محلي

غياب التنمية و انعدام النقل قنواة الصرف الصحي يعر حياة السكان

قرية تبودة بسبدو في تلمسان

 

 

رغم ان تبودة لا  تبعد عن مقر الدائرة سبدو سوى بنحو خمسة كيلومترات , الى درجة انه يمكن رؤيتها بالعين مجرد على هذه المسافة , الا انها تعاني ازمة نقل خانقة لا سيما  تلك المتعلقة بالنقل الجماعي  و حتى  بأصحاب السيارات الاجرة و  على الرغم من وجود عدد منها يعمل الا ان عددها  المحدودساهم في تشكل خلل بين العرض و الطلب  و في الوقت الذي تتباين فيه اسباب عزوف الناقلين الخواص على ممارسة هذه المهنة بالجهة الا انه من بين الاسباب في مقاطعة العمل على الخط الذي يؤدي الى القرية باتجاه سبدو يتعلق الامر باهتراء الطرق مما جعل العديد من المركبات تتعرض لاعطاب و ايضا ان الخط غير مربح لهؤلاء بالنظر لغياب الزبائن و عادة ما يبقى الناقل في نقطة التوقف في انتظارهم لعدة ساعات دون اي نتيجة و كان لذلك ايضا وقعا سلبيا في عدم تطور النقل بالجهة , وهو ما أدى إلى مشكلة نقل حادة في قرية تضم فقط بضعة المئات من السكان , يحدث ذلك  على الرغم من ان الذين يحتاجون الى النقل يوميا لاغراض العمل او الدراسة عدد قليل و يظهر ترددهم على المحطة فقط في الساعات الاولى من الصباح و لا يعودون للظهور الا في المساء , , الا ان الازمة  تتضاعف لا سيما في هذه الفترات الى حد مشادات و صراع بين الزبائن للظفر بمقعد في المركبة , اما في الاوقات المتاخرة من المساء لا سيما عند توقف  نشاط هذه الحافلات مساءا , فان السكان يضطرون إلى الاستنجاد بسيارات الكلونديستان للتنقل و العودة الى منازلهم , و هنا يطرح اشكال اخر يتعلق بالاسعار التي تعتبر مرتفعة مقارنة بالمسافة رغم ان سكان تبودة معظمهم من الطبقة البسيطة و المتواضعة اجتماعيا و في بعض المناسبات يضطر عدد منهم لا سيما التلاميذ و الشباب الى قط كل هذه المسافات سيرا على الاقدام .

 

تردي التغطية الصحية و غياب للانارة العمومية

 

و مع ذلك تطرح عدة حالات استعجالية تتكرر باستمرار خاصة أثناء المرض الطارئ او اصابات خطيرة مفاجئة و ايضا الولادات و هي ظروف غالبا ما تحدث في فترات متاخرة من الليل مما يكبد السكان واقعا مرا مضاعفا , فيجد المريض يبحث عن الحلول التي اصبحت موصدة امامه , كما يطرح سكان تبودة ايضا مشكل أخر يتعلق بالجانب الصحي من خلال تجدد قضية قاعة العلاج الوحيدة بالقرية و على  الرغم من الخدمات التي تقدمها للمواطنين لا سيما الامور البسيطة الا انها لا  تلبي جميع الطلبات و الاحتياجات خاصة في غياب المستلزمات الطبية والأدوية الضرورية مقارنة بحجم القرية و ايضا لحجم الحالات الاستعجالية المسجلة يوميا  , و ما يزيد الامر سوءا ان هذه القاعة تعمل بشكل الادارة و لا تفتح الا اياما معدودات خلال الاسبوع كما انها لا تقوم بذلك الا خلال ثمانية ساعات فقط و تغلق ابوابها ليلا و لا يشرف عليها سوى ممرض , و ليس هذا فحسب بل ان تبودة تفتقد ايضا لسيارة اسعاف و حضورها استعجالا يتطلب الاتصال بالمؤسسة الاستشفائية لسبدو و هنا يبقى امر اخر في القضية و في مقدمتها ان حضور السيارة لنقل المرضى يبقى غير مضمون فتارة يلقى المريض ردا بان السيارات كلها في مهمة و تارة انها معطلة و احيانا لا يم الرد عليه اطلاقا و في حالات افضل و عند تلبية النداء لا تحضر سيارة الاسعاف الا في وقت متاخر يكون حينها المريض قد استعان بسيارة كلوندستان لنقل المريض في حالة صعبة و ظروف غير صحية على امل مصارعة و مقارعة الموت او تضاعف الالام الى حين الوصول الى اقرب مستشفى من تبودة و الموجود بسبدو  .

