محلي
سكنات مشاتي رأس العقبة مهجورة وفي عزلة بسبب تدهور الطرقات
قالمة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 جولية 2014
حالة من القلق والتذمر تعيشها مئات العائلات بالمشاتي بسبب لامبالاة المسؤولين المحليين، مساكن باتت في أيام قليلة أغلبها مهجورة وصراع مرير مع المسالك الترابية الوعرة. ومزارعون قهرتهم العزلة فغادروا إلى حيث الطريق المعبد أين توجد المرافق الخدماتية بالمدن والقرى المجاورة، هذا هو حال بقايا سكان مشاتي بوحكيم وعين الحوتة ببلدية رأس العقبة الواقعة جنوب ولاية قالمة. وقد اشتكى السكان مرات عديدة إلى رؤساء البلديات الذين تعاقبوا على رأس العقبة فكانوا لا يسمعون سوى الوعود والأمور لم تتغير إلى اليوم، كما يقول عمي حسن أحد سكان عين الحوتة الذي قهرته الطبيعة الصعبة وأجبرته على الفرار إلى وادي الزناتي المجاورة. وأمام هذا الوضع المتردي الذي آلت إليه طرقات بوحكيم وعين الحوتة وجه سكان المنطقة نداء استغاثة إلى والي الولاية يناشدونه بالتدخل وإطلاق مشاريع فك العزلة عن واحدة من أهم الأقاليم المنتجة للقمح بولاية قالمة، مؤكدين بأنهم لم يعودوا يعولون على المجلس البلدي الذي عجز على مدى السنوات الماضية عن تعبيد كيلومتر واحد من الطريق العابر للمشاتي المذكورة على مسافة تقارب 8 كلم والذي تحول إلى مسلك ترابي لا يصلح إلا للجرارات وقطعان المواشي التي تنتقل من موقع إلى آخر بحثا عن الغذاء. وقد تسببت العزلة الخانقة في حدوث هجرة متواصلة لسكان المنطقة، حيث تحولت العديد من المساكن إلى أطلال يعود إليها المزارعون كل صيف لحصد حقول القمح ثم يغادرون إلى المدن والقرى المجاورة. ويتحدث بقايا السكان بمرارة عن المعاناة اليومية مع العزلة، التي أصبحت تهدد بنزوح جماعي لبقايا السكان، الذين أكدوا بأنه كان بالإمكان تعبيد الطريق الأقرب إلى المنطقة انطلاقا من مدينة وادي الزناتي، التي تعد ملاذا للنازحين الباحثين عن العلاج والدراسة والتواصل مع باقي مناطق الولاية لبيع مواشيهم ومنتجاتهم الزراعية، التي مازالت تنتظر قدوم الحاصدات إلى اليوم. ويعتمد بقايا السكان على الجرارات الفلاحية والسيارات النفعية للوصول إلى رأس العقبة ووادي الزناتي للعلاج والتزود بالمواد الغذائية، لكن وسائل النقل التقليدية عجزت هي الأخرى عن عبور المسالك الوعرة وخاصة خلال تردي الأوضاع المناخية، كما حدث خلال العاصفة الثلجية الأخيرة التي عزلت سكان المنطقة عدة أيام. ويطالب السكان بإجراء أشغال تسوية للمسالك الترابية على الأقل لتمكينهم من حصد حقول القمح وإيصال المنتوج إلى مخازن وادي الزناتي في انتظار تسجيل مشاريع فعالة لإنهاء المعاناة، التي عمرت سنوات طويلة وأثرت على الاقتصاد الريفي وحياة سكان بوحكيم وعين الحوتة، الذين صبروا وصمدوا فوق الأرض الخصبة لكنهم لم يعودوا قادرين على تحمّل المزيد بعد أن هاجر شباب المنطقة وتقدمت سنوات العمر بكبار المزارعين، الذين باتوا يخشون من تحوّل سهل القمح الشهير إلى منطقة أشباح تسكنها الغربان والذئاب الرمادية، التي عادت بقوة لتعمر المنطقة بعد أن هجرها الإنسان تحت تأثير العزلة والحرمان.