محلي
سكان بوجرير عبد السلام بوحجيب ببلدية بني حواء يعانون الفقر و"الميزيرية"
الشلف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 ديسمبر 2013
يواصل سكان بوحجيب، عبد السلام، بوجرير التابعين لبلدية بني حواء بالجهة الشمالية الشرقية لولاية الشلف، إرسال نداءاتهم المتكررة لإيصال انشغالاتهم إلى المسؤولين على كل المستويات، باعتبارهم من أكبر مناطق البلدية كثافة في السكان، ما جعلهم يشكلون وعاءً انتخابيا هاما، كما تعتبر قِبلة للراغبين في خوض غمار الاستحقاقات المحلية والولائية كل خمس سنوات، وهم محملين بعديد الوعود المعسولة التي تتبخر مع إعلان النتائج الأولية لتلك الإنتخابات حسب عدد من سكان هذه البلديات. فلا يزال سكان هذه القرى النائية يتخبطون وسط جملة من المشاكل ذات الطابع التنموي.
أشغال تعبيد الطريق حلم سكان قرية بني عبد السلام
عرفت مؤخرا قرية بني عبد السلام الواقعة على الطريق الساحلي رقم 11 الرابط بين تيبازة والشلف احتجاجات شعبية، فاقت مدتها أسبوع من التوتر والسخط، على خلفية تراخي السلطات المحلية في تنفيذ وعودها التي منحتها لممثلي الأحياء، الأمر الذي ولد ضغطا شعبيا أدى بالعشرات من المواطنين إلى تنفيذ تهديدهم بالخروج إلى الشارع، والذين طالبوا بتحسين الإطار المعيشي وإنهاء أزمة العطش التي تحاصر أكثر من 5 مداشر بالبلدية الساحلية، إذ قاموا بقطع الطريق الوطني في شطره الرابط بين تنس وتيبازة، ووصل الأمر بالعشرات من سكان قرية بني عبد السلام إلى وضع جذوع الأشجار والمتاريس وأضرموا النار في إطارات مطاطية على طول الطريق الوطني رقم 11. المتظاهرون طالبوا بحضور والي الشلف شخصيا إلى مسرح الاحتجاج للاطلاع عن كثب على أوضاعهم الاجتماعية المتدنية، مشيرين إلى أن رئيس البلدية أحجم عن الرد على رسائلهم الموجهة إليه في سبيل تلبية لائحة مطالبهم على غرار إصلاح شبكة الطرقات الآخذة في التدهور وتوفير مرافق حيوية أخرى مثلما هو الحال للمستوصف الصحي الموجود بهذه المنطقة المنكوبة بجميع المعايير ووضع حد لأشكال التقصير في تزويد أهالي بن عبد السلام بالماء الشروب، حيث طالب المحتجين محاسبة المنتخبين المحليين على تراخيهم في تسوية مشاكل مواطني المنطقة. كما شددوا على اتخاذ حلول سريعة في مجال إمداد بني عبد السلام بالماء الشروب والصرف الصحي وإصلاح شبكة الطرقات، حيث قامت حينها مصالح الدرك بطمأنة المحتجين بنقل كامل مطالبهم إلى السلطات الولائية في خطوة لتهدئة الوضع.
سكان قرية بوجرير يطالبون بمسلك يفك عزلتهم
كما يبقى سكان قرية بوجرير ذات تعداد سكاني يصل إلى 1000 نسمة، في حاجة ماسة إلى برمجة مشروع إنجاز طريق يربط قريتهم بالمنطقة الحضرية للبلدية، إذ تعرف المسالك الداخلية للقرية ومختلف أحيائها اهتراء كبيرا بسبب غياب التهيئة التي لم تخصص سوى للطريق الرئيسي الرابط بين القرية والبلدية الأم. ويقول السكان إنه في كل مرة تسقط فيها الأمطار تتحول هذه المسالك إلى برك مائية مملوءة بالأوحال يصعب المشي فيها، بالأخص للمتمدرسين بالطور الابتدائي على الارتياح تبقى معاناة المواطنين قائمة كما أن الحل ليس سهلا بالنظر إلى العجز المالي المسجل بالبلدية.