 

غياب قنوات الصرف الصحي ينذر بتفشي امراض خطيرة

 

و ما يؤكد فعلا ان تبودة نموذجا للعزلة و الحرمان فانها تفتقد ايضا الى قنوات الصرف الصحي وهو ما يهدد المواطنين بمشاكل صحية و انتشار الامراض المتنقلة عن المياه لا سيما فترات الصيف نتيجة ركود المياه القدرة و المستعملة في حفر نشات نتيجة مرور هذه المياه العكرة تساهم في انتشار الحشرات الضارة كالناموس المحمل بالميكروبات و الجراثيم و ايضا الذباب و يكاد الامر يتكرر و بشكل اخر في فصل الشتاء اين تختلط مياه الشرب بالمياه القدرة مما يهدد السكان بمرض التيفؤيد و ما يثير الانتباه في القضية ان السكان ما زالو يعتمدون على المطامير و التي تضاف إلى كل هذه الظروف الصعبة في قرية تمثل نموذجا من المفروض ان يحضى باهتمام بالغ لتفادي النزوح الريفي طبقا لاستراتيجية الدولة في هذا الشان , الا ان هذا التجمع  لا يزال هذا التجمع السكاني بعيد عن المشاريع التنموية لا سيما تلك التي تصنف في قائمة الاولويات او القاعدية منها كما انها تعاني اهتراءا في قنوات المياه الصالحة للشرب في وقت توجد عدد سكنات بعيدة عن هذه الخدمة و يضطر السكان الى جلب المياه عن طريق الصهاريج منها البلاستيكية و اخرى المعدنية في ظروف غير سليمة انطلاقا من ابار مجاورة و اخرى من عيون تفتقد للمتابعة الطبية و لا لمعالجة المياهو تستهلك مباشرة من مصدرها

مرافق شبانية و ترفيهية مطلب الشبان  

 

و يطرح غياب الهياكل الشبانية و الترفيهية و تواضع اداء تلك الموجودة مشكلا اخرا ,  حيث تفتقد القرية  الى فضاءات و قاعات مخصصة لذلك خاصة و ان تبودة تضم تعدادا معتبرا من الشباب و من المواهب التي تجد نفسها امام ساعات من الفراغ يوميا و يشكل ذلك صدمة لهم كما يسهل لهم ايضا طريق الانحراف و سلوك تصرفات مشينة ,فلم يجد البعض منهم إلا تناول المخدرات كسبيل للهروب من البطالة و اخرون يحترفون مختلف الجرائم  , و مع ذلك دفعت الوضعية هذه عذذا من السكان إلى هجرة تبودة أما البعض الاخر و من الذين ليس لهم من ملاذ اخر فدعو إلى ضرورة النظر الجاد في مختلف المشاكل والانشغالات التي يطرحها السكان  من خلال تخصيص مشاريع إنمائية هادفة تليق بكرامتهم كسكان و بإمكانها رفع الضغط و الغبن عليهم وتحسين وضعية المواطن من خلال تجديد العهد مع  زيارات ميدانية للمسؤولين الى القرية و التي يتذكرونها إلا خلال الانتخابات المحلية من اجل الظفر ببضع العشرات من الصوات لساكنتها و من حينها لا يظهر لهم اثر الا بعد خمسة سنوات من ذلك و مع موعد جديد للاستحقاقات من هذا النوع


من نفس القسم محلي