محلي

شاطئ بوزجار ثاني أهم شاطئ

عين تموشنت

 

منظر طبيعي يجمع بين كثرة الخلجان وتوفر الأمان للمصطاف

يصنف شاطئ بوزجار بدائرة العامرية شمال ولاية عين تموشنت كثاني أفضل شاطئ على الشريط الساحلي التموشنتي من الجهة الشرقية للولاية حيث يتربع على مساحة تقدر بنحو 21 ألف متر مربع وعلى طول 700 متر مربع طولي. 

 وعلى الرغم من مساحته الضيقة، إلا أنه من أهم الشواطئ التي يقصدها المواطنون والمصطافون بشكل عام من خارج وداخل الولاية خاصة فئة المغتربين الذين يتهافتون على شراء أو كراء أي منزل يجدونه فارغا في فترة الصيف به نظرا لمناظره الجميلة والتي توصف على أنها آية الخلق في الكون من الإبداع حيث تحيط به جبال من كل الجهات وهي جبال طينية متدرجة الألوان تتبدل ألوانها بمرور ساعات اليوم، ما يجعل الزائر للجهة يعتقد أن المكان تغير دون أن يغير هو المكان ناهيك على أنه يتوسط محيطا مسقيا من المساحات والضيعات الفلاحية التي تتميز بزراعة الكروم التي تشتهر بها الجهة لا سيما في فترة الصيف والتي يتزامن جنيها مع موسم السياح وكذا الطماطم والخضروات الموسمية وبعض الفواكه الموسمية الأخرى على غرار التين الشوكي والتين العادي.. وليس هذا فحسب بل أنه قريب أيضا من السبخة المائية للعامرية والتي تعتبر منطقة رطبة بامتياز بالجهة والتي تعيش بها آلاف الطيور منها النادرة والمهاجرة ومنها المستقرة ما يسمح للشاطئ بالتميز مقارنة بشواطئ الولاية الأخرى، وكلها عوامل تزيد من جمال الشاطئ ورونقه وهدوءه غير المتناهي التي صنعتها الطبيعة دون أن يتدخل فيها البشر.

قربه من شبكة الطرق الوطنية ساهم في شهرته

 وليس الجمال الذي يكتسح هذا الساحل الذي يبعد عن عاصمة الولاية بنحو 30 كيلومترا وحده الذي سمح للشاطئ بالتميز والشهرة وإنما يعتبر أيضا همزة وصل للمصطافين القادمين من كل حدب وصوب لا سيما أنه يقارب أبرز شبكات الطرق الوطنية بالجهة خاصة عن طريق الطريق الوطني رقم 2 باتجاه العامرية والذي يربط إقليم الولاية بوهران ومن ثمّ إلى الطريق السيار شرق – غرب، إضافة إلى الطريق الوطني رقم 96. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه مرتبط مباشرة عن طريق مجموعة من الطرق الولائية الأخرى التي تخترق جبال وهضاب وسهول الولاية منها الطريق الولائي المؤدي إلى ريف عين تموشنت انطلاقا من ساحل تارقة مرورا بساسل ومساعيد في مناظر خلابة تسمح للمصطاف الجمع بين السياحة الشاطئية والسياحة الجبلية.

كراء الأحواش يصل إلى 7 ملايين في الشهر الواحد

كما ساهم هذا التميز أيضا في إنعاش النشاط المهني والحرفي بالمنطقة لا سيما كراء المنازل، حيث أن سعر المنزل الواحد أو ما يسمى بالحوش تراوح مابين الـ 5 إلى 7 ملايين سنيتم للشهر الواحد بعدما كان ذلك لا يتعدى المليون أو أقل خلال السنوات الماضية، في حين لا يوجد أي مجال لاقتناء حوش أو منزل عصري لأن جميع السكان لهم ملكية خاصة لمنازلهم وبالتالي يرفضون أي نوع من البيع والشراء ويفضلون المكوث بها طيلة السنة في حين يذهب البعض منهم لكرائها لأشخاص ميسوري الحالي من داخل الوطن أو خارجه وفي غالب الأحيان تكون هذه الفئة من المغتربين وهناك من يقوم بكراء جزء من المنزل مثل كراء مطبخ وغرفة واحدة بأسعار نوعا ما منخفضة وهدفه في ذلك تحسين دخله ومستواه الاجتماعي، لا سيما أن معظم أصحاب السكنات من الفلاحين وأصحاب الأجور الشهرية المتواضعة، كما تنتعش خلال هذا الموسم التجارة بأنواعها منها البسيطة كبيع الخضر والفواكه وكل ما من شأنه أن يدر أرباحا على المواطنين إلى التجارة الضخمة من صفقات بين مصطافين وآخرين تتم بشكل مفاجئ أثناء لقاءات هي الأخرى مفاجئة.

الشاطئ بحاجة إلى استثمار في بنيته التحتية

 ومن ذلك لا يمكن أن تغطي هذه الامتيازات تلك النقائص التي يعاني منها الشاطئ فهو بحاجة لمشاريع استثمارية لتمكين الزوار من الاستفادة من خدمات سياحية في المستوى تتناسب وطبيعة المنطقة الساحلية لا سيما الضروريات منها وخاصة ما تعلق بالنظافة وأيضا توسيع شبكة الإنارة ناهيك عن توسيع طبيعة ونشاط المحلات التجارية لتجنيب المصطاف التنقل لمسافات بعيدة لقضاء أموره وهي استثمارات ناجحة إذا ما تمت خاصة أن الساحل المترامي في البحر شبيه بأرخبيل من الخلجان الجدابة على غرار خليج مالوز القريب من جزر حبيباس والذي يعد أجمل مكان محبذ للسياح الذين يجدون في ساحل بوزجار ما يروق لهم من منظر طبيعي بكل المقاييس التي تؤهله ليكون ساحلا سياحيا بامتياز ما يحبذ البعض بتسميته بشاطئ الخلجان، ناهيك عن أنه قريب أيضا من ميناء بوزجار للصيد البحري الذي يعتبر ثاني أهم قطب اقتصادي في إنتاج وصيد السمك بأنواعه بالولاية بعد ميناء بني صاف ما يسمح ذلك للمصطافين بمتابعة نشاط الصيادين بعرض البحر وهم يمارسون مهنة الصيد ودخول وخروج القوارب بأنواعها وأحجامها من وإلى الميناء.

من نفس القسم محلي