محلي

سكان حي بوسدرة ببلدية البوني يطالبون بمشاريع تنموية

سلطات نائمة ومواطنون يستغيثون

 

يعيش سكان حي بوسدرة ببلدية البوني الواقعة بولاية عنابة وسط أوضاع أقل ما يقال عنها كارثية، حيث طغى عليها الطابع البدوي فلا تزال تعاني العزلة والتهميش في حين وصلت البلديات المجاورة لها إلى مستوى راق، الأمر الذي أدى إلى استياء قاطنيها مطالبين بذلك مصالح بلديتهم الوقوف على انشغالاتهم ودفع بعجلة التنمية.

 وأجمع سكان بوسدرة من خلال رفع شكاويهم أن البلدية شرعت سنة 2011 في تهيئة المدخل الرئيسي للحي وهو ما استحسنه المواطنين لكن الفرحة لم تطل ـ على حد تعبيرهم ـ حيث أن سياسة "البريكولاج" المنتهجة من طرف المقاولين اتضحت جليا بعد سقوط أول قطرة مطر ما حوّل الطرقات لمجموعة من البرك والمستنقعات المائية ناهيك عن الأوحال والمطبات التي عرقلت حركة السير للمارين وأصحاب المركبات على حد سواء.

وفي هذا الإطار، أكد لنا السكان أنهم يجدون صعوبة في إقناع أصحاب سيارات الأجرة بإيصالهم للحي خوفا عليها من الأعطاب التي تصيب مركباتهم جراء وضعية الطرقات المزرية وهذا ما يزيد من معاناتهم خاصة عند حلول الظلام أين يجدون أنفسهم مضطرين للمشي على الأقدام للوصول إلى منازلهم، الأمر الذي جعلهم يعيشون في دوامة من الخوف على حياتهم المعرضة للخطر في أي لحظة، خاصة أن منطقتهم عرفت ارتفاع نسبة الاعتداءات في السنوات الأخيرة لا سيما على النساء الذين يعتبرون الفريسة السهلة لدى بعض الشباب المنحرف الذين لا يفوتون الفرصة للتعدي عليهن، مضفين حتى سيارات الإسعاف يصعب عليها الدخول، وهو ما وصل إليه أحد القاطنين الذي صرح لنا بما يلي: "وضعية الطرقات في بوسدرة أشبه بأن تكون قد تعرضت لقصف من حلف الناتو ولا ندري كيف لمسؤولي بلدية البوني بصفة خاصة وسلطات عنابة بصفة عامة أن يسمح لهم ضميرهم بالنوم ليلا".

هذا، ولا تتوقف المعاناة عند الكبار فقط فحتى الصغار بحي بوسدرة يدفعون فاتورة سياسة تسيب السلطات المحلية ببلدية البوني، حيث قال لنا أحد قاطني الحي "الصورة تبدو بشعة جدا خاصة في فصل الشتاء عندما ترى براعم بريئة تحمل محافظ ثقيلة وهي في صراع مع الطريق والمياه وفي أحيان كثيرة يسقط الصغار في البرك المائية بفعل عدم تمكنهم من ضبط توازنهم مع كثرة المطبات والصخور لانعدام رصيف مخصص للمشاة ودون أن يتحرك مسؤولي بلدية البوني الذين يبقى صمتهم جد محير".

 

غاز المدينة مشروع ينتظر التجسيد

لا يزال قاطنو حي بوسدرة ينتطرون تجسيد مشروع ربط حيهم بغاز المدينة بالرغم ـ حسبهم ـ من أن الأنبوب الذي يربط بلدية البوني بالمنطقة الصناعية موجود وقريبا جدا لكنه في نفس الوقت مفقود، وهو ما زاد من مشقة تنقلهم والدخول كل يوم في رحلة بحث على قارورة البوتان خاصة مع حلول فصل الشتاء أين يدخل هؤلاء في أزمة أخرى حيث يصل سعر القارورة الواحدة إلى حوالي 500 دج وتكون سلعة نادرة جدا لا يصل إليها إلا أصحاب النفس الطويل حيث يجب طلبها مسبقا والاستلام إلى إشعار غير مسمى.

الهاتف الثابت والأنترنت حلم بعيد المنال

 

عبّر شباب الحي عن استيائهم من غياب شبكة الانترنت بالمنطقة وطالبوا من المعنيين بضرورة التدخل لوضع حد للانتظار الذي ملوا وسئموا منه جراء عدم الاستجابة لنداءاتهم ورفض تحقيق طلباتهم المتكررة التي تقدموا بها بشأن إمدادهم بهذه الشبكة التي أضحت أكثر من ضرورة في وقتنا الراهن خاصة للمتمدرسين والطلاب التي تساعدهم كثيرا في أبحاثهم العلمية، ناهيك عن الترفيه في أوقات الفراغ لا سيما أن المنطقة تفتقر إلى مرافق التسلية.

