محلي

انتشار النفايات هاجس يعيشوه المواطن

الشلف

 

 

تتميز مختلف أحياء بلديات ودوائر ولاية الشلف عموما هذه الأيام، بتذبذب رهيب في توزيع المياه فضلا عن نوعيتها الرديئة، جراء التسربات التي تميز شبكتي المياه الصالحة للشرب وكذا شبكات الصرفي الصحي في أماكن وأحيان كثيرة، ما يدفع المواطنين إلى قطع مسافات بحثا عن موارد جديدة، لضمان جرعات من المياه تروي عطشهم ويستعملونها في مختلف أنشطتهم المنزلية، واللجوء في أحيان كثيرة إلى الصهاريج التي يتاجر أصحابها بهذه المادة الحيوية، والتي يتراوح سعرها ما بين 800 و1200 دج.

 وقد أثار هذا التذبذب وتغير طعم المياه سخط المواطنين في أماكن كثيرة عبر تراب الولاية، إذ شهدت عدة أحياء كحي لاسيا على سبيل المثال، احتجاجات على طريقة توزيع المياه، فضلا عن سكان حي الحرية، حي النصر، المنطقة السابعة باولاد محمد، الذين اشتكوا من نوعية الماء الشروب جراء الملوحة والرائحة الكريهة المنبعثة منه، المشكل الثاني وهو قديم متجدد وهو مشكل تراكم القمامة الذي أصبح يميز المشهد اليومي للمواطن في مختلف أحياء بلديات ودوائر الولاية. والجدير بالذكر أن المواطن يتحمّل جزءا كبيرا من مسؤولية هذا المشكل في ظل الرمي العشوائي للقمامة والنفايات المنزلية والهامدة، رغم توفير المصالح البلدية شاحنات خاصة بذلك فضلا عن مراكز الردم التقني، لكن المواطن لا يحترم مواعيد مرور الشاحنات الخاصة بجمع النفايات، ويصرّ على الرمي العشوائي ما يشوّه محيط المدينة ويعود بالضرر على المواطنين، خصوصا ونحن نعيش فصل الصيف الذي يشكل رفقة هذه النفايات مناخا مناسبا لتكاثر الحشرات الضارة من جهة، من جهة أخرى أصبح شارع فدائي محمد والمعروف بزنقة الزواوة بوسط مدينة الشلف، عبارة عن برك المياه الراكدة والأوحال المنتشرة، نتيجة انسداد بالوعات صرف المياه التي صعبت حركة المارة والمركبات على حد سواء، ما ولد الخوف بين السكان من تعرضهم للحيوانات الضالة التي كثيرا ما تتوافد على أماكن رمي الأوساخ بالجوار.

كما يعيش سكان بقعة الرجايمية المتاخمة لمنطقة بيو الساحلية، الواقعة ببلدية الظهرة بالجهة الشمالية الغربية لولاية الشلف، جملة من المشاكل اليومية التي تنغص عليهم حياتهم وتجعلهم تحت رحمة الفقر والعزلة، وتكمن أغلب تلك المشاكل في الانعدام الكلي للتهيئة وافتقار المنطقة للمشاريع التنموية، التي من شأنها فك العزلة عن السكان وتحسين إطارهم المعيشي بالإضافة إلى البطالة التي تعد الهاجس الذي يؤرق شباب المنطقة والعامل الأساس الذي يقف وراء هجرة عدد كبير من أبناء المنطقة إلى ولايات مجاورة، أو إلى خارج الوطن سواء بطرق شرعية أو غير شرعية بحثا عن لقمة العيش، ما يدفع هؤلاء المواطنين المحرومين إلى مناشدة والي الولاية بالتدخل العاجل، لرفع الغبن وفك العزلة عنهم، إذ طلبوا منه النظر بجدية لانشغالاتهم العالقة منذ عدة سنوات، والمتمثلة حسب شكواهم في اهتراء الطريق الذي يربط البقعة بمركز البلدية على مسافة 4 كلم، حيث وصلت نسبة الاهتراء إلى 70 بالمائة حسب تقدير المشتكين، الذين عبروا عن حجم المعاناة التي يتكبدونها نتيجة تدهور وضعية هذا المسلك، كونه مازال ترابيا إذ تم فتحه في السنوات الأخيرة في إطار برامج فك العزلة، كما يشكو سكان هده القرية من غياب التغطية الصحية بسبب انعدام قاعة علاج حسب تأكيد السكان، حيث شدد المشتكون على مدى حاجتهم لمركز صحي لاستقبال مرضاهم والتكفل بالحالات المستعجلة، كما أعرب هؤلاء المواطنون عن حاجتهم الماسة للإعانات الريفية التي من شإنها وضع حد للمعاناة التي تتكبدها العشرات من العائلات، جراء الإقامة في أكواخ طوبية تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة على حد تعبير هؤلاء السكان، الذين طالبوا بتخصيص حصة من السكن الريفي للقضاء على المساكن غير اللائقة، بالإضافة لافتقاد البلدية للمشاريع التنموية التي من شأنها فك العزلة عن مواطنيها، فهم يعانون الفقر والتهميش والتخلف في غياب سياسة تنموية، تنتشل هذه العائلات من الضياع والموت البطيء الذي أصبح يهدد شريحة واسعة منهم.


من نفس القسم محلي