محلي

سكان حي مرايل بتيجلابين يطالبون بتدخل المسؤولين لفك العزلة والتهميش عنهم

بومرداس

 

ناشد سكان حي المرايل الواقع بأعالي جبال بلدية تيجلابين التابعة لولاية بومرداس بضرورة التفاتة السلطات المحلية لانشغالاتهم، مؤكدين غياب المرافق الضرورية جعلهم يعيشون خارج نطاق الخدمة أي خالية من كل تحضر، محملين السلطات المحلية المعاناة الكبيرة التي يتخبطون به في يومياتهم إزاء التهميش والتجاهل التام لكل مطالبهم التي رفعوها في مرات عدة، إلا أنها لم تحرك ساكنا لتحسين الوضع، وهو ما زاد من استيائهم وتذمرهم خاصة أن الأميار المتداولين على المجلس البلدي قطعوا لهم وعود كثيرة بإدراج حيهم في أجندتهم الخاصة بسير ودفع عجلة التنمية لكن الواقع يعكس ذلك.

سكان الحي أكدوا أنهم فقدوا الأمل كليا في بعث التنمية في منطقتهم السكنية، فبالرغم من الكثافة السكانية التي يضمها إلا أن التهميش والعزلة طالت هؤلاء في ظل افتقارها للمرافق الحيوية في حياتهم اليومية وفي مقدمتها غياب قنوات الصرف الصحي، وهو ما أجبر السكان على استعمال الحفر الصحية للتخلص من مياه الصرف الصحي أو التخلص منها بصفة عشوائية وصبها في العراء، الأمر الذي يهدد صحتهم وسلامتهم بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث بمختلف زوايا الحي، ناهيك عن الانتشار الواسع للحشرات الضارة والحيوانات الضالة كالجرذان والخنازير التي باتت تتجول في عز النهار، حيث تساءل هؤلاء عن مصيرهم في ظل التجاهل التام للسلطات الوصية التي لم تتدخل للقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد بكارثة ايكولوجية في حال استمرار الوضع.

كما طرح السكان مشكل غياب الماء الشروب والمعاناة التي يتحملونها كلما حل فصل الحر، حيث يضطرون في الشتاء إلى جمع مياه الأمطار لاستعمالها في الغسيل والتنظيف. أما للشرب فإنهم يقتنون المياه المعدنية، أما في فصل الصيف فحدث ولا حرج فإنهم يجدون صعوبات في جلب المياه من الآبار والينابيع التي معظمها تجف، الأمر الذي يجبرهم على شراء صهاريج المياه بأثمان باهظة لا تتماشى مع مستواهم المعيشي، لا سيما أن الصهريج الواحد من المياه لا يكفي حتى لسد حاجات أسبوع واحد من الشهر وهو ما زاد من غضبهم من استمرار أزمة المياه بالرغم من أن البلدية تقع على بعد أمتار من عاصمة الولاية التي تضم أحياء تتوفر بها شروط العيش العصرية.

أما الحديث عن الغاز الطبيعي فهو حلم بعيد المنال بالنسبة إليهم، بالنظر إلى الجمود التنموي الذي يشهده الحي، ففي الوقت الذي استفادت العديد من البلديات من مشاريع لتغطية قراها ومداشرها بالغاز فإن سكان المرايل مازال الكثير منهم يستعمل الحطب في التدفئة ومحرومين من التدفئة بالأجهزة الحديثة التي تتوفر في البيوت العصرية، كما أنهم يتحملون عناء اقتناء وجلب قارورات غاز البوتان من مناطق بعيدة، باعتبار أن البائعين الخواص يرفضون التنقل إلى هذا الحي لتقديم الخدمات بالنظر إلى الوضعية الكارثية التي تشهدها طرقات الحي التي تفتقر كليا إلى التهيئة  مما زاد من عزلتها.

بالمقابل أوضح رئيس بلدية تيجلابين أنه على دراية بالنقائص التي يعرفها حي المرايل، مؤكدا أنه تم تسطير عدة مشاريع من أجل بعث التنمية بها حيث تم برمجة مشروع تهيئة الطريق الرئيسي المؤدي إليه الذي خصص له غلاف مالي قدر بـ 600 مليون سنتيم ستنطلق الأشغال به عن قريب. أما فيما يخص مياه الشرب فقد أضاف المتحدث أنه حاليا تجري أشغال انجاز خزانين لضخ المياه كبيرين سيمول كل قرى بلدية تيجلابين، حيث تقدر تكلفة انجازهما بأزيد من 16 مليار سنتيم، في حين أشار إلى أنه تم برمجة عدة مشاريع لربط الأحياء بالغاز الطبيعي ولكن حسب الأولوية باعتبار أن ميزانية البلدية لا تكفي لتلبية كل حاجيات سكان البلدية.

في انتظار التجسيد الفعلي لهذه المشاريع يبقى أمل السكان في توفير المرافق العمومية التي تساهم في تحسين إطارهم المعيشي ورفع الغبن عنهم، مشيرين إلى أن حياتهم خالية من أي تحضر.

كما طالب سكان حي "الخروب" المتواجد ببلدية يسر جنوب شرق ولاية بومرداس برفع الغبن عنهم وتدارك النقائص العديدة التي يشهدها حيهم على غرار باقي أحياء البلدية، حيث اشتكوا من غياب التهيئة والعديد من المرافق الرياضية، الثقافية، الصحية والترفيهية التي لطالما حلموا بها، حيث وصف السكان حيهم بالمهمش والمعزول والبعيد عن أنظار المسؤولين الذين قالوا عنهم إنهم لا يأتون لزيارتهم وتفقد حالة الحي أو الاستماع لانشغالاتهم إلا خلال الحملات الانتخابية التي يقطعون فيها الكثير من الوعود المعسولة التي سرعان ما تذهب أدراج الرياح فأبسط الأمور يقول السكان لم تتم تهيئتها كالمساحات المخصصة للعب الأطفال مثلا، ما حرم أبنائهم من الاستمتاع باللعب، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث من الحي طوال أيام الأسبوع وعلى مدار السنة والحشرات اللاسعة وحتى الأفاعي التي أكد السكان على وجودها بداخله، كل ذلك تسبب في انتشار العديد من الأمراض المعدية، خاصة في أوساط الأطفال الصغار، وهو الأمر الذي زاد الطين بلة -على حد تعبيرهم.


من نفس القسم محلي