محلي

الأمطار الأخيرة تساهم في ارتفاع مخزون السدود

تلمسان

 

ساهمت الأمطار التي تهاطلت على مختلف جهات ولاية تلمسان خلال الأيام الأخيرة وعلى مراحل متفرقة في ارتفاع مخزون المياه بالسدود الموزعة عبر الإقليم الإداري من الولاية والتي يصل عددها إلى خمسة سدود موزعة بين جهاتها ليصبح بذلك مجموع المياه المخزّنة بالسدود الخمسة أكثر من 350 مليون متر مكعب. ويعتبر سد بني بهدل المتواجد جنوب غرب الولاية أحد أكبر سدود تلمسان وأقدمها على الإطلاق حيث يعود تاريخ بنائه إلى الحقبة الاستعمارية، والذي تبلغ طاقته النظرية 56 مليون مكعب، كما أنه من بين السدود المستفيدة من مياه الأمطار نتيجة الوديان التي تتدفق عليه وأيضا ذوبان الثلوج بالمرتفعات المحاذية له، وأصبح حاليا يحوي على أكثر من 44 مليون متر مكعب من المياه التي تدعم بها نتيجة، ويمثل هذا السد المتواجد في منطقة سبدو السهبية أهمية قصوى على أكثر من صعيد، حيث يضمن استغلاله في سقي مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية بالجهة والموزعة على عدة بلديات، لا سيما بني سنوس وسيدي الجيلالي، ويساهم أيضا في ضمان توفر وتكاثر الثروة الحيوانية بفضل آلاف قطيع الأغنام التي تعيش بهذه الجهات والتي ترتوي من مياهه، ولم يكن سد سيدي العبدلي الواقع في الجهة الشمالية الشرقية من تلمسان والذي تقدّر طاقة استيعابه بنحو 110 ملايين متر مكعب أقل حظّا من سابقه، حيث أصبح يتوفّر حاليا على مخزون معتبر وصل إلى نحو 100 مليون متر مكعب وهو ما يمثل أزيد من 90 من المائة من طاقة الاستيعاب، وهو ما يضمن موسما فلاحيا معتبرا بالجهة لا سيما المنطقة الشمالية والشرقية من الولاية والمعروفة بإنتاجها الوفير من الحبوب بأنواعها لا سيما مساحات عمير وشتوان وكذا عين تالوت والمصنفة ضمن الزراعات الإستراتيجية وأيضا إنتاج الحمضيات بكل من بن سكران وشتوان وري أشجار الزيتون بجهات قريبة منه والتي تحتل هي الأخرى مساحات معتبرة، وهو ما ترك ارتياحا لدى فلاحي المنطقة الذين تشبّعت مزارعهم بالمياه سد حمام بوغرارة يسجل نسبة قياسية وصلت إلى 170 مليون متر مكعب، أما سد حمام بوغرارة والواقع في الجهة الغربية من الوطن والذي تقدر سعته بما لا يقل عن 177 مليون متر مكعب، ويعتبر بذلك واحدا من أحدث السدود والانجازات الضخمة بالجزائر، فأصبح يحوي خلال هذه الفترة أكثر من 170 مليون مكعب وهو ما يعادل قرابة 50 من المائة من الكمية الإجمالية، وتدفقت مياهه إلى جنباته في منظر لم يسبق له مثيلا منذ ان تم تدشينه منذ سنوات قليلة حين كان الوزير الأول عبد المالك سلال وزيرا على القطاع آنذاك، ويعتبر هذا السد مفخرة قطاع الموارد المائية ببلادنا وهو الآخر مرشح للارتفاع في احتياطه مقارنة بالوديان التي تصب فيه لا سيما وادي التافنة ووادي المويلح اللذان يضخان آلاف الأمتار المكعبة يوميا والقادمة من الجبال والسفوح ومرتفعات ترارة غرب تلمسان، وكميات أخرى يتدعم بها انطلاقا من حواجز مائية صغيرة أنجزت بمحيط مغنية وحمام بوغرار، إضافة إلى المياه المخزنة في باطن الجبال والتي تتسرب هي الأخرى من المنحدرات مباشرة إلى السد. ومن جانب آخر فقد سجل سد سكاك الجديد والواقع ببلدية عين يوسف شمال الولاية نحو 25.5 مليون متر

مكعب. وعلى الرغم من أن هذه الكمية تبدو قليلة مقارنة بالسدود الأخرى إلا أن نسبة الامتلاء به وصلت إلى 100 من المائة الأمر الذي استدعى تصريف كميات معتبرة من الفائض من هذا السد نحو وادي التفنة القريب منه وسمح ذلك للفلاحين باستغلال هذه المياه ومضاعفة تشبع أراضيهم الفلاحية، أما سد المفروش والذي يعتبر أصغر السدود الخمسة وأقلها حجما، والذي يعتبر أقرب السدود إلى مدينة تلمسان وممولها الرئيسي بهذه المادة الحيوية، فقد وصل الاحتياطي به إلى 14 مليون مكعب أي مائة من المائة كطاقة قصوى، ما استدعى فتح حواجزه وبوابات الأمان خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة لصرف الفائض من المياه مرورا بشلالات الأوريت السياحية وساهم ذلك في إنعاش السياحة من جهة وسقي مئات البساتين الصغيرة بنواحي المضيق وشتوان، عبر ممرات طبيعية ومنه. 

 

المخزون يسمح بضمان تطبيق برنامج التوسع الفلاحي

جعلت هذه الكمية الهامة من المياه المخزنة الجهات المسؤولة على الاطمئنان، لمصير القطاع الفلاحي بالولاية ويسمح أيضا بتجسيد مشروع توسيع محيطات السقي الفلاحي مستقبلا تبعا للإستراتيجية التي اتبعتها الدولة والتي تشارك فيها عدة قطاعات، والتي تضمن ري وسقي ما لا يقل عن 2500 هكتار بعدة مناطق للتوسع في كل من

الحناية والزوية والرمشي ومغنية والتي تستفيد من برنامج ري من هذه السدود بما مقداره ثلاثة ملايين متر مكعب سنويا، كما سمح ذلك أيضا في إعادة الاعتبار لمشروع هام يقضي بسقي مساحة سبعة آلاف هكتار والممتدة على مساحة تنطلق من جهة حمام بوغرارة إلى غاية غابات رشقون والتي تم اعتماد لها دراسة منذ عدة سنوات، إلا أنها

توقفت بسبب شح الموارد المائية آنذاك، قبل أن تتحسن الأمور فيما بعد، ومع ذلك تمثل الثروة المائية بتلمسان أكبر من ذلك بكثير حيث توجد ملايين الأمتار المكعبة مخزنة في جوف الأرض وآلاف الأمتار المكعبة الأخرى مخزنة في عشرات المسطحات المنتشرة عبر تراب الولاية.

 

من نفس القسم محلي