محلي

مشروع اختزل المسافات وساهم في انتعاش اقتصادي بالمنطقة

محور البيض أدرار

 

 

 يعد الطريق الرابط بين بلديتي البنود وتيرنكوك ولاية أدرار مكسبا حقيقيا لسكان الولايتين، ولمختلف مناطق الجهة الجنوبية الغربية بشكل عام. 

 ويوفر هذا المحور مزايا متعددة من بينها اختزال المسافات، ومساهمته في الحركية الاقتصادية من خلال فك العزلة عن المنطقة، وتحويلها إلى حلقة جديدة تنبئ بمستقبل تنموي واعد. 

 

 شريان حيوي لرفع رهانات التنمية بعمق الصحراء 

 

 ويندرج ذات المشروع ضمن البرنامج القطاعي غير الممركز لسنة 2007، والذي أنجز من أجل رفع رهانات التنمية بالمناطق الصحراوية، من خلال تجاوز كافة الصعوبات الطبيعية التي تميز مثل هذه المناطق، الممتدة عبر أقاليم خالية بعمق الصحراء بالناحية الغربية للوطن. 

 ويصل الطول الإجمالي لهذا المحور إلى نحو 325 كلم طولي من ضمنها 175 كلم، وهي المسافة الممتدة عبر إقليم ولاية البيض بين بلدية البنود إلى غاية الحدود الإقليمية مع ولاية أدرار. فيما تتمثل المسافة المتبقية من المشروع بطول 150 كلم بإقليم ولاية أدرار، والتي تمتد بين بلدية تيرنكوك وإلى غاية الحدود الإقليمية مع 

ولاية البيض، كما أوضح مدير قطاع الأشغال العمومية قرابن أحمد. 

 وكانت البداية الفعلية لأشغال هذا الشريان الحيوي في نهاية شهر ديسمبر2009 على مستوى ولاية البيض (مسافة 175 كلم)، والتي رصد لها غلاف مالي قدره 99،3 مليار دج، حيث عمد مسؤولو القطاع حينها إلى تقسيم المشروع إلى ثمانية (8) حصص بهدف إقحام أكبر عدد ممكن من مقاولات الإنجاز من أجل استلامه في الآجال المحددة.

 

 ورغم الصعوبات المتعددة التي واجهت المشروع خصوصا فيما يتعلق بالعوامل المناخية، والتي تتمثل على وجه الخصوص في الحرارة المرتفعة والتضاريس الصعبة المرتبطة بالعرق الصحراوي المتميز بكثافة الرمال، إضافة إلى عوامل أخرى خاصة بموقع ورشات الإنجاز داخل بيئة معزولة محاطة بالكثبان الرملية من كل الجوانب، إلا أن الرهانات التنموية كانت العامل الدافع لرفع التحدي ما مكن من تحويل الحلم إلى حقيقة، وكانت بذلك نهاية ديسمبر 2012 موعدا لاستلام المشروع بكامله والذي شكل مكسبا تنمويا جديدا لفائدة سكان جنوب ولاية البيض وشمال ولاية أدرار. 

 

 شركات وطنية كانت على موعد لرفع التحدي 

 تميز مشروع الطريق الرابط بين ولايتي البيض وأدرار مرورا ببلديتي البنود وتيرنكوك، بكونه أنجز بجهود خالصة لمؤسسات أشغال وطنية عمومية وخاصة، وهو ما شكل تحديا رفعته هذه المؤسسات الوطنية، وجسدت من خلال هذا المشروع ذلك التعاون والتضامن المطلوب بين المؤسسات الوطنية، في مسار رفع رهانات التنمية. 

 وإضافة إلى تجندها التام في تسليمه بالكامل (325 كلم) في آجال لم تتعدى 19 شهرا، فإن ذات المشروع كان فرصة أيضا لها لاكتساب مهارات وخبرات جديدة، في مجال تجربة شق محور في عمق الصحراء وسط طبيعة صعبة للغاية.

