محلي

قرى أولاد فارس تستغيث من مستنقع الموت البطيء

الشلف

 

 

يعيش سكان كل من قري ومداشر خمسة نخلات، وقرية بوفيس، أولاد هني، حوش الغابة، الغوالة التابعة لإقليم بلدية أولاد فارس بولاية الشلف حياة صعبة، إذ يشكو قاطنوها نقصا فادحا في أدنى ضروريات العيش الكريم، كما أنهم يعانون من الظروف الحياتية الصعبة التي حوّلت يومياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق.

 وما زاد في معاناتهم الفقر والبطالة والتهميش، حيث تشكو هذه القرى جملة من المشاكل التي أثّرت سلبا على السير الطبيعي للحياة الاجتماعية للسكان الذين يفتقرون لفرص التنمية، لا سيما أن يومياتهم صعبة وتخلو من مظاهر التحضر، كما تنعدم بهم المرافق الترفيهية التي من شأنها أن تمتص الكم الهائل من الشباب العاطل عن العمل، فالسكان أنهكتهم المصاريف الكثيرة وطلبات عائلاتهم التي لا يقوون على تلبيتها، في حين لم يستطع السكان التخلص من القساوة الشديدة فالأيام بالقرى والمداشر صعبة خاصة أوقات البرد القارص والحرارة الشديدة، وهم يطالبون بالتفاتة جادة من قبل السلطات لإخراجهم من دائرة التهميش. كما يعيش سكان حالة من التخلف التنموي، جراء الركود والجمود الذي طال أمده على مستوى المشاريع التنموية بها، الأمر الذي جعل السكان يبحثون عن مخرج يقيهم شر الوقوع في المعضلات التي يحدثها تعطل المشاريع ويعمل على الإسهام في قتل فراغهم القاتل، حيث أن هذه المناطق حوّلها غياب الاهتمام بهم إلى قرى نائية بامتياز، إذ يشتكي السكان من غياب عدة متطلبات تعتبر من الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية جعلتهم يتذمرون صباحا ومساء، ويناشدون الجهات الوصية علّ وعسى تلقى أصواتهم هذه آذانا صاغية من شأنها أن تحقق مطالبهم، لذا يطالب القاطنون من الجهات المعنية ضرورة التدخل العاجل وإعادة الاعتبار لهذه القرى المنسية.

كما يطالب سكان هذه القرى من السلطات البلدية المعنية، تعبيد الطرقات التي تمر بحالة كارثية في كل بقعة، وضرورة التدخل العاجل من أجل التكفل بانشغالهم المتمثل في تهيئة الطرق الرئيسية لكل قرية لتمكينهم من التنقل بسهولة والخروج من قراهم بأمان، خاصة أن هذه الطرقات تتواجد في وضعية مزرية وكارثية منذ سنوات طويلة، معبرين عن معاناتهم المتواصلة في فصل الشتاء حيث تكثر الأوحال والبرك المائية والمستنقعات، جراء انعدام قنوات الصرف بها بالإضافة إلى الغبار المنبعث في فصل الصيف، هذه الوضعية صعّبت حياتهم وتنقلاتهم، حيث أكد هؤلاء بأن الوضع على ما هو عليه بالرغم من عديد الشكاوى والمراسلات التي رفعوها إلى المصالح المعنية، كما طالبوا من السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل من أجل برمجة مشاريع تهيئة الطرقات التي تحوّلت إلى هاجس يؤرّقهم، وقالوا إنهم في بعض الأحيان يصعب عليهم الخروج من هذه البقع بسبب الوضعية الكارثية التي تتواجد فيها الطرقات، وانعدام سبل أخرى للتنقل أو الخروج منها خاصة أثناء تساقط الأمطار التي تؤدي إلى امتلاء الحفر بالمياه والأوحال، ما يصعب على المارة السير عبرها، وإضافة إلى ما تعرفه الطرق من تدهور، تشهد القرى غيابا حادا في وسائل النقل، ما أصبح يؤرّق السكان، خاصة الأطفال المتمدرسين، حيث يعرف النقل غيابا شبه كلي ولا توجد بالقرى وسائل نقل عمومية، ما يجعلهم في الكثير من الأحيان يستعينون بسيارات "الفرود" وهذا إن وجدت، وفي ظل نقص وسائل النقل وانعدامها في بعض الأحيان يضطر بعض السكان إلى قطع مسافات طويلة على الأقدام بغية الوصول إلى الأماكن التي يتوفر فيها النقل، كما عبر سكان هذه القرى عن تذمرهم مما يحدث خاصة مع كبار السن والنساء، في حين يطالب هؤلاء من السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية النقل، توفير خطوط نقل لفك العزلة عن قراهم، حيث تكون التغطية على مدار اليوم لتسهيل

