محلي

ضعف الخدمات والإمكانات بعديد الشواطئ

عين تموشنت

                 

تبوأت ولاية عين تموشنت خلال السنوات الأخيرة مكانة ضمن مقدمة منطق الوطن الأكثر جلبا للسياح وساهمت في رواج هذا الجانب الاقتصادي المعوّل عليه كثيرا من الدولة الجزائرية عدة عوامل طبيعية وأخرى بشرية، حظي مجال الشواطئ باهتمام بالغ لما يمثله موسم الاصطياف من أهمية كبيرة في حياة سكانها بفضل برامج تنموية مختلفة على مستوى هذه الشواطئ.

ومن ضمن هذه الشواطئ المشهورة وطنيا يوجد شاطئ مداغ الأول والواقع بإقليم بلدية بوزجار بدائرة العامرية التي تعتبر إحدى أكبر دوائر الولاية في الجهة الشمالية، وهو أول شاطئ على الشريط الساحلي التموشنتي وفي الإقليم الإداري لها حيث يوجد على الحدود الإقلمية مع ولاية وهران، ومن مميزاته أن له مساحة رملية صغيرة بمحاذاة شاطئي الباهية، يفصل بينهما الوادي في منظر طبيعي مميز يعتبر آية في إبداع الخالق الرحمن، إضافة إلى قربه من مرتفعات متوسطة العلو بها أصناف متعددة من الأشجار، وكان الشاطئ قد حظي ببرنامج تأهيل واستثمارات ضخمة منها العمومية وأخرى تابعة للقطاع الخاص من خلال إنجاز العديد من المرافق الحيوية، منها توفره على حظيرة للسيارات تتربع على مساحة ألف متر مربع تكفي لاستقبال عشرات المركبات يوميا وتوفر باقي الخدمات التي يحتاجها المصطاف منها مياه الشروب التي تنقل عن طريق الصهاريج الصحية والمكيفة ويوجد على مستواه أيضا المرفق الصحي المتنقل الذي يدخل حيز الخدمة مع انطلاق كل موسم اصطياف ولا يغلق إلا بعد انتهائه رسميا. 

 

مداغ اثنين جمال في غروب الشمس

ولا يقل مداغ اثنين أهمية عن سابقه، ويعتبر ثاني شاطئ على الشريط الساحلي وهو الآخر موجود في الجهة الشرقية للولاية، لا يبعد عن سابقه إلا بمسافة قصيرة، وما يميزه عن سابقه أنه تحول خلال السنوات الأخيرة إلى ميناء للترفيه وإقبال العائلات من كل صوب، للاستمتاع بمنظر الصيد من جهة وكذا غروب الشمس من جهة أخرى، لا سيما أن منظره ومكان وجوده يسمح بذلك، كما تدعم الشاطئ أيضا ببرامج تنموية أخرى لا سيما شق الطرقات والمسالك، ويوجد به أيضا عدة وحدات أساسية لا سيما تلك المتعلقة بالجانب الصحي على غرار الصحة والدرك الوطني والحماية المدنية وحراس مهنيين وموسميين وينفرد مداغ اثنين عن مداغ واحد أنه دخل رسميا قائمة شواطئ الخاصة بالاستغلال السياحي في برنامج اعتمدته الحكومة الجزائرية منذ فترة ليست بالبعيدة ووضعت ضمنه عين تموشنت ضمن قائمة الولايات المعنية والنموذجية وساهمت عدة عوامل أخرى في تصنيفه، لا سيما موقعه القريب من الطريق الوطني رقم 96 في شطره باتجاه تلمسان وكذا وهران شمالا ومنها إلى الطريق السيار، ما يجعل الزوار من خارج الولاية يقبلون عليه، وما زاد من أهميته أيضا أنه قريب من مطار أحمد بن بلة بوهران ما يجعل أيضا ولوج المصطافين والسياح من خارج الوطن ممكن، لا سيما المهاجرين وهي صورة أصبحت معتادة خلال السنوات الأخيرة لا سيما بعد الاستقرار الأمني.

شواطئ بوزجار من أنظف أماكن الاصطياف

ولا يقل شاطئي بوزجار الواقعين في الجهة الشرقية للولاية عن سابقيه أهمية، حيث أن بوزجار واحد مساحته تعتبر بالهامة نسبيا فهو يمتد على مساحة كلية تصل إلى 48 ألف متر، ويتميز هذا الشاطئ أيضا كونه موجود بمنطقة سكانية كثيفة حيث أن الحركة تكون على مدار السنة من السكان المحليين والسياح المصطافين ويعج بنشاط تجاري مكثف أو يتوفر على مرافق أخرى منها الإنارة العمومية الموزعة على مختلف الشوارع، وحظيرة للسيارات بمساحة تصل إلى 1000 متر مربع، على الرغم من ذلك فإن شاطئ بوزجار يعاني شحا وقلة للمياه الشروب، بسبب التناقض بين العرض والطلب، ما يجعل المصطاف يلجأ دوما إلى قارورات المياه المعدنية والطبيعية والتي هي الأخرى تسجل ارتفاعا كبيرا في الأثمان وتصل إلى حد 40 و45 دينارا لقارورة 1.5 لتر، كما أن الجانب الأمني هو الآخر مدعم على مستوى الشاطئ حيث هناك 15 عونا مختصين في الإنقاذ في عرض البحر وخمسة وعشرون عونا من مصالح النشاط الإجتماعي وكذا 20 عونا من البيئة توكل لهم مهمة التحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة.

