محلي
قرية القواجيل ببلدية الحجاج تعاني في صمت
الشلف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 سبتمبر 2014
تعاني قرية القواجيل التابعة لبلدية الحجاج البعيدة بحوالي 60 كلم بالجهة الجنوبية لعاصمة ولاية الشلف بأعالي سفوح جبال الونشريس، والتي تعد من أكبر التجمعات السكانية في هذه البلدية من التهميش والحرمان من كل ضروريات الحياة اليومية، وساهم في ذلك سوء موقعها بين أدغال وجبال الرمكة وبني بوعتاب، الأمر الذي دفع إلى عودة النازحين نسبيا إليها وتشكيلهم لمجمعات قصديرية على طول الطريق الرئيسي المؤدي للبلدية التي تحوّلت جلها إلى أطلال شاهدة على العشرية السوداء، وجدنا سكانها ما يزال الخوف من المجهول يسكن أنفسهم. وبعد تحسن الوضع الأمني، وجدت القرية نفسها تعيش العزلة التامة وكثيرون منهم يطرحون استفهامات على واقعهم المعيشي المزري، حيث لا يزال ماء الحنفية حلم هؤلاء السكان منذ الاستقلال، ويوقفوا رحلة البحث عن هذه المادة الحيوية التي أثقلت كاهلهم وأجبرتهم على قطع كيلومترات من أجل قطرة ماء، خاصة في فصل الصيف، حيث يكثر الطلب عليها، كما أن المياه الصالحة للشرب عند سكان القرية أصبحت تشكل لهم أزمة حقيقية، ولولا الصهاريج وبعض آبار الخواص لهلكوا من العطش إلى جانب الطريق المؤدي إلى القرية أصبح مسلكا ترابيا وكثرت فيه الحفر، وهذا ما صعب من تنقل المواطنين من وإلى القرية، وخاصة لدى فئة المتمدرسين الذين يئسوا من هذه الوضعية – وحسبهم- فإن سكان القرية طالبوا مرارا الجهات المعنية برد الاعتبار لهذا الطريق وإعادة تهيئته، إلا أن الحال مازال على حاله -يضيف السكان- وبقي السكان يعانون في صمت. وتفتقر القرية إلى قاعة علاج بمعنى الكلمة ومرضاها يتنقلون لعدة كيلومترات من أجل التداوي وحقن الإبر، بحيث يتحتم عليهم التوجه إلى البلدية الأم، ناهيك عن الحالات الاستعجالية كالولادة أو الحوادث المرورية والإجلاءات الصحية المختلفة التي غالبا ما تنتهي بحالات مأساوية لبعد القرية عن المصحات القريبة، بسبب الغياب الكلي لسيارات الإسعاف، حيث يناشد السكان السلطات المحلية النظر في قضيتهم والتكفل بانشغالهم الصحي، ضف إلى ذلك المشاكل الأخرى التي تؤرق السكان في عدة قطاعات كالرياضة والترفيه، حيث أن القرية تفتقر للمنشآت الرياضية، كالملاعب الجوارية التي تعتبر المكان المفضل للشباب لممارسة الرياضة بأنواعها وهذا لوضع حد للآفات الاجتماعية، وخلق فضاء تربوي وتوعوي في الوسط الشباني، ويأمل سكان القواجيل أن يدرجوا ضمن المستفيدين من مشروع الغاز الطبيعي الذي استفادت منه البلدية، لكن تبين حسب السكان أنه لم تندرج ضمن المشروع، وهنا تلاشت كل آمال المواطنين وحملوا البلدية المسؤولية الكاملة في هذا الإقصاء من المشروع، ليبقى مواطنو القرية يقطعون الكيلومترات لشراء قارورات الغاز وحملها على البغال أو على أكتافهم للاحتماء من البرد القارس وقضاء متطلباتهم اليومية. ويجرنا الحديث كذلك عن البطالة التي يعاني منها الشباب، بحيث أصبحوا يتسكعون في الأحياء، ويعاني بصفة أكبر أصحاب الشهادات العليا الذين يئسوا من الوعود الجافة، فمنهم من هجر القرية ومنهم من ولج إلى عالم الفلاحة لمساعدة عائلته وحتى آليات التشغيل صدت في وجوههم لبعض العراقيل الإدارية والبنكية. وأمام هذه المشاكل والنقائص، يناشد سكان القواجيل الالتفاتة ولو بالقليل للنظر في أحوالهم المأساوية وإيجاد بعض الحلول للمشاكل التي لازمتهم على مدى عدة سنوات خلت، ورد الاعتبار لهذه القرية التي عانت ويلات الاستعمارية والعشرية السوداء وسكانها الذين فضلوا العودة اليها والعيش فيها.