محلي

تحضيرات عديدة لاستقبال المصطافين خلال موسم الاصطياف 2014

بومرداس

 

 

شرعت السلطات الولائية والمحلية بولاية بومرداس مؤخرا، في التحضير المبكر لكل ما يخص موسم الاصطياف لسنة 2014، من خلال التنسيق مع كل الفاعلين ومديرية السياحة والصناعات التقليدية، لتوفير ضروريات الموسم لتحقيق الخدمة والنوعية في تقديمها للمصطافين، الذين تراهن عليهم السلطات بالولاية وتحقيق توافد أكثر من 12 مليون مصطاف.

تجدر الإشارة غلى أن وزير السياحة والصناعات التقليدية محمد لامين حاج سعيد، أعلن مؤخرا خلال زيارته لولاية بومرداس أنه سيتم ابتداء من موسم الاصطياف القادم، إنجاز مخيمات عائلية نموذجية ذات امتياز عبر كافة الولايات الساحلية للوطن. موضحا أن القطاع بصدد القيام بـ"التحضيرات الضرورية من أجل إنشاء على الأقل مخيم عائلي واحد من هذا الصنف على مستوى كل ولاية من الولايات الساحلية".

 

12 مليون مصطاف هدف موسم الاصطياف 2014

تراهن السلطات بولاية بومرداس خلال موسم الاصطياف المقبل 2014، على تحقيق مختلف الأرضيات السياحية التي يطلبها السائح، وبالتالي تحقيق النوعية في تقديم الخدمات والراحة المميزة، التي يستمتع بها الزائر والسائح المحلي والأجنبي أيضا، وفي هذا السياق، أكدت مصادر من مديرية السياحة لولاية بومرداس، أنها انطلقت بالفعل منذ شهر تقريبا، في التحضيرات لموسم الاصطياف لهذه السنة، وقد سطرت مشاريع عديدة من أجل تهيئة الشواطئ، إضافة إلى إعداد مخططات التهيئة السياحية الموجهة للسياحة الجبلية، من أجل تنمية القطاع وتدارك النقائص المسجل في المواسم الماضية، من أجل الرفع والزيادة من عدد السياح والمصطافين الذين يتوافدون على بومرداس من مختلف ولايات الوطن خاصة الداخلية منها، حيث تراهن المديرية على أن يصل عدد المصطافين للموسم 2014، إلى أكثر من 12 مليونا بعدما سجلت في الموسم الماضي 11 مليون مصطاف عبر شواطئها الموجودة بالشريط الساحلي الذي يصل طوله إلى 80 كلم.

 

أكثر من 33 مليار "لتهيئة نموذجية" للشواطئ وفتح حظائر للسيارات ومسالك للراجلين

من جهته، كشف مدير مديرية السياحة والصناعات التقليدية لولاية بومرداس زوليم نور أن قطاعه خصص ميزانية مالية تقدر بـ 33 مليارا و600 مليون سنتيم، لتهيئة 8 شواطئ تهيئة نموذجية تشمل كل من شاطئ قدواري بقورصو وشاطئ قورصو، شاطئ بومرداس، شاطئ الرمال الذهبية بزموري، شاطئ المحجرة بكاب جنات، شاطئ صغيرات، وشاطئ ليصالين بدلس، وقد انتهت الدراسة المخصصة لهذا المشروع الذي يتضمن توفير الإنارة العمومية بالشواطئ المذكورة وتوفير فضاءات للراحة للعائلات إلى جانب تخصيص مساحات للعب الأطفال، كما سيتم تدعيم حظائر السيارات بمساحات إضافية لرفع طاقة استيعاب السيارات، حيث كانت في السنة الماضية تستقبل 300 سيارة فقط، لكن هذا العام ستتم تهيئة مساحات إضافية لتستقبل أزيد من 700 سيارة. إضافة إلى ذلك فقد تمت برمجة تهيئة غابة قورصو بالتنسيق مع السلطات المحلية ومحافظة الغابات، لاسيما أن هذا المرفق يتوافد عليه المواطنون للراحة والترفيه على مدار السنة وليس في موسم الاصطياف فقط، كما برمج القطاع مشروعا فنيا لربط شاطئيّ بومرداس وقورصو، وتمكين المصطافين من التنقل من شاطئ بومرداس إلى شاطئ قورصو سيرا على الأقدام، بالنظر إلى قرب المسافة الفاصلة بينهما.

