محلي

برنامج لتكثيف زراعة التين الشوكي بعديد البلديات

سوق أهراس

 

 

 يعكف مسؤولو مديرية المصالح الفلاحية لولاية سوق أهراس على ضبط برنامج واسع يقضي بتكثيف زراعة التين الشوكي وذلك بالمناطق الجافة وشبه الجافة بالمنطقة، ويندرج هذا البرنامج في إطار تنمية السهوب بهذه الولاية لما تكتسيه هذه الفاكهة البرية من فوائد غذائية، خاصة 

وأنها غنية بالبوتاسيوم والسكريات وتساعد على التوازن البيئي فضلا عن ضمان دخل للفلاحين وفقا لذات المديرية. 

 وقد توسعت رقعة غراسة التين الشوكي بهذه الولاية إلى 12 ألف هكتار بعدما كانت لا تتعدى الـ1000 هكتار خلال السنوات الماضية -استنادا لمسؤولي مديرية المصالح الفلاحية-، مشيرين إلى أن بلدية سيدي فرج (45 كلم شمال-شرق سوق أهراس) تستحوذ على 60 بالمائة من المساحة الإجمالية لهذه الفاكهة. 

 وتتوزع باقي المساحة عبر كل من بلديات أولاد مومن وتاورة والدريعة وويلان إلى جانب منطقة أولاد عباس المحاذية لولاية تبسة المجاورة -يضيف نفس المصدر-، الذي أشار إلى أن ذلك سمح باستحداث سوق للجملة خاص بالتين الشوكي وذلك بالونزة (تبسة) المجاورة. 

 ومن أجل إضفاء تنظيم ناجع للمهن الفلاحية وخلق أقطاب جديدة للفلاحة بهذه الولاية الفلاحية بامتياز وضمان دخل وفير للمنتجين بهذه الجهة يجري حاليا بمشتة الشقاقة ببلدية سيدي فرج إنجاز تعاونية مختصة في استغلال وتحويل التين الشوكي. 

 وتتربع هذه التعاونية المنجزة في إطار استثمار خاص والمصممة لمعالجة هذه الفاكهة سواء تعليبه أو إنتاج زيوته والمواد الصيدلانية المستخلصة منه وأعلاف للحيوانات ومصبرات وعصير على 5 آلاف متر مربع كما أشير إليه. 

 وكان وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد عبد الوهاب نوري أبدى مطلع الأسبوع الجاري -لدى زيارته لأجنحة مختلف الشعب الفلاحية المنظمة بمقر تعاونية الحبوب والبقول الجافة -اهتماما كبيرا بجناح إنتاج التين الشوكي المتوفر بكثرة بهذه الولاية. 

 وشدد في هذا السياق على أهمية ترقية هذه الزراعة من أجل التمكن من تصدير هذه الفاكهة التي بإمكانها أن تمثل قيمة مضافة لاقتصاد هذه المنطقة الواقعة بأقصى شرق البلاد. 

 من جهته أكد رئيس غرفة الفلاحة السيد محمد يزيد حمبلي على ضرورة تثمين منتجات الموطن واستعمالها في خدمة تجديد الاقتصاد الفلاحي والريفي واستغلال هذه النبتة، لتكون من ضمن المنتجات الإستراتيجية للولاية ما سيسمح باستحداث مناصب عمل واستغلال أمثل لمساحات شاسعة من الأراضي القاحلة بجنوب الولاية. 

 ويرى السيد حمبلي أن برنامج تكيف زراعة هذه الثمرة بالمناطق السهبية بالولاية- التي تسمح بتحمل العطش وتعتبر كذلك ملاذا للحيوانات الخاصة بالصيد على غرار الأرانب البرية والحجل - سيسمح دون شك بالنهوض وتنمية السياحة الصيدية بالمناطق القاحلة. 

 واعتبر ذات المسؤول أنه أصبح من الضروري في ظل التطورات العلمية استغلال هذه النبتة في الصناعات التحويلية واستخراج زيوتها التي تتراوح أسعارها بين 350 و500 أورو للتر الواحد في الأسواق الفرنسية أي ما يعادل 35 ألف د.ج، فضلا عن استغلالها كعصير أو أعلاف لتغذية الأنعام. 

 وقد اكتسح التين الشوكي هذه الأيام أسواق وأرصفة شوارع مدينة سوق أهراس وبلدياتها وحواف الطرقات ودخل البيوت مزاحما الفواكه الأخرى مثل التفاح والبطيخ والعنب. 

 وقد تفنن عديد الباعة من الشباب الذين اتخذوها مورد رزق لهم ولعائلاتهم في صنع ديكورا ومشاهد جذابة عبر عديد الشوارع على غرار "طريق تبسة" بوسط سوق أهراس وبمحاذاة متوسطة "ابن خلدون" وهم يجرون نقالات تحمل المئات من حبات التين الشوكي التي تنمو في مناطق جبلية ولا تتطلب عناية كبيرة على غرار الأشجار المثمرة. 

 وفي هذا الإطار قال وسيم (16 سنة) وهو منهمك في تقشير حبات الهندي للمارة بأن حصوله على مبالغ مالية تجعله في منأى عن الاحتياج للوازم المدرسية له ولإخوته الذكور والإناث في هذا الدخول المدرسي. 

 وبدوره أشار أحد الباعة إلى أنه بالرغم من صعوبة جني هذه الثمرة جراء كثرة أشواكها الصغيرة والكثيفة بقشرة حباتها والتي يصعب رؤيتها بالعين المجردة إلا أن عددا كبيرا من الشباب خاصة منهم البطالون يتكبدون متاعب جمة في قطفها وجنيها لاسيما وسط ارتفاع درجات الحرارة. 

 وتراوح سعر الحبة الواحدة من هذه الفاكهة التي غزت شوارع طاغست بين 8 إلى 10 د. ج وذلك راجع حسب العارفين بخبايا هذه الثمرة إلى متاعب جنيها بالمناطق النائية ونقلها إلى الأسواق. 

 للإشارة أكد مشاركون في أشغال ملتقى دولي حول التين الشوكي احتضنته خلال السنة الماضية سوق أهراس على أن هذه الفاكهة يمكن أن تساهم في الارتقاء باقتصاديات المناطق الجافة وشبه الجافة من خلال الاستعمالات المختلفة التي توفرها. 

 

 

 

من نفس القسم محلي