محلي

ولاية غليزان الأخيرة في الترقيم الأخيرة في التنمية

بالرغم من موقعها الاستراتيجي ومشاريع رئيس الجمهورية

 

لم يشفع لولاية غليزان موقعها الاستراتيجي لكونها همزة وصل بين شرق البلاد وغربه وجنوب البلاد بشماله، يعبرها ثلاث طرق وطنية رقم 4 و90 و23 إلى جانب الطريق السيار شرق غرب على مسافة 85 كلم وشريط للسكة الحديدية مهم فيما يعرف نفس القطاع انجاز مشروع محطة جهوية للمسافرين. من جانب آخر تم إنشاء محطة جهوية لتوليد الكهرباء من طرف شركة جزائرية فرنسية، فضلا عن انجاز مدينة جامعية بحي برمادية، بها ثلاثة سدود وآلاف قنوات السقي المكشوفة، حيث تعد ولاية فلاحية بامتياز، يبلغ عدد سكانها أزيد من 700 ألف نسمة مقسمين على 38 بلدية جلها نائية تنقص بها التنمية إن لم نقل انعدامها فلا مياه شروب وشحن في السكن الريفي والاجتماعي إلى جانب نقص مناصب الشغل بكل أنماطه، دون أن ننسى قلة وسائل النقل المدرسي وتذبذب السيولة وطوابع الدمغة بمراكز البريد، نقص فادح في الأطباء الأخصائيين خاصة منها التوليد والأشعة وجراحة العظام بالمستشفيات الثلاث، افتقار عدد كبير من البلديات والأرياف لملاعب جوارية ودور الثقافة والترفيه، طرق مهترئة وأوساخ زينت شوارع مدنها الكبرى، تأخر في انجاز المشاريع التنموية المنطلقة، حيث عرفت المنطقة احتجاجات جماهرية بسبب السكن والطرقات وقفة رمضان ومحافظ التضامن المدرسية، إضراب الناقلين في عدة مناسبات وتطبيق تسعيرات خيالية دون سابق إنذار دون رقابة من المصالح المعنية .

 

قطاع الصحة بغليزان خارج مجال التغطية       

 

لا زال قطاع الصحة العمومية بولاية غليزان بعيد عن تطلعات المواطنين بالرغم من الدعم المتواصل للوصاية من أجل إخراجه من السبات بعد ما فقد إلى ديناميكية تمس جل مصالحه والتي من شأنها أن ترفع مستوى الخدمات، حيث أشاع الوضع بمقابل ذلك شملت حالة من الفوضى مسٌت كافة جوانب هذه المرافق كانت نتيجتها تصاعد منحى الغضب والتوتر وسط السكان جراء فقدانهم عنصر الاستقرار، حيث لا زال المرضى يستنجدون بالعيادات الخاصة والمستشفيات المجاورة جراء النقص الفادح وانعدام الأطباء الأخصائيين بالمستشفيات الثلاث للولاية على غرار أطباء في التوليد وتشخيص الأشعة "سكانير" وجراحة العظام إلى جانب اقتصار عمل الأخصائيين ليومين فقط في الأسبوع والذي زاد من الطين بلة خاصة بالنسبة لأطباء جراحة العظام، الجراحة العامة، فقر الدم، المسالك البولية والحنجرة، أما الأعين فيوم واحد فقط وغيرها من الاختصاصات التي يعاني المرضى من تذبذب الخدمات على مستواها. من جانب آخر لا زال سكان المداشر والقرى يتنقلون بوسائل بدائية للالتحاق بأقرب عيادة أو مركز صحي في ظل افتقار مناطقهم إلى قاعات علاج أو التي تعرضت للغلق في التسعينيات أو حتى التي تحولت إلى إسطبلات أو مساكن خاصة وأخرى بنيت لم تسلم. أما المستشفيات الثلاث فالمواطن غير راض عن مستوى الخدمات في ظل ارتفاع الأخطاء الطبية ونسبة الوفيات للأطفال والحوامل إلى جانب بقاء بعض المرضى في المصالح الاستشفائية لفترة تفوق الشهر لغياب الطبيب أو التحاليل الخاصة أو تشخيص ضروري، حيث لا زالت المستشفيات تحول مرضاها إلى المستشفى الجامعي بوهران أو مستشفيات العاصمة بالرغم من تعليمات الوصاية للحد منها بعدما تم تجهيز هذه المرافق وتدعيمها بأزيد من 80 مختص حسب أرقام رسمية غير دقيقة، فيما تبقى بعض المشاريع تحوم حول نفسها بعد التأخر الفادح الذي عرفته تلك المتعلقة لتهيئة مصلحة الجراحة بمستشفى غليزان والتي فاقت 3 سنوات إلى جانب مستشفى عمي موسى لأزيد من 4 سنوات وعيادة القلعة مثلهما وقاعة العلاج بن رزقة فاقت السنة وعيادة الدكتور بوخلوة فاقت ثلاث سنوات وعيادة برمادية وغيرها .

