دولي

"محرقة غزة".. الجرائم الصهيونية تتواصل

قصف همجي متواصل وقطع للاتصالات والانترنيت

نفذت قوات الاحتلال الصهيوني المجرمة، خلال الساعات الأخيرة، مجازر هي الأبشع والأكثر دموية على غزة منذ بداية عدوانها الغاشم على القطاع قبل 23 يوما، وباشرت قصفا همجيا متواصلا ودون انقطاع، جوا وبرا وبحرا، مستهدفة شمال وغرب القطاع بدرجة أكبر، تزامن مع قطع كامل للاتصالات والانترنيت في محاولة مفضوحة لطمس بشاعة ووحشية هذا الاحتلال الجبان الذي يحاول "الانتقام"، في الأطفال والعزل، لهزائمه المتواصلة امام بواسل المقاومة الفلسطينية، التي تواصل خوض  ملحمة مشرفة من الاشتباكات للتصدي لمحاولات التوغل البري.

تواصل قوات الاحتلال الصهيوني قصفها الجوي والبحري والمدفعي العنيف على جميع مناطق قطاع غزة، وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية، أنه على مادر ساعات، واصلت مدفعية الاحتلال قصفها العنيف والمكثف وغير المتوقف على مواقع في شمال قطاع غزة، كما طال القصف تحديدا محيط مستشفيات الشفاء والاندونيسي وسط القطاع، حيث أغار طيران الاحتلال الصهيوني أكثر من عشر مرات محيط هذين المستشفيين.

ونقلت الوكالة عن مصادر اعلامية ان طيران الاحتلال استهدف منازل لمواطنين في مخيم الشاطئ، وفي النصيرات، وبيت لاهيا، وبيت حانون، وأخرى في المناطق الشرقية للقطاع، ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني والاسعاف من الوصول الى أماكن القصف لإخراج المصابين أو انتشال الشهداء، بينهما يحاول المواطنون نقل الشهداء والمصابين على عربات وفي مركبات خاصة.

المقاومة الفلسطينية تحبط محاولات التوغل البري

وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني، قصفها الجوي والبري وعبر البحر بعنف غير مسبوق وبدون توقف تقريبا على أرجاء القطاع، مع تركيز على شمال قطاع غزة، وغرب مدينة غزة، واستمرت الاشتباكات الضارية في الأطراف الشرقية للقطاع، بعدما تصدت المقاومة الفلسطينية لدبابات الاحتلال التي حاولت التوغل مسافات محدودة، حيث اكدت مصادر إعلامية فلسطينية، ومراسلون صحفيون من عين المكان، " عدم وجود أي توغل بري هناك".

عشرات الشهداء والجرحى في "محرقة غزة"

واستُشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، إثر قصف صاروخي من طائرات حربية صهيونية، على أحياء سكنية في عديد المناطق في قطاع غزة، يعد الأعنف والأكثر جنونا منذ بدء العدوان، وحسب المصادر الطبية في غزة، استشهد أكثر من 25 مواطنا، وأصيب العشرات بجروح، في قصف صهيوني مكثف وسط قطاع غزة، وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى، ولا زال هناك العشرات من المفقودين تحت الأنقاض، وأضافت المصادر ذاتها، أن عدد من المصابين وصلوا إلى المستشفى الاندونيسي، إثر قصف منزل مأهول في مخيم جباليا.

غزة ...خارج التغطية

ودخل العدوان يومه الـ 23، وسط انقطاع شبكتي الاتصال والإنترنت كليا، بالتزامن مع اشتداد الغارات وزيادة كثافتها وقوتها، حيث يضطر المواطنون للسير على الأقدام مسافات كبيرة تحت القصــف، للإبلاغ عن حالة إسعافيه، وتركز قصف طيران الاحتلال الصهيوني على بيت حانون وبيت لاهيا، وجباليا شمال القطاع، بالتزامن مع إطلاق مدفعية الاحتلال قذائفها على المناطق ذاتها، كما طال القصف تحديدا محيط مستشفيي الشفاء غرب مدينة غزة والأندونيسي وسط القطاع، حيث أغار طيران الاحتلال أكثر من عشر مرات على محيطهما، وتعرضت مناطق شمال غرب مدينة غزة لسلسلة غارات، بالتزامن مع قصف مكثف من زوارق الاحتلال الحربية لوسط مدينة غزة.

