محلي

قرية القواجيل ببلدية الحجاج بالشلف تعاني في صمت

 

تعاني قرية القواجيل  التابعة لبلدية الحجاج البعيدة بحوالي60كلم بالجهة الجنوبية لعاصمة ولاية الشلف بأعالي سفوح جبال الونشريس، والتي تعد من أكبر 

 

التجمعات السكانية في هذه البلدية من التهميش والحرمان من كل ضروريات الحياة اليومية، وساهم في ذلك سوء موقعها بين أدغال وجبال الرمكة وبني 

 

بوعتاب، الأمر الذي دفع إلى عودة النازحين نسبيا إليها وتشكيلهم لمجمعات قصديرية على طول الطريق الرئيسي المؤدي للبلدية  التي تحوّلت جلها إلى 

 

أطلال شاهدة على العشرية السوداء، وجدنا سكانها ما يزال الخوف من المجهول يسكن أنفسهم• وبعد تحسن الوضع الأمني، وجدت القرية نفسها  تعيش العزلة 

 

التامة وكثيرون  منهم يطرحون استفهامات على واقعهم  المعيشي المزري، حيث.لا يزال ماء الحنفية حلم هؤلاء السكان منذ الاستقلال، ويوقفوا رحلة البحث 

 

عن هذه المادة الحيوية التي أثقلت كاهلهم وأجبرتهم على قطع كيلومترات من أجل قطرة ماء، خاصة في فصل الصيف، حيث يكثر الطلب عليها، كما أن المياه 

 

الصالحة للشرب عند سكان القرية أصبحت تشكل لهم أزمة حقيقية، ولولا الصهاريج وبعض آبار الخواص لهلكوا من العطش الى جانب الطريق المؤدي إلى 

 

القرية أصبح مسلكا ترابيا وكثرت فيه الحفر، وهذا ما صعب من تنقل المواطنين من وإلى القرية، وخاصة لدى فئة المتمدرسين الذين يئسوا من هذه الوضعية 

 

– وحسبهم- فإن سكان القرية طالبوا مرارا الجهات المعنية برد الاعتبار لهذا الطريق وإعادة تهيئته، إلا أن الحال مازال على حاله -يضيف السكان-  وبقي 

 

السكان يعانون في صمت. وتفتقر القرية إلى قاعة علاج بمعنى الكلمة ومرضاها يتنقلون لعدة كيلومترات من أجل التداوي وحقن الإبر، بحيث يتحتم عليهم 

 

التوجه إلى البلدية الأم،  ناهيك عن الحالات الاستعجالية كالولادة أوالحوادث المرورية والإجلاءات الصحية المختلفة التي غالبا ما تنتهي بحالات مأساوية لبعد 

 

القرية عن المصحات القريبة، بسبب الغياب الكلي لسيارات الإسعاف، حيث يناشد السكان السلطات المحلية النظر في قضيتهم والتكفل بانشغالهم الصحي، 

 

ضف إلى ذلك المشاكل الأخرى التي تؤرق السكان في عدة قطاعات كالرياضة والترفيه، حيث أن القرية تفتقر للمنشآت الرياضية، كالملاعب الجوارية التي 

 

تعتبر المكان المفضل للشباب لممارسة الرياضة بأنواعها وهذا لوضع حد للآفات الاجتماعية، وخلق فضاء تربوي وتوعوي في الوسط الشباني، ويأمل سكان 

 

القواجيل أن يدرجوا ضمن المستفيدين من مشروع الغاز الطبيعي الذي استفادت منه البلدية، لكن تبين حسب السكان أنه لم تندرج ضمن المشروع، وهنا 

 

تلاشت كل آمال المواطنين وحملوا البلدية المسؤولية الكاملة في هذا الإقصاء من المشروع، ليبقى مواطنو القرية يقطعون الكيلومترات لشراء قارورات الغاز 

 

وحملها على البغال أو على أكتافهم للاحتماء من البرد القارس وقضاء متطلباتهم اليومية. ويجرنا الحديث كذلك عن البطالة التي يعاني منها الشباب، بحيث 

