محلي

اهتراء الطرقات وانعدام التهيئة العمرانية والمخدرات ثالوث يؤرق سكان بوزعرورة

عنابة

 

يعتبر حي بوزعرورة أحد التجمعات السكنية الفقيرة التابعة إداريا لبلدية البوني بولاية عنابة يعود تاريخ نشأته إلى سنوات السبعينيات، فهو من أفقر الأحياء الشعبية بالبلدية ويأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد البنايات الفوضوية ويصنف في خانة الإهمال برغم مكانه الإستراتيجي الهام القريب من البلدية الأم وحالة التوسع العمراني التي شهدها في السنوات الأخيرة، إلا أن الصورة الراسخة في أذهان الكثيرين، لا تزال تشير إلى أنه بؤرة للإجرام والاعتداءات الخطيرة، بواسطة السيوف والخناجر، وترويج المخدرات، من قبل المنحرفين، والسرقات التي تسجل في جنح الليل من قبل العصابات الخطيرة التي تنشط بطريقة واسعة لفرض منطقها على السكان لسبلهم أغراضهم الخاصة، بسبب انعدام مركز للأمن بالحي، رغم المجهودات المبذولة -يقول السكان- لعناصر شرطة أمن الدائرة الدين تمكنوا في أخر عملية لهم العام الماضي من إحباط ترويج 11 كلغ من الكيف المعالج وتوقيف شقيقين وتقديمهما للعدالة.

كل هذه المنغصات جعلت سكان بوزعرورة، يطالبون في كل المناسبات بضرورة الإفراج، عن مشاريعهم التنموية المتوقفة، الأمر الذي ساهم في تحويل حياتهم إلى جحيم، في ظل النقائص التي يشهدها الحي، من اهتراء الطرقات، وانعدام الأرصفة، إلى جانب مشكل نقص وسائل النقل، بالإضافة إلى غياب الإنارة العمومية.

10 آلاف نسمة تشكو العزلة وتطالب بنصيبها من التنمية

بلغ عدد مواطني حي بوزعرورة- حسب مصادر منتخبة- بعد التوسع الكبير الذي شهده منذ سنة 2010 إلى حوالي 10 آلاف نسمة منها حوالي 1000 عائلة تقطن ببيوت فوضوية تم تشييدها مند سنة 2008 أي بعد إحصاء 200، حيث لا تقف فقط معاناة سكان الحي المذكور عند ظاهرة البناءات الفوضوية وانعدام الإنارة والنظافة وغيرها من المشاكل كانتشار الكلاب الضالة والخنازير والتسربات المائية، التي حولت الحي إلى مستنقعات مائية تزيد حدتها عند سقوط الأمطار، ما يجعل كل الشوارع والأزقة عبارة عن سيول جارفة.

وفي هذا الشأن أعرب السكان عن استيائهم وتذمرهم من الظروف الاجتماعية الصعبة بسبب ركود الحركة التنموية منذ عدة سنوات وغياب ملحوظ لبعض المرافق العمومية الضرورية كمركز للبريد وحتى العيادة الجوارية الوحيدة أصبحت لا تكفي لتلبية طلبات المرضى، فضلا عن عدم وجود المناوبة الليلية بها ونقص التهيئة العمرانية في شبكة الطرقات والممرات بين مسالك الأحياء ونقطة تجمع للقمامة التي لم يستبعد نزلاؤها وقوع كارثة إيكولوجية بها وفضلا عن النقص الفادح في وسائل النقل وانعدام.

قرصنة مفضوحة للكهرباء ونهب العقار متواصل 

خلال زيارتنا للحي توقفنا على حجم تلك المعاناة، قرصنة مفضوحة للتيار الكهربائي تندر بكارثة في حال عدم تدخل سونلغاز لتخليص الحي من الأسلاك العنكبوتية القاتلة فضلا عن أن جميع محلات الرئيس التي استفاد من الشباب البطال لا تزال مغلقة ومنها من طالها التخريب وتحولت إلى مرتعا لترويج المخدرات ومختلف السموم زيادة عن الفوضى في العمران فالكل لا يتقيد بقوانين العمران المعمول بها كل من يحلوله يقوم بإنشاء ورشة والشروع في البناء ولا يهمه أحدا والاستيلاء على الجيوب العقارية يتم جهارا نهارا دون حسيب أو رقيب حسب ما صرح لنا به بعض المواطنين فإن مصالح البلدية غائبة تماما، فالبيوت الفوضوية تشيد أمام مرأى ومسمع السلطات المنتخبة ومنهم من اتهم البلدية بالتواطؤ في هذا الأمر، داعين والي الولاية بإيفاد لجنة تحقيق للوقوف على ما يجري من تجاوزات.