 

انعدام السيولة وطوابع الدمغ تزيد من معاناتهم

 

تشهد جل مراكز البريد بولاية غليزان منذ الدخول الاجتماعي ندرة في السيولة ما دفع بالمواطنين التنقل إلى ولاية مستغانم أو وهران لاستخراج أجورهم الشهرية، حيث دامت الحالة لأكثر من أسبوع وحتى الواضعين أموالهم بدفتر الاحتياط لقوا نفس المعاناة، حيث جعل العائلات تدخل في البحث عم بعض الدنانير أو استعمال وسائل بدائية كالكناش لجلب الحليب والخبز عن التجار بـ "الكريدي" في انتظار الإفراج عن أموالهم. من جانب آخر اصطف بداية الأسبوع عشرات المتقاعدين منذ فجر اليوم الأول أمام مراكز البريد لسحب أجورهم في أوضاع مزرية، كما أصبح العديد من نقاط البيع للطوابع البريدية المختلفة على مستوى مصالح بريد الجزائر بغليزان تعرف ندرة فادحة لهذه الطوابع منذ أكثر من 4 أسابيع والتي يجري البحث عنها من طرف مواطني المنطقة كلها خاصة الشباب البطال الذي يحتاجها لاستخراج الجنسية وشهادة السوابق العدلية وكذا طوابع جواز السفر ورخصة السياقة إلى جانب التي يستعملونها في المراسلات العادية. هذه الوضعية والتي تتكرر كل موسم مسابقات أو امتحانات والتي تأسف لها السواد الأعظم من المواطنين الذين تساءلوا عن جدوى الإصلاحات التي أطلقتها الوزارة الوصية في ظل غياب التكفل الحسن بالمواطنين على مستوى مصالحها التي تعرف تدني في الخدمات وتذبذب في جل المصالح، فيما تبقى صغر حجرات بعض المراكز على غرار مركز برمادية والمطمر وبن رزقة وأولاد بوعلي مع وجود جهاز آلي واحد وشح في مناصب العمل حيث يسهر على تسيير بعض مراكز البريد عون واحد فقط. 

 

انتشار واسع للقمامة طيلة أيام العطل ينغص حياة السكان

 