 

18 مؤسسة فندقية ومراكز للتخييم لاستقبال المصطافين

إلى جانب ذلك فإن المديرية تدعمت بتجهيزات وهياكل جديدة لإيواء السواح، من خلال تهيئة بعض المخيمات الصيفية وكذا المراكز الصيفية، لتحسين الخدمات المقدمة للسواح والمصطافين الذين يتوافدون من عدة ولايات من الوطن، ورفع هياكل الاستقبال إلى 45 ألف ليلة، بعدما كانت السنة الماضية لا تتجاوز 20 ألف ليلة، حيث تتوفر على 18 مؤسسة فندقية و9 مراكز للتخييم بسعة 03 آلاف سرير، إضافة إلى مراكز تربوية وتضامنية لاستقبال سواح المناطق الداخلية للوطن.

 

والاستثمار في المرافق السياحية بالولاية

من بين المشاريع المسجلة هذه السنة، هناك مشروع إعداد مخطط للتهيئة السياحية يمس جانب الاستثمار في المرافق السياحية، إضافة إلى مشروع انجاز دار للصناعة التقليدية بوسط مدينة بومرداس ومشروع دار للصناعة التقليدية على مستوى بلدية دلس، إضافة إلى ذلك فقد أعطى القطاع أهمية كبيرة للسياحة الجبلية على مستوى الولاية، حيث اقترحت عدة مناطق للتوسع السياحي بكل من الأربعطاش، بوزڤزة، قدارة، عمال وبني عمران، ودراسات السياحة الجبلية الخضراء تشرف على الانتهاء لاختيار نوع الهياكل التي سيتم إنجازها بهذه المناطق، كما تم اقتراح 03 مناطق للتوسع السياحي الجبلي. 

الملف مطروح على مستوى وزارة السياحة من أجل دراسته

وبالعودة إلى زيارة وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد لامين حاج سعيد لولاية بومرداس الأسبوع الفارط، في إطار تحضير موسم اصطياف 2014، فقد أكد الوزير على المسؤولين بضرورة تحسين الخدمات المقدمة للمصطافين، وكذا تحسيس السلطات المحلية بضرورة منح استغلال المناطق الساحلية للحرفيين، والحرص على الامتثال للنصوص القانونية فيما يتعلق بتخصيص فضاءات حرة للمصطافين، الذين يرغبون في الاستفادة من الخدمات المقدمة بالسواحل. 

وأضاف حاج سعيد في هذا الصدد أن العمل جار لتشجيع الاستثمار السياحي، الذي يحترم المحيط ويعود بالفائدة على السكان المحليين ولا يمس بحق الأجيال المستقبلية في المجال. وتضمنت زيارة الوزير تدشين فندق جديد تابع لأحد الخواص يتسع لـ80 سريرا بمدينة بودواو، وتفقد مشروع إنجاز فندق آخر باستثمار خاص يستوعب 250 سريرا بمدينة بومرداس، إلى جانب تفقد مشروع إنجاز دار للصناعة التقليدية وحديقة النصر بنفس المدينة.