 

أصبحوا يتسكعون في الأحياء، ويعاني بصفة أكبر أصحاب الشهادات العليا الذين يئسوا من الوعود الجافة،  فمنهم من هجر القرية ومنهم من ولج إلى عالم 

 

الفلاحة لمساعدة عائلته وحتى آليات التشغيل صدت في وجوههم لبعض العراقيل الإدارية والبنكية. وأمام هذه المشاكل والنقائص، يناشد سكان القواجيل 

 

الالتفاتة ولو بالقليل للنظر في أحوالهم المأساوية وإيجاد بعض الحلول للمشاكل التي لازمتهم على مدى عدة سنوات خلت، ورد الاعتبار لهذه القرية التي عانت 

 

ويلات الاستعمارية والعشرية السوداء وسكانها الذين فضلوا العودة اليها و العيش فيها.

 

من نجهة اخرى  يعيش سكان العياشين بالكريمية الواقعة بالجهة الجنوبية الشرقية من عاصمة ولاية الشلف، ظروف اجتماعية مزرية، نتيجة الواقع المعيشي الذي يحيونه في 

 

الأكواخ الطوبية والسكنات القصديرية المبينة من الصفيح والزنك والتي تفتقد فيها حسب السكان إلى أدنى شروط العيش الكريم بهذه السكنات، والتي أضحت 

 

معظمها آيلة للسقوط بفعل عوامل الطبيعية والزمن إذ طالبوا  من السلطات المحلية التدخل قصد تخصيص لهم حصة من  السكن اللائق، حيث طالب سكان هذا 

 

الحي والذي يقدر عددهم بأكثر من 30 عائلة، بضرورة التفاتة المسؤولين المحليين لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يحيونها في هذا الحي وذلك منذ أزيد 

 

من 16 سنة كاملة، نتيجة لهروبهم ونزوحهم من مناطقهم الأصلية، بالأرياف والجبال الواقعة بين بلديتي "الكريمية" و"بني بوعتاب"، وصعوبة العودة إلى 

 

هذه المناطق نتيجة لهجران معظم سكان هذه المناطق لمساكنهم وتحولهم للعيش بضواحي البلدية والمراكز الحضرية القريبة منها. حيث لا يزال سكان هذا 

 

التجمع يعانون الأمرّين من انعدام كلي لقنوات الصرف الصحي وكذا تدهور سكناتهم التي تنعدم بها أدنى متطلبات الحياة الكريمة، وسعيا من السكان لحل 

 

مشكل قنوات الصرف الصحي باعتباره عاملا صحيا استنجدوا بالمطامير أي  بحفر خنادق في الأرض كحل مفروض عليهم لاستقبال المياه المستعملة من 

 

طرف السكان وما زاد من معاناة هؤلاء السكان هو الانتشار الكبير للقمامات العشوائية المحيطة بالحي نتيجة لغياب مصالح البلدية، فضلا عن الانتشار الكبير 

 

للأوبئة، يحدث هذا في ظل تماطل السلطات المحلية لإيجاد حلول استعجالية  لهذه الفئة التي حرمت من نعمة  العيش الكريم هذا ويفتقد هذا الحي المكون من 

 

سكنات مبينة بطريقة فوضوية، من شبكات المياه الصالحة للشرب، التطهير الصحي وكذا شبكة الطاقة الكهربائية التي تبقى هاجسهم الأكبر، لعدم تمكنهم من 

 

تشغيل أي جهاز كهربائي فضلا عن وقوع الحي في منحدر صعب والذي يحوله بمجرد سقوط قطرات قليلة من المطر إلى مساحات من البرك والأحواض 

 

المليئة بالفضلات، وهو ما يجعل الإقامة بهذا الحي أشبه بالمعتقل.ولم تفلح النداءات الموجهة للسلطات المعنية، لنظر إلى وضعية هذا الحي لضمان الاستقرار 

النهائي سكان في مناطقهم الاصلية.

من نفس القسم محلي