غياب النقل المدرسي والنظام الداخلي يعرض التلاميذ للتسرب المدرسي
يعاني تلاميذ هذه المداشر، من انعدام حافلات النقل، حيث أصبح هاجس التنقل إلى المدارس يؤرق السكان والتلاميذ على حد سواء، خاصة مع حلول فصل الشتاء، أين تزداد الأحوال تأزما مع توقيف بعض العائلات لأبنائها المتمدرسين بمرحلتي المتوسط والابتدائي عن التمدرس، والخاسر في مثل هذه الظروف هم الإناث بالدرجة الأولى.
وبالعودة إلى كارثية النقل المدرسي التي لا تزال ولاية الشلف تعيشها رغم استفادة القطاع من الحافلات، كشف لنا بعض أولياء التلاميذ، أن البلدية أبرمت خلال السنوات القليلة الماضية، اتفاقية مع مجموعة من الناقلين الخواص، تقضي بنقل التلاميذ إلى المتوسطات والثانويتين بالمنطقة الحضرية بالبلدية، لكن الملاحظ في الدخول المدرسي لهذه السنة، توقف أصحاب هذه الحافلات عن نقل التلاميذ، بحجة عدم تسديد البلدية حقوق الناقلين الخواص وهذا لنقص الموارد البلدية المالية.
وللإشارة، فإن مواطني هذه القرى والمداشر، يعانون في كل تنقلاتهم اليومية من ظاهرة قِدم كل الحافلات المستعملة واهترائها، لدرجة أنها أصبحت غير صالحة تماما لنقل بني البشر، وعليه، يناشد المواطنون، المسؤولين المعنيين وفي مقدمتهم مديرية النقل، اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الخدمات في هذا المجال.
الصحة مريضة بالقرى ومطالبة بإنجاز مستوصف ببوحجيب
كما يطالب السكان، بإنجاز مستوصف بهذه الناحية، يجمع مرضى القرى الثالثة، ويزيل عنهم عناء التنقل إلى المناطق المجاورة لتلقي العلاج أو أخذ حقنة، حيث يرى السكان، أن قرية أهل بوحجيب التي تتوسط القرى الثالثة، تبقى المكان المناسب لهذا المشروع الذي سيقلل حتما من معاناة مرضى المنطقة الذين يقطعون أكثر من عشرة كيلومترات للوصول إلى قاعات العلاج.
ولهذا، ناشد السكان، السلطات المحلية وكذا مديرية الصحة، التدخل العاجل لتجسيد هذا المشروع على أرض الواقع، باعتبار أن الصحة عامل ضروري في الحياة.
وفي هذا الشأن تقر مصالح البلدية بعدم قدرتها على تحسين حالة الطرقات وتوفير المياه الصالحة للشرب، وعلى حد قول مصالح البلدية المطلوب تدخل الدولة وتقديم إعانات مالية مالية وكافية للقيام بمشاريع الصيانة للطرقات وحفر على الأقل بعض الآبار بالمناطق النائية لتخفيف غبن أهل هذه المنطقة.
كما تدعمت العديد من البلديات بولاية الشلف، من مشاريع تنموية خصت قطاعات البيئة والأشغال العمومية والري، حيث خصص لها مبالغ مالية معتبرة، منها ما هي في طور الإنجاز وأخرى قيد الدراسة. فمشاريع الأشغال العمومية ستمس البلديات الشرقية الشمالية والتي تضررت بفعل الفياضانات التي عرفتها المنطقة مؤخرا، من طرقات ومنشآت فنية، حيث سيتم تخصيص مشروع لإعادة تلبيس العديد من مقاطع الطرق الولائية بالزفت المتضررة بفعل السيول ومنها الطريق الولائي رقم 44 الرابط بين تلعصة وتاغزولت، والطريق الولائي رقم 24 الرابط بين بني حواء وبريرة، كما هناك مشروع لصيانة بعض المنشآت الفنية بهذا الطريق الذي عرف إنزلاقات بعضها وصفت بالخطيرة.