 طريق قلص المسافات بأكثر من 420 كلم بين ولايتي البيض وأدرار 

 

 وساهم الطريق الجديد الرابط بين ولايتي البيض وأدرار في تقليص وبشكل كبير للمسافة بين الولايتين المتجاورتين، إلى نحو828 كلم بدلا من 1.256 كلم التي كانت فيما سبق يرتادها مستعملو الطريق والمتوجهون من ولاية البيض نحو ولاية أدرار جنوبا، وهو ما يعتبر مكسبا هاما لفائدة سكان الولايتين ومختلف ولايات الجهة الجنوبية الغربية للبلاد عموما. 

 

 محور جديد يحمل آفاقا سياحية وأبعادا اقتصادية واعدة  

 

 يحمل هذا المحور الجديد آفاقا واعدة في المجال السياحي، ولمستقبل ترقية التبادلات الاقتصادية بين الولايتين، إضافة إلى عامل فك العزلة الذي استطاعت الدولة من خلال ذات المشروع اختصار المسافات وبلورة نظرة اقتصادية متناسقة، من شأنها ترقية المسار التنموي لفائدة مختلف الجماعات المحلية الواقعة عبر نفس المحور، كما هو الشأن بالنسبة لبلديتي البنود وتيرنكوك ومختلف التجمعات القروية النائية المتمركزة على مساره. 

وفي هذا الصدد أوضح رئيس بلدية الأبيض سيدي الشيخ السيد بلماحي ميلود، أن هذا المشروع القاعدي سيساهم في ترقية عدة مجالات من بينها الأنشطة الدينية بين الولايتين المعروفتين بالطابع الصوفي، بالنظر إلى القيمة التاريخية التي تتميز بها زاوية الولي الصالح الأبيض سيدي الشيخ (بالبيض) وزوايا ڤورارة وتوات وكنتة وسيدي أمحمد بلكبير بولاية أدرار، حيث يشكل هذا الطريق الجديد متنفسا لفائدة مريدي هذه الزوايا والمدارس القرآنية. 

 كما يراهن سكان بلديات جنوب عاصمة ولاية البيض على هذا الطريق بخصوص ترقية السياحة، لما تتوفر عليه هذه المناطق من مؤهلات كبيرة، والتي تتشكل أساسا من قدرات سياحية طبيعية على شكل متحف مفتوح، يمزج بين الكثبان الرملية والواحات الغناء إضافة إلى النقوش الحجرية التي تشتهر بها الولاية، بالإضافة إلى الزوايا والأضرحة وسلسلة من القصور العريقة التي يعود تشييدها إلى عشرات القرون. 

 ويمكن استغلال هذه المؤهلات السياحية في فتح مسلك سياحي جديد بين الولايتين، يدفع نحو تكامل سياحي بالجهة الجنوبية الغربية، والتي يضاف إليها ما تتمتع به أيضا ولاية أدرار من معالم سياحية ذات شهرة عالمية، كما هو الحال بالنسبة لمناطق تميمون وتمنطيط وزاوية كنتة. 

 وبدأت النتائج الاقتصادية لهذا المشروع تبرز تدريجيا، والتي يتجلى بعضها في التبادلات والحركة الكثيفة للمركبات التي تعبر يوميا هذا الطريق، كما أضاف مدير الأشغال العمومية لولاية البيض. 

 وسيشكل ذات المحور مع مرور الأيام القلب النابض لتموين مختلف ولايات الجنوب الغربية، بمختلف المواد الاستهلاكية ومواد البناء بل وحتى الطاقوية، مما يمكن من التطلع لمستقبل واعد عبر هذه الجهة التي كان الوصول إليها يؤرق مستعملي الطرقات، بسبب بعد المسافات من جهة وقساوة الطبيعة من جهة أخرى.

 

 

 

 

 

من نفس القسم محلي