكثير من المتتبعين والعارفين في مجال السياحة الحموية بصفة خاصة، مما أثر سلبا على الدور الذي يمكن أن يلعبه على الرغم من وقوعه بمنطقة ساحرة، خلابة والمتميزة بمناظرها الجميلة وبجبالها الشاهقة، والتي تتدفق أسفلها مياه منبع "عين شوف" الذي صنف حسب التقرير المذكور في الصف الثالث عالميا للينابيع الحارة ذات النشاط الإشعاعي بعد مياه "برماخ" بألمانيا، ومياه "جاشيمون" بجمهورية التشيك حاليا، والمرتبة الأولى عربيا وإفريقيا، حيث تقدر حرارة مياهه بـ45 درجة مؤوية.

من جهة اخرى فإن بعض الأطباء يؤكدون بان مياهه مناسبة جدا للعلاج بفضل ما تحويه من مواد كيميائية، وحسب دراسة صحية فإن مياه هذا المنبع تساعد على شفاء عدة أمراض كالروماتيزم، الأمراض الجلدية، أمراض العيون وبعض أمراض النساء، وقد كانت قيمته السياحة والعلاجية محل دراسة وتتبع العديد من العلماء والمؤرخين، من بينهم الشيخ محمد الغزالي والدكتور "مازوك" الذي وضع بعد زيارته للمكان سنة 1954 برنامجا للاستشفاء يشرح فيه كيفية العلاج بهذه المياه الحموية المعدنية، وبجوار هذا الصرح المعدني الرائع يمر وادي بوسلام الذي يتوسط مدينة حمام قرقور بمياهه العذبة المتدفقة من باطن الأرض، والذي يعتبر مكانا مفضلا للكثير من العائلات على للاستمتاع على ضفافه لا سيما خلال فصلي الربيع والصيف، لكن وعلى الرغم من هذه الأهمية البالغة إلا أن المركب يعاني حالة متقدمة من التدهور، وتراجعا كبيرا للخدمات، وخاصة الطبية منها، على خلاف الرفاهية التي عرفه المركب منذ افتتاح أبوابه سنة 1987 حيث تم حينها تجهيزه بأحدث الوسائل الطبية بعدما تم تحويله إلى مركب أين كان قبلة للمرضى من جميع أنحاء الوطن قصد العلاج، غير أن وضعيته تغيرت إلى النقيض خلال السنوات الأخيرة، رغم بعض بعض الالتفاتات البسيطة كتعزيزه ببعض المرافق البسيطة والترميمات الاخيرة التي استفاد منها بقيمة تقارب الخمسة ملايير بالإضافة غلة مشروع توسييع مركز الراحة للمجاهدين وتدعيمه بفندق من 20 غرفة، وهي المرافق التي تبقى دون طموحات قاصدي هذا المرفق الهام، سيما ما تعلق بغياب طاقم شبه طبي مؤهل علميا ومختص في ميدان التدليك الطبي وإعادة التأهيل الوظيفي والحركي، وتشغيل الأجهزة المخصصة لذلك كالأشعة الحمراء وفوق البنفسجية وأجهزة العلاج بالذبذبات الكهربائية، بالإضافة إلى النقائص المسجلة في التدفئة، النظافة ومختلف المرافق التي تساهم في تحقيق الراحة للمريض.

هذا ويبقى هذا الصرح السياحي يحتاج إلى التفاتة جادة من طرف السلطات المعنية، بهدف إعطائه وجهه الحقيقي والتمكين من الاستفادة بمياهه المحتوية على اشعاعات نووية ساهمت في تحسين العديد من الحالات المرضية، هكذا تبقى امال سكان المنطقة معلقة في الوزارة المعنية في الاهتمام أكثر بهذا الصرح والقطب السياحي الهام الذي يبقى وجوده وخدماته مرهونة بالتدخل الجاد وإعادة الاعتبار لهذا المرفق الفريد من نوعه.

م. ع

من نفس القسم محلي