محلي

عين القصير.. رغم مقوماتها الفلاحية إلا أن سكانها يعيشون الحرمان

المدية

 

الزائر لمنطقة المالحة الواقعة ببلدية عين القصير جنوب شرقي ولاية المدية ينبهر بتلك المساحات الشاسعة والتي تنتظر المساعدة فقط لإعادة إحيائها بالنظر إلى وفرة المياه الباطنية وكذا مناخها الدافئ، وهو ما جعلها تتبوأ مكانة فلاحية هامة جدا، كما أنها تتميز بأجود سلالة الخراف حسب ما أكده لنا البياطرة والمربون بالمنطقة والذي يفرض على مسؤولي القطاع الفلاحي بالمدية اهتمام أكبر من خلال توجيه مشاريع فلاحية ودعمها بما يناسب خصوصيات المنطقة التي مسها نزوح جماعي للسكان هروبا من الإرهاب خلال العشرية السوداء ما حوّل المنطقة إلى مكان خال من السكان اللهمّ بعض المساكن المتفرقة، فالكل دخل المدن تاركا أرضه ومنزله وباع كل ما يملك، وبعد استتباب الأمن بالمنطقة عاود الحنين السكان إلى العودة، وهو ما أقدم عليه عشرات العائلات في وقت تردد الكثير منهم نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي يعانونها.

 وقد رفع سكان مداشر كل من أولاد سي سليمان، المصابحية والعشايبة وكذا قريتي أولاد يحيى ولرياق إلى رفع مطالبهم التي تعتبر مشروعة جدا وضرورية لتثبيت العائدين إلى بيوتهم وتحفيز المترددين في ذلك قصد تسهيل عملية مزاولة نشاطاتهم الفلاحية والمعيشية في ظروف أحسن لدفع القطاع الفلاحي، وهو الأمر الذي كثيرا ما يؤكد عليه رئيس الجمهورية في خطاباته التي تصب مجملها في التوجه إلى القطاع الفلاحي ودعمه بشتى الطرق استعدادا لما بعد البترول، وهو الأمر الذي تستطيع الجزائر تقوية اقتصادها ورفع التحدي من خلاله باعتبار المقومات الفلاحية الكبيرة للبلاد وأهم مطالب سكان المالحة تنحصر في تعبيد المسالك والطرق المؤدية من وإلى المنطقة كطريق المالحة وخنيزات الذي شق مؤخرا وكذا الطريق الذي يربط المنطقة ببلدية عين القصير الذي ينتمي إليها الدوار ويشكل أكثر من ثلث التعداد السكاني للبلدية على مسافة قدرها حوالي 12 كلم، كما طالب السكان بربطهم بأنابيب الماء الشروب الذي لا يبعد عن أغلب المنازل سوى ب 2 كلم حيث يضطر هؤلاء لجلبه من الآبار البعيدة عن سكناتهم فوق الأحمرة وكثيرا ما يقوم الأطفال بالعملية، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم نظرا للطرق البدائية التي يستخرجون بها الماء. وعلى ذكر الأطفال فمدرسة هؤلاء موصدة أبوابها منذ العشرية السوداء ليدفع هؤلاء للتنقل إلى مدارس البلدية التي تبعد عن منازلهم بما يفوق الـ 12 كلم، الأمر الذي يزيد من معاناتهم خاصة في فصل الشتاء. وفي ظل الحال الكارثية التي توجد عليها المسالك المؤدية من وإلى المالحة وما عكر صفو حياتهم اليومية ربطهم بشبكة الكهرباء، أما فيما يخص الجانب الصحي فإن السكان يطالبون من الهيئات الوصية بناء مستوصف علما أن المنطقة معروفة بإنتشار العقارب وما تمثله من خطر حقيقي على حياتهم.

من نفس القسم محلي