محلي
ساحة التوت تستعيد بريقها
البليدة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 ماي 2014
استعادت ساحة أول نوفمبر 1954 المعروفة محليا لدى سكان مدينة البليدة بـ"ساحة التوت" بريقها بعد أشغال التهيئة والترميم والتجديد الذي خضعت لها مؤخرا.
وقد اكتسى الكشك المتوسط للساحة العمومية والذي يعود تاريخ انجازه لسنة 1910 أثناء فترة الاحتلال الفرنسي مظهرا ورونقا جديدا استحسنه الكثير من المواطنين، لا سيما المسنين الذين لا طالما حز في نفسهم رؤية هذا المعلم الأثري في وضعية متدهورة بعدما أصبح الحوض المائي الذي يحيط به مصبا لمختلف النفايات القاذورات ومرتعا للحشرات.
فبالرغم من الصعوبات التي لاقت في أول الأمر فريق العمل -الذي سهر على إنجاز أشغال التهيئة في وقت قياسي- من طرف المواطنين بين رافض ومؤيد لها، إلا أن هذا الأخير تمكن وبعد أن شارفت الأشغال على الانتهاء من نيل استحسان المواطنين وشكرهم على العمل المنجز.
وتضمنت هذه الأشغال حسب ما ذكرته المكلفة بالمشروع السيدة غريس إيمان من مؤسسة تنمية وترقية وصيانة المساحات الخضراء ببلدية البليدة في تهيئة الكشك وكذا الحوض المائي واستبدال هذا الأخير بمساحة تم بها غرس مختلف النباتات التزيينية والعشب يتم سقيها وفق نظام مدروس للمحافظة على هذه المساحة الخضراء.
كما تضمنت الأشغال أيضا ترميم الجدار السفلي للكشك الذي كان يعاني من تشققات وتزيينه بقطع خزفية ذات طابع أندلسي للمحافظة على الشكل العام للمعلم شارفت الأشغال بها على الانتهاء.
ولإضفاء طابع جمالي على المكان الذي يقصده المواطنون خاصة في فصل الصيف لتناول مختلف المثلجات فقد تم غرس أشجار توت أخرى على محيط كافة الساحة إلى جانب اعتماد الإنارة العمومية لتضئ الكشك ليلا.
وللحفاظ على هذا المعلم التاريخي الذي يحظى بمكانة خاصة لدى قلوب البليدين، فقد جنّدت البلدية أعوان حراسة سيهتمون بصيانة وحماية المعلم من تصرفات بعض الأطفال والمشينين بالبيئة -يقول رئيس البليدة السيد بن شرشالي.
يذكر أن الكشك المتوسط لساحة "التوت" والذي يضم بداخلة نخلة باسقة كان مسرحا لاحتفالات عيد الورد الذي دأبت على إحيائه فرنسا منذ سنة 1875 في شهر ماي -حسب الذاكرة الحية لمدينة البليدة السيد يوسف أوراغي.
وتعني كلمة ساحة التوت باللغة الفرنسية (toutes) ساحة تضم كافة المصالح من مقر للبلدية وحمام ومختلف المصالح الإدارية ومقاهي وكان قد شيد الكشك لأول مرة من الصلب سنة 1910 من طرف رئيس البلدية آنذاك السيد "برار" بعدما كان يستبدل الخشب المصنوع به كل سنة عشية الاحتفال بعيد الورد السنوي.
كما تم خلال سنة 1986 استبدال أشجار البلاطان المتواجدة بمحيط ساحة التوت بأشجار التوت ليخضع بعدها الكشك سنة 2000 إلى عملية تهيئة وتوسيع للحوض المحيط به.