أعرب مواطنو غليزان عن سخطهم من الحالة التي آلت إليها أحيائهم من التعفن والتفسخ البيئي التي تشهدها المدينة نهاية كل عطلة أسبوعية خاصة يوم الجمعة وأيام العطل المناسبتية.. الظاهرة يعكسها الانتشار الواسع للقمامة على جوانب الطرقات الرئيسية الأكثر حركية مرورية إلى جانب انتشارها القوي بداخل الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية فضلا عن شوارع فرعية وتجزئات مقامة على جوانب النسيج العمراني للمدن حاصرتها في الأخرى القمامة والنفايات من كل جهة. فمشهد الديكورات المشينة التي رسمها تناثر القمامة والنفايات المنزلية عبر كافة نقاط جمعها طيلة نهار اليوم من كل عطلة أثار استياء كافة المواطنين والسكان المجاورة لها الذين أبدوا سخطا وتذمرا من سوء تسيير الجهات المعنية بملف البيئة وفشل مصالحه في إدارة الشأن العام للمواطن، الشيء -حسبهم- يعكس مدى هشاشة البرامج الموجهة لترقية المدن الحضرية، كما يكشف من منظور آخر على مدى الثقافة العدوانية للنظم البيئية التي يتحلى بها جل المصالح المعنية وتأثيرها غير الايجابي على صحة وسلامة المواطن. وفي هذا السياق اعتبروا بمقياس ما يرونه ولا يملكون شيئا من أجل تغييره بسبب تفشي مظاهر الإهمال واللامبالاة أن كافة مشاريع الإصلاح المدرجة تحت موضوع البيئة وعلاقتها بالفرد أضحت على مستوى مدن غليزان سياسة في تغيير مواقع المصطلحات ليس إلاٌ رغم حيازة وملكية حظيرة البلديات للعشرات من العربات المجهزة المخصصة لذات الغرض تقابلها في ذلك أغلفة مالية معتبرة تنفق على فرق النظافة شهريا. من جانب آخر عمدت ولاية غليزان منذ سنوات إلى إنشاء مساحات عمومية وسط النسيج العمراني لعاصمة الولاية التي عرفت توسع كبير في العقدين الأخيرين، خاصة بعد النزوح الريفي في التسعينيات تطبيقا لتعليمات السلطات العليا الرامية إلى إعادة الاعتبار للموروث البيئي للجهة، إلا أن المساحات الخضراء والمساحات العمومية التي ابتلعت الملايير لم تعد تلعب دورها الذي أنشئت من أجله، فلا هي بقيت متنزها للأسر الغليزانية ولا هي ساهمت في نشر ثقافة البيئة والمحيط التي تهدف إليها سياسة الدولة من حيث تحولها إلى مفرغات عمومية يلجأ إليها المواطن لرمي نفاياته ومن حيث عدم الاعتناء بها من طرف الجهات المعنية مباشرة على تسييرها، حيث تحولت الحديقة العمومية لشارع الجمهورية إلى ملجأ للسكارى والمنحرفين بعد ما هجرتها العائلات بسبب التفسخ البيئي وانتشار القمامات والأوساخ وحالة اللاأمن يزين ديكورها قارورات وجعاة الخمر المتناثرة على مستواها إلى جانب حديقة حي لافيلات وحي شادلي ويانسي والانتصار فتحولت كسابقاتها .

 

 

شح في النقل المدرسي، وانعدام مياه الشرب 

عرف قطاع التربية منذ الدخول الاجتماعي موجة من الغضب الجماهيري خاصة بالمناطق النائية كدواوير الحاسي وأولاد سيدي الميهوب وأولاد عيشة والقلعة وغيرها بسبب النقص إن لم نقل انعدام النقل المدرسي، حيث أصبح المتمدرسون يقطعون أزيد من عشرة كيلومترات على الأقدام خاصة على مستوى الطريق الوطني رقم 4 و90 و23 حيث يدفع بالمتمدرسن هؤلاء البراعم الاستنجاد بالسيارات العابرة للمناطق خاصة سيارات 505 أو الجرارات وحتى الدواب أخذت حصتها الكبرى، حيث يعاني هؤلاء شتاء من الأمطار والبرد القارس وصيفا من أشعة الشمس الحارقة ما دفع بالكثير من الأولياء إلى توقيف أبنائهم خاصة الفتيات عن الدراسة للحد من معاناتهم. من جانب آخر لا زالت العديد من الإبتدائيات تعاني من انعدام المياه الصالحة للشرب خاصة بدورات المياه التي تفتقر لقنوات الصرف الصحي هي الأخرى كما تشهد مدارس أخرى نقص في النظافة واهتراء أرضية ساحاتها ما يجعلها تتحول إلى برك مائية شتاء، كما تشتكي عائلات بعض المناطق من نقص التأطير فضلا عن الاكتظاظ الملحوظ في بعض المرافق التعليمية أين بلغ عدد التلاميذ 45 في القسم الواحد خاصة في أقسام الابتدائي والمتوسط. كما أن عدد كبير من الأقسام تتحول إلى حجر تبريد في الشتاء أمام انعدام التدفئة بالرغم من عبور قنوات الغاز الطبيعي بمحاذاتها. من جانب آخر لا زالت مسابقات الامتحانات في قطاع التربية تشهد احتجاجات وشكوك في نزاهة العمليات حيث شهدت الولاية بعد كل مسابقة اعتصام للمشاركين بعد نشر القائمة الاسمية للناجحين بلغت إلى حد غلق مقر المديرية في عدة مناسبات وصل الاحتجاج إلى بوابة مقر الولاية وحتى أمام مقر الوزارة دفع بتدخل مصالح الوزارة وإلغاء الكثير منها .

 

من نفس القسم محلي