محلي

استمرار ظاهرة الانجراف يهدد منطقة بني شقران

معسكر

 

 تعاني منطقة بني شقران الجبلية التي تشكل نسبة 32 من المائة من المساحة الإجمالية لولاية معسكر من استمرار ظاهرة انجراف التربة الوضع الذي أضحى يؤثر سلبا على الكثير من النشاطات لا سيما في قطاعي الفلاحة والري. 

 وذكر السيد محمد طامة مهندس في الغابات ورئيس مصلحة توسيع الثروة الغابية بالمحافظة الولائية للغابات أن هذه المنطقة الجبلية المهددة بالانجراف والتي تبلغ مساحتها 166 ألف هكتار تشكل نسبة 32 من المائة من المساحة الإجمالية للولاية البالغة 513.5 ألف هكتار وتمتد على تراب 17 بلدية من ضمن البلديات الولاية الـ 47 ويسكنها حوالي 140 ألف نسمة معظمهم ينشط في مجال الفلاحة والرعي. 

 وتعاني هذه المنطقة الواقعة في أغلبها شرق ووسط الولاية والتي تغطي الغابات نسبة 25 من المائة منها من انجراف كبير للتربة ناتج عن طبيعة التربة التي تشكل جبال المنطقة والتي تتميز بالهشاشة والضعف، حسب نفس المسئول.  

 تشكل أخاديد عميقة وتراجع طاقة تخزين السدود 

 وقد تشكلت إثر الانجراف المتواصل أخاديد عميقة وواسعة أثرت على مساحات واسعة وجعلتها غير قابلة للاستغلال الفلاحي كما تم تسجيل وصول كميات كبيرة من الطمي نحو المسطحات المائية التي تراجع حجم تخزينها وخاصة منها سد فرقوق الواقع شمال مدينة المحمدية الذي أصبحت طاقة تخزينه لا تزيد عن 1 مليون متر مكعب بعد أن كانت 

17 مليون متر مكعب وسد بوحنيفية الذي تراجعت طاقة تخزينه من 100 مليون متر مكعب إلى حوالي 45 مليون متر مكعب فقط. 

 ويعود سبب انتشار ظاهرة الانجراف إلى عوامل طبيعية وأخرى مناخية علاوة على العامل البشري وفق ذات المصدر الذي أشار إلى أن طبيعة تربة المنطقة هشة وضعيفة وقابلة للحمل بواسطة المياه والرياح كون 12 من المائة منها طينية و16 من المائة منها جيرية. 

وأضاف أن المنطقة تتميز بانحدار شديد يتجاوز نسبة 25 من المائة على حوالي 115 ألف هكتار (67 من المائة من مساحتها الإجمالية) ما يجعل سرعة جريان الماء كبيرة وقدرتها على حمل التربة والطمي أكبر. كما تعاني المنطقة من قلة المياه الجوفية وقلة التساقط السنوي للأمطار التي تتراوح بين 300 و400 ملم سنويا ما قلص من 

الغطاء النباتي والأشجار الغابية والمثمرة التي لا تشكل سوى 10 من المائة من منطقة بني شقران وهي الأشجار التي تساعد على تماسك التربة وتمنع انجرافها. 

 وتعاني المنطقة أيضا حسب نفس المتحدث من الرعي العشوائي الذي يساهم في استنزاف الغطاء النباتي وكذا من النظام الزراعي غير المتوائم مع طبيعة المنطقة ومن قلة الأشجار المثمرة، إضافة إلى كثرة الأراضي الخاصة غير المقسمة على الورثة ما عرقل الإجراءات والمشاريع التي برمجتها الدولة للمنطقة لمحاربة ظاهرة الانجراف 

وحماية أحواض السدود. 

 برامج تنموية لمواجهة الانجراف...

 واستطاعت محافظة الغابات لولاية معسكر عبر ثلاثة برامج تنموية هامة أنجزت خلال الفترة ما بين سنة 1995 وسنة 2013 تتمثل في برنامج التشغيل الريفي وبرنامج المشاريع الكبرى وبرنامج الإنعاش الاقتصادي إضافة إلى البرامج القطاعية معالجة 2471 هكتارا من الأراضي من خلال غرس أشجار غابية و6643 هكتارا بالأشجار المثمرة والكروم وإنجاز قرابة 140 ألف متر مكعب من تصحيحات المجاري المائية للتقليل من سرعة المياه عبر المنحدرات وتقليل الانجراف. 

 كما تم خلال نفس الفترة فتح 232 كلم من المسالك الغابية والريفية للمساهمة في رفع العزلة عن سكان المنطقة وتثبيتهم بها وإنجاز 30 نقطة لتجميع المياه لصالح الفلاحين والمربين إضافة إلى توزيع 156 وحدة من الحيوانات لتشجيع تربية الحيوانات من قبل العائلات الريفية المقيمة بالمنطقة الأمر الذي مكن من استرجاع 555 2 هكتارا 

 من الأراضي الفلاحية التي كانت غير مستغلة وخلق 571 4 منصب عمل لصالح العائلات المستفيدة من مختلف هذه العمليات والبالغ عددها 018 3 عائلة. 

 وبرمجت محافظة الغابات لولاية معسكر حسب رئيس مصلحة توسيع الثروة الغابية عملية ثانية لإعادة الاعتبار لبلديات منطقة بني شقران وحمايتها من الانجراف تشرع في تجسيدها السنة المقبلة وتتواصل حتى سنة 2019 وتشمل معالجة 879 1 هكتارا من الأراضي الجبلية من خلال عمليات غرس أشجار ونباتات غابية ومعالجة 208 هكتارا من الأراضي وتوجيهها لغرس أشجار الزيتون وإنجاز 241 كلم من المسالك الغابية والريفية و39 نقطة لتجميع مياه الأمطار. 

 كما سيتم إنجاز أشغال تصحيح المجاري المائية بحجم 178 ألف متر مكعب والعمل على استرجاع حوالي 120 هكتارا من الأراضي الفلاحية غير المستغلة حاليا عبر عمليات لتحسين التربة ومنح 307 وحدات لتربية الحيوانات وخلايا النحل لإعادة تشكيل قطعان الحيوانات في المناطق الجبلية وهي الأشغال التي ستستفيد منها 735 عائلة وتساهم في خلق 3513 منصب شغل.

 

من نفس القسم محلي