... و6 فنادق جديدة لراحة المصطافين

من المنتظر أن تتعزز ولاية بومرداس خلال موسم الاصطياف لهذه السنة، بـ 6 مشاريع فندقية بكل من بلديات بومرداس، بودواو ودلس التي من شأنها المساهمة في رفع طاقة استيعاب مزيد من المصطافين، من جميع أنحاء الوطن لتصل بذلك طاقة الاستيعاب إلى 3500 سرير، إلى جانب قدرة استيعاب 18 ألف شخص في إطار المخيمات الصيفية. وفي هذا الصدد أكد المسؤول ذاته أن ولاية بومرداس تعاني من مشكلة نقص الفنادق مع كل موسم اصطياف، لذا تم التفكير في وضع حد لهذه المشكلة من خلال تخصيص مبلغ مالي هام لبرمجة مشاريع لإنجاز فنادق، حيث من المنتظر أن تتعزز الولاية خلال موسم الاصطياف لهذه السنة بـ 6 فنادق جديدة التي من شأنها إراحة المصطاف. وتجري حاليا عملية تهيئة وتجهيز عدة مواقع من حيث فتح المسالك والطرق المؤدية للشواطئ، والإنارة العمومية وأماكن توقف السيارات وأخرى للأمن، وتهيئة مساحات للعب الأطفال وللتخييم وأماكن منظمة لبيع مختلف الاحتياجات ومرشات عمومية وغيرها.

اهتمام بالتراث المادي لقصبة دلس، كمعلم سياحي لاستقطاب السياح

يجري حاليا تدعيم وتعزيز الوجهة السياحية نحو قصبة دلس بشرق بومرداس، من خلال إنجاز مركز للصناعات التقليدية والحرف انطلقت أشغاله مؤخرا، حسب ما علمنا من مديرية السياحة والصناعات التقليدية. ويهدف إنجاز هذا المشروع الهام إلى تحقيق عدة أهداف، تتمثل أبرزها في الحفاظ على التراث المادي لقصبة دلس العتيقة، وإعادة إحياء مختلف الحرف التي اشتهرت بها القصبة خلال تعاقب مختلف الحضارات على حكمها. ويشير عرض قدمه مكتب الدراسات لوزير السياحة والصناعات التقليدية خلال زيارته للولاية مؤخرا، إلى دور هذا المرفق الثقافي والسياحي في تثمين وإعادة الاعتبار للحرف ومختلف الصناعات التقليدية المزاولة إلى حد اليوم من طرف سكان القصبة والمناطق المجاورة لها، على غرار حرفتي صناعة السلال والفخار. ويجري إنجاز هذا المشروع المسجل ضمن المخطط الخماسي 2010 - 2014 والمسطر سنة 2011، وكان من المقرر تسليمه نهاية عام 2012 لكنه عرف تأخرا لأسباب مختلفة، على عقار تناهز مساحته 700 م2، اختير بعناية بالقرب من القصبة حتى يستجيب لمتطلبات المشروع. ويتماشى النمط المعماري والشكل الهندسي الذي ينجز وفقه هذا المرفق، الذي انطلقت به الأشغال في شهر ديسمبر 2013 وسيسلم بعد 15 شهرا، حسب ما هو مسطر في الدراسة استنادا إلى منجزيها وفق "الطابع العربي الإسلامي للقصبة"، مراعين في ذلك التغييرات التي أحدثتها مختلف الحضارات التي تعاقبت على حكم هذه المدينة التاريخية. ويتكون هذا المبنى الثقافي إضافة إلى الطابق الأرضي، من طابق سفلي وآخر علوي يضمان 14 ورشة متخصصة وتقنية لممارسة مختلف المهن والحرف، وقاعات أخرى للتكوين وفضاءات متعددة النشاطات للعرض والتسويق، وأخرى مخصصة لنشاط الجمعيات وإقامة مختلف النشاطات.

وعبر عدد من ممثلي الجمعيات والنوادي الناشطة في إطار الحفاظ على التراث المادي واللامادي، في معرض الصناعات التقليدية المقام بـدار البيئة لبومرداس عن "تفاؤلهم الكبير" و"ابتهاجهم" بهذا المشروع المرتقب على مستوى قصبة دلس، مطالبين في نفس الوقت بضرورة "الإسراع" في إنجازه لتدارك التأخر الملاحظ في المجال، لأنهم "في أمس الحاجة إلى مثل هذه الفضاءات على مستوى مدينة دلس العريقة".

 

من نفس القسم محلي