محلي
المناطق الرطبة غنى استثنائي في الثروتين النباتية والحيوانية
الطارف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 فيفري 2014
تحصي ولاية الطارف تسعة (9) مناطق رطبة مصنفة ضمن قائمة "رامسار" من أصل 50 موقعا على المستوى الوطني وهي مناطق تمتاز بغنى استثنائي من حيث الثروتين النباتية والحيوانية.
وفي هذا الصدد نبّه السيد فوزي حاو مسؤول المناطق الرطبة بالحظيرة الوطنية للقالة إلى "ضرورة تعبئة كل شخص من أجل ضمان تنمية مستدامة لهذا التنوع البيولوجي".
واستنادا لذات المسؤول يتعلق الرهان بـ "الاندماج ضمن خط مسار اتفاقية رامسار لعام 2014 الذي اختار موضوع "المناطق الرطبة والفلاحة: لننمي الشراكة".
وفيما تبقى المناطق الرطبة تلعب دورا هاما في العمليات الحيوية وتحافظ على الدورات الهيدرولوجية وتحتضن الأسماك والطيور إلا أنها تواجه عدة مخاطر على غرار الغابات الاستوائية.
وقد أضحت المناطق الرطبة تتعرض للتدمير بوتيرة غير مسبوقة حيث تحرم في بعض الأحيان من مياهها بسبب الإفراط في الضخ أو البناء غير المدروس للسدود حتى أنها توجه بشكل كلي لفائدة الفلاحة.
ووفقا للسيد حاو، فإنه خلال عملية الإحصاء الأخيرة التي تمت خلال عام 2006 تم إحصاء 1451 منطقة رطبة بالجزائر منها 762 منطقة رطبة طبيعية و يمكن أن يتجاوز عددها 1000 إذا أدرجت ضمنها الأودية والكهوف والواحات والمناطق الساحلية.
وتم تصنيف 50 موقعا ضمن قائدة رامسار للمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية على مساحة تتجاوز 2.5 مليون هكتار بـ 50 من المائة من المساحة الإجمالية التي تعتبر مناطق رطبة بالجزائر.
وتتميز المناطق الرطبة الجزائرية بتنوع بيولوجي كبير حيث يمكن إحصاء 30 نوعا من أسماك المياه العذبة و784 نوعا من النباتات المائية المعروفة وأكثر من 70 نوعا من الطيور الخاصة بالأوساط المائية دون نسيان أنواع أخرى ترتبط حياتها بشكل وثيق باستمرارية هذه الأنظمة الإيكولوجية.
وبالرغم من أهميتها بإعتبارها مناطق للتنوع البيولوجي الذي لا مثيل له تتعرض المناطق الرطبة لتدمير يضر بعدد كبير من أنواع النباتات والحيوانات، إلا أن أهم أثر لهذه الديناميكية هو زوال بعض النباتات النادرة جدا.
يذكر أن أول موقعين جزائريين تم إدراجهما ضمن قائمة رامسار يتواجدان بهذه الولاية وهما بحيرتي طونقة وأوبيرة.
وتحتوي ولاية الطارف على أكبر المناطق الرطبة بإفريقيا الشمالية حيث أن بحيرة طونقة وهي محمية متكاملة ذات أهمية دولية بالنسبة للطيور المائية تمتاز بغطاء نباتي هام وتوفر ملاذا شتويا مثاليا بالنسبة لأكثر من 25 ألف غرة وطير مائي.
وتشكل هذه البحيرة المتصلة بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة مسيدة وهو أيضا موقعا للتعشيش بالنسبة لعديد الأنواع من الطيور التي يعد البعض منها نادرا جدا على غرار البط الرخامي أبيض الرأس والدجاجة السلطانة وطائر مخفوق الخرشنة أو الطائر الخطاف أبيض الخد.
من جهة أخرى تعتبر المحمية المتكاملة لبحيرة طونقة أحسن مثال لمنطقة رطبة نادرة وفريدة من نوعها في صنف المناطق الرطبة الطبيعية لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تقع في مركب للمناطق الرطبة يأتي في المرتبة الثالثة بعد كل من بحيرة دلتا إيبرو في إسبانيا وكامارغ في فرنسا.