محلي

الشواطئ وجهة مفضلة للعائلات والمصطافين والسياح الأجانب

بومرداس

 

تشهد شواطئ ولاية بومرداس الساحلية، إقبالا كبيرا للمصطافين خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت ذروتها مؤخرا، حيث سخرت الجهات المعنية كل الظروف المادية والبشرية لاستقبال السياح هذا الموسم، من خلال فتح 35 شاطئا مسموحا للسباحة. 

 

 

وجهتنا الأولى كانت نحو مدينة بومرداس، هذه الولاية الجميلة والساحرة، التي عرفت إقبالا كبيرا على شواطئها، وهي السمة الأولى التي ميزت هذه الأخيرة، فمن الصعب أن تجد مكانا تختاره أنت بنفسك إن لم تحجز مكانا باكرا، نظرا للعدد الكبير من المصطافين الذين يفضلون الخروج للابتعاد عن الاختناق المروري الذي يميز الطرق السياحية طيلة الأسبوع، وخلال الرحلة لاحظنا أن أغلب تلك الشواطئ تعرف توافدا غير مسبوق، حيث أن بعضها الذي كان مهجورا سابقا امتلأ بصورة مدهشة، هذا بالإضافة إلى تميزها بالتنظيم الجيد والنظافة والأمن. 

حين وصلنا إلى شاطئ بومرداس كان توافد المصطافين على شواطئ ''الصخرة السوداء'' كثيفا من سكان الولاية نفسها ومن ولايات أخرى من الوطن، لا سيما ''البويرة'' و''تيزي وزو'' وحتى من قبل جاليتنا بالخارج التي فضل الكثير منها شواطئ الولاية عن غيرها لقضاء عطلتهم الصيفية بأرض الوطن، 

وذلك بسبب إعجابهم بسحر الولاية. كما يشهد شاطئ كاب جنات الواقع شرق ولاية بومرداس استقبال مئات المصطافين الذين توافدوا على هذا الموقع بمظلاتهم الشمسية المتعددة الألوان، حيث أقبلوا من كل حدب وصوب على هذا الشاطئ الذي تميز بدفء مياهه وهدوء حركته، واصطفت على طول الشارع حافلات تنقل شبابا قدموا من مختلف ولايات البلاد ما أضفى أجواء حيوية. كما عرفت شواطئ أخرى من الولاية بدورها المصطافين المتعطشين لأجواء الصيف المفعمة بالراحة والتسلية، فبمجرد أن ألقت الشمس بأولى أشعتها الحارة توافد المصطافون على الشواطئ رغبة في الاستجمام وبحثا عن الراحة.

وأهم ما ميز شواطئ بومرداس خلال هذه السنة أيضا وعلى غرار السنوات الأخيرة الماضية، التنظيم الجيد بالإضافة إلى توفر الأمن والنظافة، وهو ما جعل أغلب العائلات تلجأ إليها بعدما كانت في سنوات سابقة تفضل شواطئ خارج الولاية لقضاء عطلتها.

وقد قسمت أغلب الشواطئ ببومرداس إلى مناطق للعب والترفيه خاصة للأطفال، حيث جهزت بمختلف اللعب ووسائل الترفيه، ومناطق خاصة بالعائلات فقط، بالإضافة إلى مناطق مفتوحة أمام بقية المصطافين من الشباب وغيرهم الذين يفضلون النزول إلى الشواطئ رفقة الأصدقاء والأحباب.

