محلي
محصول الكرز مهدد بالإتلاف بالوادي الأخضر بسبب الأمطار الغزيرة الأخيرة
تلمسان
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 ماي 2014
على الرغم من ارتياح عدد من الفلاحين للمغياثية الأخيرة وموجة الأمطار الغزيرة التي تهاطلت، عبر مختلف جهات بلدية الوادي الأخضر شرق ولاية تلمسان والتي كانت مصحوبة في عدة مرات برياح كانت قوية في بعض الفترات في ظاهرة طبيعية غير معتادة خلال مثل هذه الفترة من كل موسم، إلا أن ذلك تسبب أيضا في إتلاف كميات معتبرة من محاصيل الكرز والتي تشهد أوج نضجها خلال هذه الفترة تزامنا مع انطلاق موسم جني هذه الفاكهة منذ أيام قلائل في مراحله الأولى من طرف عشرات المنتجين، وأدت الأمطار التي تواصل سقوطها إلى عدة ساعات متتالية إلى تعفن حبات الكرز بسبب هشاشتها، خاصة أن الكرز معروف بأنه من أصناف الفواكه اللينة جدا سواء عند استهلاكها أو حتى قطفها والتي تتم بسهولة تامة، ومن جهة أخرى صعوبة مقاومتها لحبات البرد والمطر القوي والتغيرات المناخية من هذا النوع، وتباينت الخسائر من منطقة لأخرى لا سيما تلك المعروفة أكثر من غيرها بإنتاجها للكرز وبشكل خاص في واد الشولي وبني صميل وأيضا مداشر يبدر وأولاد سيدي الحاج وبني غزلي والتي تضم عشرات الضيعات من حقول الإنتاج، ولم تكن الأمطار لوحدها مؤثرة، فقد وجد الفلاحون والمنتجون ضيعاتهم وحقولهم في حالة يرثى لها بعد هدوء الرياح، التي رغم أنها لم تكن قوية إلا أنها أتلفت محصولا معتبرا، حيث تناثرت حبات الكرز هنا وهناك وتعرضت العديد من الأشجار إلى الضياع والإتلاف وحتى التكسير في أغصانها جراء قوة الرياح في بعض الفترات وساعد في ذلك أنها كانت محملة بمئات حبات الكرز، ما جعلها تحمل ثقلا وتتعرض للإتلاف بسهولة لمجرد هبوب رياح، في الوقت الذي يعيش فيه هؤلاء الفلاحون حالة من الإحباط نتيجة ذهاب جهدهم لعام كامل سدى، خاصة أن معظمهم يعتمد على مداخيل منتوج وبيع الكرز لتلبية حاجياته اليومية طيلة الفصول الأخرى من العام، لا سيما بعد أن استعادت هذه الزراعة للكرز مكانتها من بين باقي المحاصيل خلال السنوات الأخيرة بفضل سياسة الدعم من جهة من طرف الحكومة، وأيضا الاستتباب الأمني لهذه المناطق التي كان هجرها أصحابها بسبب الإرهاب خلال التسعينيات، الأمر الذي عرض آنذاك تلك الضيعات إلى الحرائق والإتلاف والجفاف بسبب غياب الاهتمام وتراجع معها إنتاج الولاية من الكرز، قبل أن تستعيد مكانتها وطنيا خلال المواسم القليلة الأخيرة، تجعلها تحتل المراتب الأولى في إنتاجه وطنيا ورفع المحصول بأضعاف.
