محلي

قاطنو الارض البيضاء ببلدية الشطية يعيشون في عزلة

الشلف

 

 

يعيش سكان بقعة العربات بمنطقة الارض البيضاء ببلدية الشطية بالشلف حياة بدائية بحتة، على الرغم من التوسّع العمراني والنمو الديمغرافي الذي تشهده خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الواقع المعيش لقاطني الحي لم يطرأ عليه أيّ تغيير أو تحسّن، حيث لازالوا يحيون في ظل ظروف معيشية وفي عزلة حقيقية، خاصة مع غياب وسائل النقل التي تقلهم إلى المدينة والأحياء والتجمعات السكنية المجاورة للقرية، ما يضطرهم لقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام يوميا.لم تفوّت عائلات القرية فرصة تواجدنا بالقرب منهم، للتعبير عن سخطهم على الواقع المعيش الذي ماتزال تصارعه منذ مدة، حيث يواجهون عقبات ومشاكل منذ سنوات التسعينيات وإلى اليوم، لخّصوها لنا في حلقات كانت بدايتها تردي الأوضاع الأمنية، أين أُجبرت المئات من العائلات التي كانت تقيم بالبلديات والولايات المجاورة، كرهاً، على مغادرة سكناتها وترك ممتلكاتها، حيث لم تجد العائلات ملجأ لها سوى اللجوء لهذه القرية، بالرغم من افتقارها إلى أبسط الضروريات، وأوضاعها لاتزال على الحال. اذ أبدى المعنيون استنكارهم من صمت المسؤولين وتجاهلهم مشاكلهم، مشيرين إلى أن لا حل ينفعهم في الوقت الحالي سوى الترحيل إلى شقق لائقة، تضمن لهم ولأبنائهم حياة كريمة، تنتشلهم من قساوة واقعهم المعيش، محمّلين المسؤولين المتعاقبين على البلدية والولاية، مسؤولية ذلك.وأكدوا أن المسؤولين المعنيين لم يكلفوا أنفسهم عناء العمل على إخراج هذا الحي من دائرة التخلف الذي يقبع فيه، وأضافوا أن التنمية المحلية مغيبة تماما عنهم رغم توفر الوعاء العقاري الكبير. الى جانب عدم توفر على مشاريع ضرورية ولا مرافق خدماتية من شأنها أن تخدم القاطنين، وتخفف عنهم عناء التنقل إلى المناطق المجاورة أو تخرجهم من العزلة المفروضة عنهم.هذا واشتكى المرضى من نقص فادح في الخدمات الصحية، حيث يوجد بالقرية مركز صحي واحد ويعرف نقصا في الوسائل والإمكانات البشرية، كما أنه لا يتسع لكافة المرضى لضعف طاقته الاستيعابية. كما يفتقر الحي إلى قنوات المياه الصالحة للشرب، ما جعل قاطنيه يعانون على مدار السنة من العطش الذي يعد من بين الانشغالات الرئيسة التي أرّقت السكان، ما يدفعهم للتزود بالمادة الحيوية عن طريق الصهاريج، التي لا تكفي، بحسبهم، ولا تسد حاجياتهم من شرب وطهو وغسيل وغيرها من المتطلبات، كما أنها مكلفة ماديا وغير صحية بما فيه الكفاية. كما أن الطرق والمسالك المؤدية للحي غالبيتها ترابية وتتواجد في وضعية كارثية للغاية. وأبدى السكان استيائهم من مظاهر أكوام النفايات التي تلقى عشوائيا في منظر تشمئز له النفوس، خاصة مع الروائح الكريهة التي تنبعث منها، كما أنها باتت مرتعا للحيوانات الضالة والحشرات، التي أصبحت مصدر قلق القاطنين وبالأخص الأطفال. كما عبّر شباب المنطقة عن تضايقهم من الروتين الذي أصبح يطبع يومياتهم بمزيد من المعاناة، خاصة مع البطالة ومخاطر الآفات الاجتماعية التي باتت مشكلا مشتركا لشباب معظم أحياء البلدية، خاصة في المناطق الريفية التي تفتقر إلى المنشآت الرياضية.

من نفس القسم محلي