نائب أمريكي: "الكيان الصهيوني يقطع الإنترنت لإخفاء جرائمه"

من جهته، قالت عضو مجلس النواب الأمريكي كوري بوش، إن الكيان الصهيوني قطع الإنترنت والاتصالات، لإخفاء ما يقوم به من مجازر في قطاع غزة، وشددت بوش، حسب تقارير اعلامية أمريكية أمس، على "ضرورة عدم تجاهل هذا العنف الدائر وخاصة مع انقطاع التيار الكهربائي". مطالبة "بوقف إطلاق نار فوري". 

"أمنستي":" يصعب توثيق الانتهاكات الصهيونية بغزة"

ومن جهتها، حذرت منظمة العفو الدولية "أمنستي" من تعرض المدنيين في قطاع لخطر غير مسبوق بينما يصعب توثيق الانتهاكات حيث قطعت قوت الاحتلال الصهيوني كافة سبلهم للاتصال في وقت كثفت فيه قصفها الجوي والبري والبحري، حسب ما أفادت وكالة الانباء الفلسطينية، وقال إسحاق سدر وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني، إن قطاع غزة بات مفصولا عن العالم الخارجي بعد انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت عنه جراء قصف قوات الاحتلال الصهيوني لآخر نقطتي ربط دوليتين مع القطاع.

هيومن رايتس ووتش": "قطع الاتصالات غطاء لفظائع جماعية"

بدورها، حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية من أن قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة "غطاء لفظائع جماعية" يرتكبها الكيان الصهيوني، ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن المسؤولة في المنظمة، ديبورا براون، في بيان، أمس، أن انقطاع المعلومات قد يكون بمثابة "غطاء لفظائع جماعية، ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات لحقوق الإنسان".

وأكدت منظمة العفو الدولية، فقدانها الاتصال بموظفيها في غزة، معربة عن أسفها لأن "انقطاع الاتصالات هذا يعني أنه سيصبح من الصعب أكثر الحصول على معلومات وأدلة ضرورية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، والاستماع مباشرة إلى أولئك الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات"، ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فان وكالات أممية عدة، فقدت الاتصال بفرقها في غزة.

وأوضحت منسقة الشؤون الإنسانية في "أوتشا"، لين هاستينغزز، أن العمليات الإنسانية وأنشطة المستشفيات "لا يمكن أن تستمر بلا اتصالات"، فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه "فقد الاتصال بمركز عملياته وبكل فرقه في قطاع غزة، بسبب قطع الاحتلال للاتصالات اللاسلكية والخلوية والإنترنت"، وأضاف الهلال الأحمر أن هذا "يؤثر في رقم الطوارئ المركزي 101 ويعوق وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين، في ظل استمرار الغارات"، مبديا قلقه العميق، حيال قدرة الأطباء على مواصلة تقديم الرعاية في ظل هذه الظروف، وكذلك حيال سلامة موظفيه.

قطع الكهرباء والاتصالات عن غزة يقتل أمل النجاة للجرحى

من جهتها، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، أمس، إن الاحتلال الصهيوني يقتل يوميا كل أمل في نجاة الجرحى والعالقين تحت الأنقاض بفعل عدوانه الهمجي على قطاع غزة لليوم الـ 23 على التوالي، بعد الانقطاع الكامل عن العالم الخارجي، ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن مي الكيلة، في بيان صحفي، أن "مجازر عديدة ارتكبتها آلة العنف الصهيونية بحق أهلنا في قطاع غزة الليلة الماضية، وسط انقطاع كامل للكهرباء والاتصالات، ما أعاق وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى أماكن القصف، وعرقل بشكل كامل تواصل الطواقم الطبية والمستشفيات ومراكز الإسعاف فيما بينها"، وأضافت أن "ما يحدث في غزة هي إبادة جماعية، فالاحتلال يقتل المواطنين والطواقم الصحية ويدمر ويقصف مراكز العلاج وسيارات الإسعاف، ويمنع الوقود اللازم لعمل المستشفيات، ويمنع إدخال الإمداد الصحي العاجل، ويحرم الجرحى والمرضى من الخروج من القطاع للعلاج، وكذلك يمنع دخول الفرق الطبية المتطوعة، وفوق هذا صعد في عدوانه ليفصل القطاع كليا عن العالم بقطعه لكافة خطوط الاتصال".