 تنقلاتهم رفقة عائلاتهم وقضاء حاجياتهم اليومية، ويلتمس العشرات بالقرى من الجهات المعنية ضرورة التدخل العاجل وإيجاد حلول كفيلة لحل هذا المشكل الذي طال أمده. كما يشتكي السكان من انعدام التغطية الصحية بالقرى، حيث أضحى الأمر يثير حفيظتهم واستياءهم، جراء ما يتكبّدون من ويلات التنقل تارة إلى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بمقر البلدية أو نحو مصالح الاستعجالات الطبية بعاصمة الولاية، حيث أن انعدام قاعات العلاج أضحت تنعكس سلبا على حياتهم وحياة أبنائهم على حد سواء، بسبب ما قد يتعرّضون له من مخاطر محدقة أو حوادث مختلفة تستدعي التنقل الفوري لتلقي الفحوصات اللازمة، وطالبوا من جهة أخرى من المسؤولين على قطاع الصحة، بضرورة بناء مركز صحي على الأقل بإحدى القرى المذكورة لتفادي وقوع كوارث صحية إثر تعرّض السكان إلى حوادث مفاجئة، وأصبح بعضهم يفضّلون تحمل عذاب الألم على المصاريف التي يتكبدونها وراء التنقل إلى عاصمة الولاية لأخذ العلاج، وهذا ما أثار حفيظتهم من الوضع المزري الذي يعيشونه رغم عديد الشكاوى المقدمة إلى مصالح البلدية، الى جانب مشكل التزود بالماء الصالح للشرب، حيث يتحصلون على الماء بطريقة بدائية من عيون جماعية متواجدة بالقرى ويستعملها جميع السكان، أو يضطرون إلى اقتناء صهاريج للمياه الصالحة للشرب بأثمان باهظة مقارنة بمداخيلهم اليومية المتواضعة، وكذا انعدام الإنارة العمومية في شوارع هذه البقع، الأمر الذي جعلهم يعيشون عزلة حقيقية في كل المناطق والشوارع جراء انعدام الأعمدة الكهربائية، وطالبوا من السلطات البلدية تسجيل مشاريع لتوفير الإنارة العمومية، قصد تفادي المشاكل الناجمة عن الظلام الدامس في معظم المناطق. وطالب بعض سكان، من السلطات المحلية ضرورة التدخل وانتشالهم من المشاكل التي يتخبطون فيها والتي أثّرت سلبا على حياتهم بالمناطق، ومن بين المشاكل التي يعاني

 منها سكان، مشكل السكن الذي يشتكي منه الكثير من أهل خمسة نخلات، وقرية بوفيس، وأولاد هني، وحوش الغابة، والغوالة، حيث قالوا بأن قائمة طالبي الدعم للبناء الريفي تزداد في كل سنة مع زيادة نسبة السكان بالقرى باعتبارهم مجمعات سكنية قديمة جدا، ولكن البلدية لا تلبي كل هذه المطالب. وعن هذا المشكل طالب العديد منهم إضافة حصص أخرى لسكان قصد استفادة عدد أكبر من السكان المحرومين من البناء الريفي. ولشباب هذه القرى نصيب من المشاكل، حيث طالب هؤلاء ببناء ملاعب "ماتيكو" للعب كرة القدم أو ملعب كبير يصلح للعب ويضم هؤلاء الشباب، وفي هذا الصدد، عبّر سكان القرية من الفئة الشبابية عن أسفهم من النقص الملحوظ في المرافق والهياكل الشبابية، الثقافية والترفيهية المجهزة التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة في ظل غياب فرص العمل بالمنطقة، حيث أضحى هذا النقص الحاد في المرافق الترفيهية يؤثر عليهم وينغّص حياتهم، أما عن المشهد الثقافي والمرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدّث ولا حرج، إذ يشتكي شباب القرى تهميشا كبيرا من طرف السلطات، فلا وجود لدار شباب ولا ملعب، ليسدوا فيه فراغهم في ظل انتشار البطالة في القرى، حيث يحتم عليهم التنقل إلى الحقول والمزارع غير المحروثة بحثا عن أوقات للرفاهية، وهذا ما اعتبره هؤلاء تهميشا و"حقرة" من طرف المسؤولين المعنيين جراء ما يعانيه شباب، ويطالب هؤلاء كل من السلطات البلدية ومديرية الشباب والرياضة إدراج مشاريع يستفيد منها هؤلاء. مشكلة أخرى يعاني منها شباب القرية وهي غياب فرص العمل، حيث أن ظاهرة البطالة تفشت بشكل واسع في صفوفهم، إذ أن بلديتهم تفتقر لكل أنواع الاستثمار، ولأجل الحصول على لقمة العيش يمارس البعض منهم المهن الحرة كالعمل في ورشات البناء، والبعض الآخر يمتهنون الفلاحة ويستغلون فرص الشغل الموسمي، كما عبّر شباب عن قلقهم الشديد تجاه مستقبلهم، الذي خيّم عليه نوع من الضبابية والغموض، نتيجة غياب فرص عمل حقيقية في القرية خاصة الجامعيين منهم، الذين تحصلوا على شهادات عليا في تخصصات مختلفة، ولكن بعد الانتهاء من الدراسة وجدوا أنفسهم يعودون إلى حياة الفقر في قراهم النائية، التي لا يوجد فيها أدنى فرصة للعمل حتى في ميادين أخرى غير تخصصاتهم. وعن هذا المشكل الذي طال أمده طالبوا من السلطات المعنية ومن المجلس الشعبي البلدي وعلى رأسهم "المير" توفير فرص عمل لائقة للشباب البطال.

 ز. خولة

من نفس القسم محلي