ويؤكد أغلب المصطافين الذين تحدثنا إليهم على أن شواطئ بومرداس هذه السنة تشهد تنظيما جيدا وتوفرا للأمن والنظافة بصفة كبيرة أحسن بكثير من السنوات الماضية، وهو ما عزز راحتهم بها وجعل العائلات تتوافد عليها بصفة كبيرة جدا سواء في ساعات النهار أو الليل. وفي حديث جمعنا ببعض العائلات المتواجدة هناك، فقد أكدوا لنا جميعا أن سبب زيارتهم لشاطئ بومرداس يعود لكونه عائليا مائة من المائة، إلى جانب وقوعه في منطقة جميلة بالإضافة إلى نظافته التي لحظناها أثناء تواجدنا. هذا وقد أشار متحدثونا إلى مياه البحر المحللة والصحية التي تجعلهم يطمئنون أكثر ويسبحون بكل حرية ودون خوف خاصة أمام توفر الأمن بالمنطقة، ما يجعلهم يفضلون هذا الشاطئ عن غيره.

وغير بعيد عن مدينة بومرداس، نجد شاطئ قورصو الذي يعتبر من بين الشواطئ التي تحتل مكانة لا بأس بها في الولاية ويبعد عنها ببعض الكيلومترات، وفي حديث لنا مع بعض الزوار قالوا إن الشاطئ لا بأس به من ناحية التهيئة، حيث تم تنظيف وتهيئة المكان واستحداث مرافق ضرورية كدورات المياه والمرشات، والوضعية نفسها يعرفها شاطئ صغيرات وبودواو البحري على حسب قول المصطافين. 

يلعب الأمن دورا كبيرا في استقطاب عدد كبير من العائلات البومرداسية التي تفضل التوجه إلى البحر الذي يجدون فيه الأمان من جهة والراحة من جهة أخرى، وظهر هذا العامل وبشكل لافت على مستوى شاطئ بومرداس الذي يستقبل يوميا عددا هائلا من هذه العائلات، وقد شاركتها في ذلك العديد من الشواطئ الأخرى على غرار منها دلس وكاب جنات وزموري و البحري وبودواو البحري... وغيرها، حيث لمسنا استحسانا كبيرا للتنظيم الذي تشهده بعض شواطئ الولاية التي زرناها، فبالإضافة إلى النظافة وتهيئة الشواطئ بمختلف وسائل الراحة ليكون بذلك الأمن السمة البارزة التي جلبت المصطافين ما جعلهم يستمتعون أكثر بعطلتهم والنزول إليها رفقة عائلاتهم دون تردد. 

إن ما يزيد من راحة المصطافين أثناء تواجدهم على الشواطئ ما تسخره الحماية المدنية من إمكانات بشرية ومادية هامة، لضمان التدخل الفوري لإسعاف المصطافين من أي حالة غرق أو خطر، وهذا ما أكده عون من الحماية المدنية كان متواجدا بشاطئ من شواطئ بومرداس، قائلا إن مصالح الحماية المدنية سخّرت أعوانا وزوارق لضمان التدخل السريع عند تسجيل أي حالة غرق، مشيرا إلى أن الحماية المدنية تعمل على راحة المصطافين بالدرجة الأولى، كما تم وضع مراكز إسعاف عبر جل شواطئ بومرداس مجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات.

شاطئ "بودواو البحري" صار هو الآخر، يغص بالعائلات رغم صغره، حيث تجد العائلات بالشاطئ راحتها هناك لتوفر النظافة والأمن خاصة، ما جعلها تقضي عطلتها هناك خاصة منها تلك العائلات ميسورة الحال التي لا تستطيع السفر إلى شواطئ أخرى تكلفها ما لا تطيق. أما شواطئ بلدية دلس، فتعتبر الوجهة المفضلة للكثيرين من المصطافين والسياح من خارج الولاية على غرار سكان ولاية تيزي وزو والعاصمة. حيث تتميز سواحل دلس بالنظافة والراحة والحماية والأمن والتي تسخرها مختلف الجهات كالأمن والحماية المدنية وأعوان السباحة وحتى المواطنين الذين يسهرون على بيع مختلف الحلويات والأكلات الأصيلة التي تشتهر بها مدينة دلس كالمعارك والمحاجب وليكيش وغيرها.

من نفس القسم محلي