وأوضحت أن الحالة الإنسانية في قطاع غزة أصعب من الوصف، حيث استشهد منذ بداية العدوان الصهيوني في السابع من شهر أكتوبر الجاري أكثر من 7400 فلسطيني، بينهم نحو 70 في المئة من الأطفال والنساء والمسنين، إضافة لإصابة نحو 20 ألفا، وما زال الآلاف تحت الأنقاض، وأكدت الوزيرة أن وزارة الصحة الفلسطينية تناشد -ومنذ بداية العدوان-"كافة الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية لإنقاذ شعبنا في قطاع غزة وزيادة التكاتف والضغط الدولي لوقف العدوان الذي يمارسه الاحتلال بحق الإنسانية، والسماح بإدخال الدعم الصحي بكافة أشكاله بشكل فوري إلى القطاع"، وذكرت الكيلة أن "المواطنين المستأمنين في مراكز الإيواء والمدارس يعانون من انتشار عدوى الأمراض بشكل سريع، ويفتقرون للمياه النظيفة، ويكتظون بشكل كبير، في ظروف صحية سيئة للغاية، وهذا كله فوق الويلات التي يعانون منها جراء إجبارهم من قبل الاحتلال على النزوح وقصف بيوتهم وقتل وجرح أهاليهم".

شهداء العدوان على غزة يتجاوزون الـ 7700

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، عن ارتفاع عدد ضحايا القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ 23 يوما، إلى 7703 شهيد، من بينهم 3595 طفل، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 19 ألف و734، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن الاحتلال الصهيوني ارتكب 53 مجزرة منذ ليلة أمس، مضيفة أن 377 شهيد سقطوا جراء المجازر التي ارتكبها الاحتلال الليلة الماضية، يأتي هذا في حين أن قوات الاحتلال الصهيوني توسع من عملياتها البرية وسط قصف كثيف غير مسبوق هو الأعنف منذ بدء العنوان، ويستخدم الطيران الحربي الصهيوني قنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليا في قصفه على قطاع غزة، حسب وسائل إعلام محلية، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية، أن انقطاع التيار الكهربائي في غزة يجعل من المستحيل على سيارات الإسعاف الوصول إلى الجرحى.

تحذيرات من ارتكاب مجازر بحق الصحفيين الفلسطينيين

وحذرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين فجر أمس، من ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني مجازر بحق الصحفيين في قطاع غزة، في ظل انقطاع الاتصالات وشبكة الانترنت، وتوسيع عمليات القصف الجوي والمدفعي، وشددت النقابة في بيان أوردته وكالة الانباء الفلسطينية، ان الاحتلال الذي قتل حتى الآن أكثر من 24 صحفيا في غزة وعشرات من عائلاتهم، ودمر عشرات المؤسسات الإعلامية، وقصف عشرات المنازل لصحفيين، انما تم ضمن سياسة ممنهجة وبقرار رسمي لكي يرهب الصحفيين لمنع نقل جرائمه للعالم.

وناشدت كل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة "لأخذ خطورة التبرير المسبق لجيش الاحتلال للمجازر ضد الصحفيين بأقصى درجات الجدية " وأن "لا تنتظر لكي ترسل التعازي بفقدان شهود الحقيقة بل أن تتحرك فورا ودون أي مواربة، ونقول لهم كفى للمواقف الخجولة التي تكيل بمكيالين وتساوي بين الضحية والجلاد".

من نفس القسم دولي