دولي

فوضى السلاح تهدد نابلس بالضفة الغربية

بمشاركة السلطة

 

في أقل من 24 ساعة أصيب شاب من مدينة نابلس برصاصة في رأسه أطلقها عليه شبان طائشون كادت تفتك بحياته، وقبلها كانت إحدى المحال التجارية تتعرض لإطلاق نار دون معرفة الفاعلين، ما يؤشر على تعاظم فوضى السلاح والفلتان في المدينة رغم القبضة الحديدية للأجهزة الأمنية فيها.

هذا ما دعا البعض إلى التنويه إلى أن تلك القبضة الأمنية تستهدف أناس دون غيرهم، وهي بالأساس لملاحقة المقاومة والمعارضين لتوجهات السلطة وتنازلاتها، لكنها قبضة ناعمة تجاه المنفلتين وتجار السلاح و"الزعران"، الذين يهددون بشكل حقيقي سلامة وأمن المجتمع.

 

حيث أصيب يوم الأحد أصيب الشاب عميد عبد الله هواش -32 عاما- من منطقة رأس العين بالمدينة برصاصة في وجهه أطلقت عليه من مجموعة من الشبان "السُكارى"، الذين كانوا يعربدون بسيارتهم في المنطقة. وقال شهود عيان إن الحادثة وقعت بحدود العاشرة ليلا، حيث حاول هواش اللحاق بسيارة يقودها شبان في مقتبل العمر كانوا في حالة "سُكر" شديد، لكن أحدهم كان يحمل مسدسا فاطلق النار عليه، فأصابه في مقتل. حادثة جاءت بعد سويعات من تعرض محل "المسلماني للمكسرات" لاطلاق نار من مجهولين، دون الكشف عن أسباب ومجريات ما حدث.  لكن هاتين الحادثتين تتزامنان وتكرار مثل هذه الحوادث وتعاظمها مؤخرا في مدينة نابلس والقرى المجاورة لها، فبصورة شبه يومية تصدر شرطة المحافظة بيانات عن فضها لشجارات واعتقالها للمشتركين بها. وغالبا ما يرافق تلك الشجارات وقوع إصابات إما بالرصاص أو السكاكين و"الأمواس". وتتصاعد حالة الغليان الشعبي في المدينة نظرا لتزايد تلك الحوادث بشكل ملفت، وعجز المؤسسة الرسمية على ضبط الأمور، خاصة أنها تعمل في الوقت نفسه بقوة غير مسبوقة في ملاحقة عناصر حركة حماس، وتترك المجتمع يضيع، كما يقول المواطنين.

محافظ نابلس اللواء جبرين البكري بات عاجزا عن الدفاع عن نفسه وعن أداء سلطته وأجهزته الأمنية، رغم انه لا ينفك من تكرار عبارة "أن القانون على الجميع، وأن هناك محاسبة للمخطئين"، لكن الشارع النابلسي لم يعد يثق بكلامه، وهو يشاهد عكس ذلك على الأرض. وفي محاولة لاسكات الغاضبين، كشف البكري –وهو ضابط كبير في جهاز الأمن الوقائي سابقا- عن قيام السلطة بمصادرة أكثر من 100 قطعة سلاح من محافظة نابلس منذ بداية العام الجاري، مشيرا إلى أن "الأجهزة الأمنية لن تسمح بعودة حالة الفوضى والفلتان"، مشيرا إلى اعتقال 3 من المشتبه بهم باطلاق النار على الشاب هواش. ودعا البكري الجميع للوقوف عند مسؤولياته من أجل استمرار الاستقرار في المحافظة، مشيرا إلى أن بعض الجهات وتحديدا تحاول بث الاشاعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف زعزعة أمن واستقرار نابلس، متوعدا في الوقت ذاته بملاحقه هذه الفئة التي وصفها بالخارجة عن الصف الوطني. ونقل موقع تلفزيون "وطن" عن أحد المواطنين في نابلس قوله "كأننا في حالة حرب.. دائما يدخل الجيش الإسرائيلي ليقوم بالاعتقالات الليلية، ويجوب شوارع المدينة، ويطلق النار وقنابل الصوت التي تسبب الخوف والرعب للمواطنين.. لكننا الآن نعاني من مشكلة أكبر، وهم الزعران والمشكلجية وحملة السلاح". 

عبد الوهاب-ع

من نفس القسم دولي