محلي

الصوفية وحدت الجزائريين حول خيار المقاومة المسلحة

في ندوة حول شيوخ الزاوية القادرية في المقاومة الجزائرية

 

 

أجمع مشاركون في أشغال الندوة الوطنية الثالثة حول "مآثر شيوخ الزاوية القادرية في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير" التي نظمت يوم الخميس بالوادي أن الطرق الصوفية أدت دورا "هاما" في توحيد موقف الجزائريين حول خيار المقاومة المسلحة ضد الإحتلال. وفي هذا الصدد أبرز الدكتور علي عنابزية أستاذ بقسم التاريخ بجامعة الوادي في مداخلته المعنونة "مبايعة الأمير عبد القادر... دلالاتها ومعانيها " الدور المحوري الذي لعبه الأب الروحي للطريقة القادرية في الجزائر الأمير عبد القادر الجزائري بعد مبايعته في تجميع شتات القبائل المتفرقة وأتباع الطرق الصوفية بمختلف مشاربها وذلك بتوحيد موقفهم من القضايا ذات الصلة بالمصير المشترك للوطن لاسيما فيما تعلق بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي.

وأرجع ذات المتحدث نجاح مساعي مبادرات توحيد صفوف أبناء الوطن الواحد إلى أن الطرق الصوفية لم تكن "مرجعية دينية" للفتاوى فحسب بل كانت بحق "مرجعية لكل ماله علاقة بمصير الوطن للحفاظ على وحدته ومدخراته حيث كانت تعتمد في نظامها التعليمي على غرس قيم حب الوطن وقيم الدين الإسلامي الحنيف ". كما تحدث الأستاذ عنابزية في مداخلته الأكاديمية في هذا الملتقى الذي تزامن مع تاريخ مبايعة الأمير عبد القادر(27 نوفمبر 1832) عن الدور الذي لعبه مفهوم "القيادة" عند أتباع الطرق الصوفية الذي يعتمد على " الولاء المطلق" لشيخ الطريقة الصوفية وهو ما تجلى بعد مبايعة الأمير عبد القادر كقائد وهو الإختيار الذي ساهم إلى حد بعيد في شحذ همم الأتباع ونشر خيار المقاومة المسلحة ضد الإحتلال. وأكد المحاضر في معرض سرده لدلالات مبايعة الأمير عبد القادر أن "دولة الأمير عبد القادر " التي أقيمت على المرجعيتين الدينية والوطنية للطريقة القادرية وبقية الطرق الصوفية الأخرى كانت امتدادا حقيقيا للدولة الجزائرية الحديثة. ومن جهته فند الدكتور عاشوري قمعون أستاذ بقسم التاريخ بجامعة الوادي في مداخلته " دور الطريقة القادرية في الحركة الوطنية " ما تناولته بعض الدراسات التاريخية حول مقاومة الأمير عبد القادر مؤكدا أن هذه المقاومة لم تكن باسم الطريقة القادرية فحسب بل كانت باسم كافة الشعب الجزائري وبمشاركة أغلب الطرق الصوفية التي استجابت لدعوة المقاومة التي دعا إليها الأمير عبد القادر. وتحدث المؤرخ عن نضال أتباع الطريقة القادرية في الجزائر ومساهمتهم في أحداث الحركة الوطنية وذكر أتباع منطقة سوف كنموذج يتصدرهم الهاشمي شريف مؤسس الزاوية القادرية بالوادي الذي عاش في المنفى نظرا لمواقفه المناوئة للإحتلال الفرنسي. وقد أثرى المداخلات الفكرية والتاريخية للطبعة الثالثة لهذه الندوة الوطنية التي أختير لها عنوان "الزاوية القادرية.... ستون سنة وثورة التحرير خالدة " التي احتضنتها قاعة المحاضرات بجامعة حمة لخضر بالوادي ثلة من الأساتذة والمؤرخين والباحثين. كما ألقت الأمينة العامة لمؤسسة الأمير عبد القادر السيدة زهور بوطالب كلمة أشادت فيها بالخصوص بدور الأمير عبد القادر في التأسيس لفكر المقاومة في الجزائر وما لهذا الفكر من دور فعال في غرس خيار إلزامية العمل المسلح كوسيلة وحيدة لطرد الإحتلال الفرنسي. وكان ضيوف الندوة الوطنية من مريدي وأتباع الطريقة القادرية قد زاروا ضريح سيدي الهاشمي شريف ببلدية البياضة (6 كلم جنوب عاصمة الولاية) وهو مؤسس الطريقة القادرية بالوادي حيث ألقيت محاضرات ذات بعد ديني صوفي. جدير بالذكر أن فعاليات هذه الندوة الوطنية الثالثة التي نظمتها المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا التي يوجد مقرها بالرويسات (ورقلة) في إطار الاحتفالات بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية توزعت أشغالها على محورين حيث تمثل المحور الأول في المداخلات الدينية الذي احتضنتها أمسية الأربعاء الزاوية القادرية ببلدية البياضة فيما خصص المحور الثاني للمداخلات الأكاديمية والتاريخية التي احتضنتها جامعة حمة لخضر والتي حضرها ضيوف من دول عربية وأجنبية. 

ق.م

من نفس القسم محلي