محلي
سكان "الزمول برج الواد" بوادي الفضة مهمشون
الشلف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 ديسمبر 2013
يعيش سكان "الزمول برج الواد" ببلدية وادي الفضة بولاية الشلف، أوضاع مزرية منذ استقلال، فلا رؤساء الدوائر ولا المجالس البلدية المنتخبة المتداولة منذ ذلك الوقت استطاعت أن تضمد جراح سكان هذه المداشر الصغيرة التي لا تتوفر إلى اليوم حتى على أدنى الشروط الضرورية للحياة بداية باهتراء الطرقات التي يعود تاريخ إنجازها للعهد الاستعماري، بالإضافة إلى الفقر المدقع الذي يعيشه أغلب سكانها، فمنهم من لا يملك حتى ثمن "قهوة"، أو مبلغ تذكرة السفر إلى عاصمة الولاية لانعدام فرص التشغيل، حيث أن 90 من المائة من الشباب غادروها. إلى جانب معاناة أبنائهم المتمدرسين جراء العزلة المفروضة الأمر الذي دفعهم للمطالبة بتدخل مصالح الولاية لفك طلاسم مشاكلهم الداعية برفع الغبن في صدارتها مشكل المواصلات وإبتزاز أصحاب السيارات النقل غير القانونية. وفي معرض شكواهم الموجه للجهات المختصة، فالمشكل الحقيقي الذي يؤرق يومياتهم هو الإنتظار الطويل بمحطات النقل وترقب قدوم أي وسيلة نقل خاصة يمكنها نقلهم خارج المنطقة المعزولة وذلك بسبب غياب وسائل النقل العمومي بالخط الرابط بين هذه المنطقة وعاصمة البلدية، الأمر الذي جعلهم يعيشون في غبن يومي مع المواصلات والذي أثر بالشكل الكبير على قضاء مصالحهم.
وحتى إلتحاق تلاميذ التعليم المتوسط إلى مركز البلدية ومتابعة دراستهم، كما أضاف السكان حتى الطلبة الجامعيين، يعانون الأمرين في ظل عدم انتظام رحلة تنقلهم إلى القطب الجامعي بأولاد فارس، أين يجبر طلبة هذه المنطقة بأخذ ثلاثة محطات أو تحولات من أجل الوصول إلى الجامعة، المحطة الأولى من منطقتهم بالمدن نحو عاصمة البلدية، ومنها من عاصمة البلدية إلى عاصمة الولاية وبعدها التنقل في حافلة النقل الجامعي الثالثة إلى القطب الجامعي بأولاد فارس، كما أن القرى لا تتوفر حتى على قاعة للعلاج ما جعل مواطنيها يعتمدون على "الكلوندستان" لنقل مرضاهم إلى المستشفيات المجاورة. هذا في فصل الصيف، أما شتاء فبعض الحوامل توفين في منازلهن بعد عزوف أصحاب السيارات الخواص عن نقلهن إلى خوفا من أي اعتداء قد يتعرضون إليه في طريقهم. وبالنسبة للنقائص الأخرى فحدث ولا حرج، من كل الجوانب. أما السكن، فحظيت هذه المداشر بإعانة ريفية مرة واحدة منذ انطلاق المخططات البلدية للتنمية فكل المسؤولين يعلمون أن كل السكان فقراء، وكلهم يسكنون بيوتا طوبية قد تنهار في أي لحظة، ومع ذلك منحوهم هذه الحصة الهزيلة حسب تصريحاتهم، وقالوا إنهم أموات في مقبرة على بعد أزيد من 05 كلم من مركز البلدية، لا يزورنا المسؤولون إلا في المواعيد الانتخابية، وعليه فهم يطالبون بالالتفاتة إليهم.