 

السبيعات بحاجة إلى تغطية صحية

 يتربع شاطئ السبيعات على مساحة إجمالية تصل إلى 27 ألف متر مربع. ورغم توفره على ضروريات الاصطياف كالحظائر التي يصل عددها إلى اثنين وكل واحدة بمساحة 1000 متر، إلا أن هذا الشاطئ غير نظيف، رغم جمالية موقعه وهو غير بعيد عن عاصمة الولاية وعدة مدن هامة كالمالح وحاسي الغلة. وما زاد من المشاكل أيضا تواجد حفر مهملة ومفتوحة وأخرى بأعماق تصل إلى عشرات السنتيمرات، تشكل تهديدا لأمن وسلامة المصطاف وكذا المركبات على حد السواء، كما تتجمع في البعض منها كميات من المياه سرعان ما تصبح عكرة وتحوم حولها الحشرات الضارة، وليس هذا فحسب بل كثيرا ما يلفت الانتباه تواجد قمامات متناثرة عبر الشاطئ هنا وهناك، وعلى الرغم من تواجد وحدة للدرك الوطني وفرقة أخرى خاصة من الحماية المدنية، إلا أن انعدام التغطية الصحية يبقى هاجس يقلق المصطافين على الرغم من إقبال عشرات الالاف عليه بشكل مستمر لا سيما نهاية الأسبوع.

ساسل مقبرة لنفايات الصيادين

شاطئ ساسل هو الآخر ذا أهمية بالغة وزادت مكانته خلال السنوات الأخيرة، وهو سادس شاطئ بالولاية وعلى الرغم من أهميته إلا أن هناك أمور تهدد أمن وسلامة المصطافين، منها انتشار كبير لعدد من قوارب صيد قديمة ومكسرة، وتناثر عشرات القطع الخشبية وحتى النفايات الحديدية هنا وهناك، مع وجود شباك الصيد على الشاطئ والتي غالبا ما يلجا الصيادون إلى رميها بهذا المكان للتخلص منها جاعلين ساسل بمثابة مقبرة لنفاياتهم، ما تشكل خطرا على المصطافين الذين يتفاجأون لهذه الوضعية. وعلى الرغم من أن المرافق الصحية بشاطئ ساسل موجودة على اختلاف السبيعات، إلا أنها بعيدة بعض الشيء وفي وضعية يرثى لها مع تدني الخدمات بها، ويجعل عادة المصاب يصل إلى المركز في حالة أسوأ وتارة يفضل الآخرون التوجه إلى عيادات صحية ببلديات أخرى.

الشواطئ أخذت حيزا هاما من برنامج التوسع السياحي

وبالإضافة إلى هذه الشواطئ يتوفر ساحل عين تموشنت الممتد على طول 80 كيلومترا من الحدود الإدارية شرقا مع وهران، إلى الحدود الإدارية غربا مع تلمسان على شواطئ أخرى منها شاطئ المرجان ببلدية أولاد بوجمعة وشاطئ النجمة بنفس البلدية وشاطئ تارقة والهلال ببلدة سيدي بن عدة وشاطئ الورد بنفس البلدية وشاطئ سيدي جلول ببلدية بني صاف وشاطئ البئر بنفس البلدية ولامارتين ومادريد ورشقون واحد ورشقون اثنين ببلدية ولهاصة وشاطئ مالوس والوردانية، ليصل عدد البلديات الساحلية بالولاية إلى تسع في ما بلغ عدد الشواطئ لهذا الموسم نحو 29 شاطئ من بينها 19 شاطئ محروس والتي تم تصنيفها حسب الدرجات والأهمية، لإعطاء المنطقة الساحلية طابعها السياحي اللائق بها وضمان مداخيل مالية للولاية وخلق مناصب شغل دائمة وموسمية وتحسين الإطار المعيشي لسكانها ناهيك عن تشجيع السياحة الداخلية. وفي ذات الغطار فقد برمجت مديرية السياحة بالتعاون مع عدد من الشركاء بولاية عين تموشنت عدة مشاريع سياحية أخذت في الحسبان المؤهلات المعتبرة لكل منطقة وخصوصيتها، لتغطية التسيير واستغلال مناطق التوسع السياحي الممتدة على مساحة إجمالية تزيد عن 1901 هكتار موزعة على هذه المناطق والتي بإمكانها إعطاء الكثير للقطاع من خلال تثمين المرافق والهياكل المتواجدة وتدعيمها بأخرى.

من نفس القسم محلي