محلي

معاناة سكان القلايز ببلدية الصبحة لا تنتهي

الشلف

يشكو سكان القلايز وهي منطقة حدودية مع اولاد علي التابعة لبلدية الصبحة بولاية الشلف، من سياسة التهميش الممارسة في حقهم من قبل المنتخبين والتي فرضت عليهم واقعا اجتماعيا مزريا، وسط جملة من النقائص التي عكّرت صفو حياتهم وفي مقدمتها ما جاء في تصريح العديد من السكان الوضعية الكارثية التي آلت إليها شبكة الطرق لا سيما الطرق الداخلية للقرية والمؤدية لمساكنهم، حيث يعرف عدة حفر وتشققات بسبب وضعيته الترابية، ناهيك عن قدم قنوات صرف المياه القذرة التي أصبحت غير قادرة على استيعاب المياه القذرة وأصبحت تتسرب في الهواء متسببة في حدوث روائح كريهة وانتشار العديد من الحشرات والناموس، التي أثقلت كاهل السكان وجلبت أمراض وبائية للأطفال والشيوخ ولأصحاب الأمراض المزمنة كالربو والحساسية. الانشغال الثاني الذي رفعوه والذي أصبح حديث العام والخاص، هو غياب المياه الصالحة للشرب الذي خلق نوعا من التذمر والاستياء، حيث وحسب المتحدثين فإن الحنفيات جفت قبل أوانها وأصبحوا يتزوّدون مرة واحدة كل عشرة أيام، الأمر الذي استاء له السكان وخاصة العائلات المعوزة التي تستنجد بالصهاريج في التموين لارتفاع أسعارها والتي تصل أحيانا لأزيد من 900 دج لبعد المسافة من وإلى الآبار التي يجلبون منها المياه والتي تتجاوز 15 كلم، أضف إلى ذلك المسلك المؤدي للقرية باعتبارها منطقة جبلية. أما عن المرافق الترفيهية والرياضية فلا حديث عنها، حيث يقضي الشاب وقته متسكعا تحت الجدران وتحت ظل أشجار الكاليتوس، وإذا ضاق به الأمر فما عليه إلا التوجه إلى مقر البلدية أو البلديات المجاورة كبوقادير. حديث آخر شد انتباهنا ونحن نستمع إليه من طرف الشباب البطال الذين لم يسعفهم الحظ للظفر بمنصب عمل، حيث هؤلاء الشباب حسب تصريحهم ضاقت بهم الدنيا وما زالوا عبئا على أوليائهم من حيث مصروف الجيب وحتى حاملي الشهادات الجامعية دخلوا عالم البطالة من بابه الواسع، حتى أنهم يئسوا من الوعود الجافة من طرف المسؤولين، وأصبحوا لا يثقون في الإعلانات المهنية والعملية لعدة اعتبارات منها المحسوبية والمحاباة، أما أصحاب الشهادات المهنية الذين أرادوا إنشاء مؤسسة إنتاجية في إطار آليات التشغيل التي أقرّها رئيس الجمهورية فيصطدمون دائما بعراقيل بيروقراطية من الإدارة وأن شهادة المحل والحيازة للعقار أصبح الهاجس الأكبر لهم، حيث دائما يطلب منهم ضمان عقاري من البنوك باسمهم الخاص وهذا ما لم يستطيعوا تقديمه لأن معظم الأراضي وراثية وليست لها وثائق رسمية، أضف إلى ذلك أن معظمها يطبق عليها نظام مسح الأراضي وهنا يتحتّم عليهم إيجاد محلات للكراء خارج المنطقة والتي تكلّفهم مبالغ إضافية أخرى لا يستطيعون تحملها، وهم يناشدون المعنيين بالنظر إلى حالتهم الاجتماعية وحتى الجغرافية ومرافقتهم وتقديم العون لهم لتشغيلهم قبل الانحراف والولوج إلى العالم المجهول.

كما جدد سكان منطقة أولاد بن عبد القادر التابعة إقليميا لبلدية الظهرة بالشلف، وخاصة أولئك المقيمون في المناطق النائية والذين لا يتوفرون على وسائل نقل خاصة، صعوبات بليغة في تحمّل عناء التنقل ما بين العيادة المتعددة الخدمات والمراكز الصحية بعاصمة الولاية لغياب التأطير الطبي وشبه الطبي اللازم، أمام عدم فتح قاعة العلاج المنجزة على مستوى المنطقة والمغلقة منذ عامين، حيث يضطر المرضى إلى قطع مسافات معتبرة من أجل الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية•منها مدينة عشاشة بمازونة أو التوجه إلى تاوقريت على بُعد أكثر من 60 كلم عن طريق وسائل نقل خاصة لا تقل الأجرة فيها وخاصة في الأوقات العصيبة عن 1500 دج والتي لا يقوى على تسديدها الكثير من ذوي الدخل المحدود. وكان الكثير من سكان القرى والمراكز شبه الحضرية والريفية يأملون مع بداية تطبيق الخريطة الصحية الجديدة أن تتم تغطية جميع النقائص التي كانت مسجلة في السابق مع القطاعات الصحية، والتي كانت مقتصرة فقط على المراكز الحضرية الكبرى، إلا إن مرور سنة كاملة على بداية تطبيق هذه الخريطة لا يؤشر على أي تحسن في التغطية الصحية لغالبية سكان هذه المناطق بدليل عدم فتح قاعة العلاج بهذه المنطقة، حيث تفتقر جل القرى والمداشر لقاعات علاج، وإن وجدت فهي لا تفي بالغرض نظرا للنقص الفادح فيما يخص التأطير وغياب الأطباء المتخصصين من جهة، ونقص العتاد الطبي والأجهزة خاصة بالنسبة للأمراض المستعجلة والولادة على وجه الخصوص. هذا، وكان رد رئيس البلدية على هذا الانشغال أنه لم يتم فتح هذه القاعة بسبب عد ربطها بقنوات الصرف الصحي.

 

من نفس القسم محلي