من جهة أخرى، صرّح الطلبة أن حيهم ينعدم تماما من مقاهي الانترنت ما صعب عليهم الأمر، خاصة أنهم في الفترة الدراسية، ما يجبرهم على التنقل إلى الأحياء المجاورة والاستفادة من الانترنت لقضاء انشغالاتهم.

 عائلات بوسدرة تطالب بتعزيز الأمن

 

ندد السكان بالاعتداءات المتكررة التي تطالهم من أفراد عصابة زرعت الرعب بين المواطنين، كونهم يتعرضون لمضايقات وعمليات سلب يقوم بها أفراد عصابة يجردونهم من كل ما بحوزتهم من أموال وتجهيزات مهمة، حيث ألح أولياء التلاميذ على ضرورة توفير مركز أمني في حي بوسدرة وذلك خوفا على فلذات كبدهم خاصة مع تنامي ظاهرة اختطاف الأطفال في الآونة الأخيرة، وردع المجرمين الذين حرموهم من العيش في استقرار، وأصبحوا حسب تعبيرهم كالملح فوق جراحهم، وهذا بانجاز مركز أمني بوسط الحي لتفادي مخاطر وخيمة لا يحمد عقباها.

الانقطاعات المتكررة للكهرباء هاجس يؤرق السكان

يشتكي قاطنو بوسدرة من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، التي وصلت إلى عدة مرات في اليوم، بما فيها الانقطاعات الطويلة في الليل. وحسب أحد سكان الحي، فإن هذا المشكل غير جديد إلا أنه وصل إلى درجة لا يمكن تحمّلها: "نحن نعيش على هذه الحال منذ أمد بعيد، انقطاعات بالجملة خاصة في فصل الصيف، إلا أنه في الأيام الأخيرة طفح الكيل". وتتسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء في خسائر بالجملة للعائلات الذين ذاقوا ذرعا من هذه الانقطاعات، إلا أن بعضهم أكدوا أن الشبكة التي تربط حيهم بمحول كهربائي تعد ذات طاقة غير مكافئة للاستهلاك المرتفع من قبل سكان الحي، ما يستدعي اقتناء مولد كهربائي جديد قادر على تخفيف أعباء القاطنين بهذا الحي، الذي تسببه السكنات الفوضوية التي هي في تنامي مستمر في ظل غياب الرقابة من طرف مصالح بلديتهم.

 النفايات حدّث ولا حرج

أصبحت أكياس القمامات المنتشرة في كل مكان الديكور الجديد الذي يميز حي بوسدرة ليزيد بجانبها تكاثر الحشرات الضارة وخاصة الباعوض الذي نغص عليهم الحياة ليل نهار.

وفي السياق ذاته، أكدت المصادر ذاتها على غياب رجال النظافة ومسؤولي مصلحة النظافة ببلديتهم بشكل مستمر عن الحي التي تعج بالسكان ما يفسر بقاء القمامات والنفايات المنزلية قابعة في أماكنها لأزيد من أسبوع أو أكثر، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تقبض الأنفاس على خلاف منظرها المقرف والمشمئز له، كل هذا أدى إلى انتشار الأمراض وسط العائلات خاصة لدى الأطفال وكبار السن، إلى جانب الحيوانات الضالة التي اتخذت من القمامات مرقدا لها.

وإلى غاية كتابة هذه الأسطر تبقى معاناة سكان حي بوسدرة متواصلة وتبقى آمالهم معلقة تنتظر التفاتة جدية من طرف السلطات المحلية لبلدية البوني الذين لم يحركوا ساكنا منذ انتخابهم، واكتفوا فقط بالوعود الكاذبة أيام الحملة الانتخابية، حيث كشف قاطنو الحي أنهم قاموا بتدعيم الرئيس الحالي عبد العزيز لطرش بأصواتهم كون البرنامج الذي سطره من أجل تحقيق المشاريع التنموية في البلدية نال إعجابهم وكسب أصوات السكان الذين ينتظرون أن تتحقق الوعود التي أطلقها على أرض الواقع حتى يستفيد قاطنو هذه البلدية بحقهم في العيش الكريم.

 

من نفس القسم محلي