أحد المواطنين صرح لنا بأن والي عنابة الجديد محمد صنديد منيب زار الحي مؤخرا في زيارة سرية ومفاجئة وتفقد الفرع البلدية ووقف على القمامة المكدسة وظاهرة البنايات الفوضوية التي حولت الحي إلى تجمع عشوائي يعاني من الفوضى والإهمال.

فكل زائر لحي بوزعرورة يعرفه الجميع بأنه غريب وكل الأنظار تظل مشدودة إليه مند ولوجه الحي إلى غاية خروجه خاصة في الزوايا التي يعتبرها المنحرفين مملكة لهم يقومون من خلالها بترويج المخدرات ومختلف أنواع السموم، فكل شخص أو سيارة غريبة عن المنطقة ينظر إليها بالريبة من طرف المنحرفين خوفا من ملاحقات مصالح الأمن لهم والكل له طريقته في التحذير من الغرباء.

السكان والثعابين يعيشون جنبا إلى جنب في بيوت هشة

جولتنا إلى حي بوزعرورة، فضحت المستور، وعرّت النقاب عن معاناة مئات العائلات التي تقطن البناءات الهشة والأكواخ الفوضوية، حيث تعيش هذه العائلات مع العقارب والثعابين وتتوسطها قنوات الصرف الصحي ما ينذر بكارثة بيئية حقيقية قد تكون تابعيتها ثقيلة جدا ما دفع بالسكان إلى التعبير عن امتعاضهم الشديد إزاء إقصائهم من أحقية الاستفادة من البرامج السكنية المختلفة الأنماط كالاجتماعي والريفي، للتملص من الأوضاع المزرية.

غيرنا الوجهة نحو تجمع سكني جديد كان قد رحلت إليه مئات العائلات خلال سنة 2007 في إطار مشروع مدعم من وزارة السكن والعمران ويتعلق بالسكن الريفي الجماعي، قاطني تلك السكنات صرحوا بأنهم يعيشون "الحقرة" بعينها بعدما تسلموا بيوت عبارة عن مستودعات لا تصلح إلا لتربية المواشي تفتقر لكل شيء فضلا عن تهرب مديرية السكن والعمران من ربط مساكنهم بالإنارة المنزلية، الأمر الذي جعلهم يلجئون إلى القرصنة ليجدوا أنفسهم متابعين من طرف مؤسسة سونلغاز قضائيا ومحكوم عليهم غيابيا بغرامة مالية قدرها 5 ملايين سنتيم، كما بدأت معاناتهم بعد تعرض جدران مؤخرا إلى التشققات.

 44 وحدة ريفية تحدث فتنة بين أبناء الحي الواحد

إفراج مصالح بلدية البوني مؤخرا عن قائمة 44 وحدة ريفية لفائدة سكان الحي خلف حالة من السخط في أوساط السكان الدين طالبوا بإلغائها متهمين البلدية بالمحسوبية والبيروقراطية لأنها ضمت أسماء لا تقطن بالحي أي غرباء عن المنطقة، حيث نظم العشرات من السكان مطلع العام الجاري عدة احتجاجات أمام مقر البلدية احتجاجا على القائمة التي لا يلبي عددها كل الطلبات المودعة لدى مديرية السكن التابعة للبلدية في الوقت الذي يطالب فيه السكان أيضا بضرورة إعادة إحصاء جديد للبيوت الهشة تمهيدا لتمكينهم من الحصول من السكن الريفي

"مير البوني" يسطر برنامجا استثنائيا لمواطني بوزعرورة

أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية البوني السيد لطرش عبد العزيز أن حي بوزعرورة سيستفيد من عدة مشاريع تنموية في إطار المخطط البلدي للتنمية والبرنامج القطاعي وذلك بإنشاء ملعب جواري وقاعدة جديدة متعددة الخدمات الصحية فضلا عن انجاز سوق للباعة الفوضويين وإعادة تأهيل مشروع محلات الرئيس التي طالها التخريب وتدعيم التجمعات السكنية الجديدة على غرار 400 مسكن بالإنارة العمومية وإعادة تجديد شبكة الإنارة بحي المسطحات الأرضية وتخصيص غلاف مالي لإعادة الاعتبار لمقبرة الحي واقترح انجاز مؤسستين تربويتين جديدتين بسبب الاكتظاظ الكبير للتلاميذ بالمدارس القديمة. وأضاف مير البوني أن الحي يشكو عجزا في السكن يصل إلى 400 وحدة سكنية حسب طلبات المواطنين وأصحاب الأكواخ الفوضوية، مشيرا إلى أن هناك اقتراح لدى الجهات المختصة بغرض تخصيص حصة معتبرة من السكن الريفي لفائدة أصحاب البيوت الفوضوية على غرار حصة 44 مسكن وزعت في وقتا سابق.

 

 

 

من نفس القسم محلي