دولي

مخططات تهويدية هائلة تهدد المسجد الأقصى

رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني ،الشيخ كمال خطيب:

 

حذر نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال خطيب، من مخططات تهويدية أكثر هولاً تهدد المسجد الأقصى أكثر مما كشف عنه حتى الآن، وقال إن "ما كان بالأمس مخططاً هو اليوم موضوع على طاولة التنفيذ".

وأضاف في تصريحات صحفية أن "التقسيم الزماني والمكاني هو الخطر الكبير الذي طالما حذرنا منه، ولعل البعض كان يستهجن تحذيراتنا هذه، واليوم كما نلاحظ أن موضوع المسجد الأقصى لم يعد فكرة توجه الجماعات اليهودية المتطرفة، بل أصبح الشغل الشاغل للمشروع الإسرائيلي الذي يسعى من أجل سن القوانين التي يتم الالتزام بها وتنفيذها، كون هذه القوانين تشكل جزءاً من سياسة الدولة العبرية".

 

ورأى أن قيام لجنة الداخلية التابعة للكنيست الإسرائيلي، التي ترأسها "ميري ريغيف" من قيادات حزب الليكود الحاكم في (إسرائيل)، ببحث موضوع السماح لليهودي بالصلاة في المسجد الأقصى في أوقات وأماكن محددة، يشير الآن إلى مدى التوافق بين السياسة الحكومية والتيار الديني المتطرف المهووس الذي يسيطر الآن على الشارع الإسرائيلي. ولفت إلى أن الاجراءات السياسية والتقنية باتت جاهزة لتقسيم المسجد الأقصى بانتظار فتوى دينية، ما يسمى (الحاخامية اليهودية الكبرى) للشروع بالقرار، الذي اعتبره الخطوة الأخيرة التي تسبق الإعلان عن بناء الهيكل.

في السياق ذاته، أشار الشيخ خطيب إلى أن الجرأة والوضوح في المواقف الإسرائيلية، في طرح مثل هذه المواضيع الحساسة في هذا الوقت بالذات ليس تغيرا في القناعات، وإنما ترى المؤسسة الإسرائيلية أن الظروف الآن مناسبة لطرح هذه المشاريع وتبنيها من الحزب الحاكم في إسرائيل والحكومة الإسرائيلية، عائد إلى ما يعيشه الوطن العربي من حالة انشغال بقضاياه الداخلية وتحديدا ما يجري في مصر وسوريا. فالشعب المصري منشغل بالبحث عن حريته المفقودة ومحاولة استرجاع كرامته التي سرقها الانقلابيون، وطبعا كل الوطن العربي منشغل بما يحدث في مصر، وكذلك الحالة السورية، والمجازر الدموية منذ ثلاث سنوات ضد الشعب العربي السوري، حيث تشكل هذه الحالة فرصة ذهبية للمؤسسة الإسرائيلية لإخراج خططها من دواليبها وتسعى لتنفيذها. وأضاف أن الواقع الفلسطيني المتمثل بانبطاح وانكباب السلطة الفلسطينية على المفاوضات واستمرار حالة التنسيق الأمني الكامل مع الاحتلال التي وصلت إلى بنسبة 100 % كما صرح بذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقوله إنه سيستمر بالمفاوضات رغم استمرار أعمال الاستيطان والتهويد في القدس والمسجد الأقصى، "فعندما تسمع المؤسسة الإسرائيلية هذا الإصرار من جانب سلطة رام الله على المفاوضات، خلق ذلك عندها حالة من الارتياح والاطمئنان لمواصلة تنفيذ سياساتها الاستيطانية لا سيما في القدس والمسجد الأقصى، بعد أن كانت في يوم من الأيام تتحفظ عن الإعلان عنها".

ونوه الشيخ خطيب إلى أن التباين في المواقف السياسية بين الأحزاب الإسرائيلية المختلقة، شكلي في السعي فقط، أي بمعنى أيُّهم يسعى أكثر لصالح المجتمع الإسرائيلي، فالاختلاف فقط في آلية التنفيذ. وتابع: "هناك إجماع من كافة الأطياف السياسية والحزبية في الدولة العبرية على قضية القدس والمسجد الأقصى ولا يوجد أي خلاف، بل على العكس هناك كما قلت إجماع فعلي صهيوني من كافة الأحزاب الإسرائيلية من يمينية ويسارية وعلمانية ومتدينين شرقيين وغربيين، وليس ذلك فقط ، بل الأخطر من ذلك أنهم يصرحون أنهم يريدون أن يروا بأعينهم اليوم وقبل الغد، هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث المزعوم ، ومع ذلك فكل الخطط التي تنفذ لم تجعل العرب والفلسطينيين يستفيقون بعد على هول ما تعيشه القدس والمسجد الأقصى". وأكد وجود تبادل للأدوار داخل المؤسسة الإسرائيلية، فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعلم حساسية هذا الموضوع، ومع ذلك يترك المجال أمام أعضاء الكنيست ووزراء في حكومته ولبلدية الاحتلال التي يقوم بتمويلها لتنفيذ المخططات التهويدية، لأنه يدرك وعلى قناعة تامة أن الظروف مواتية لإخراج المخططات التهويدية لحيز الوجود بعد أن كانت حبيسة الأدراج لسنوات طويلة . وأشار إلى أن ما يؤكد ذلك أن حكومة الاحتلال تغض الطرف وتترك المجال لمن يقومون بذلك، وليس أدل على ذلك أن من يقوم بتنفيذ وتنظيم عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى هو "يهود غليك" الذي يحتل المرتبة الرابعة في قيادة حزب الليكود الحاكم وهو حزب نتنياهو الذي يدعي أنه ليس شريكاً في هذه المخططات وهو في الحقيقة شريك أساسي وفعلي في تنفيذ المخططات التهويدية.

 

وأوضح أن هناك تسارعاً في مشاريع التهويد التي تستهدف المسجد الأقصى، فقبل أيام كشف النقاب عن مشروع تهويدي كبير يستهدف ساحة البراق، وقبله بأسبوع كشف النقاب عن مخطط لبلدية الاحتلال للتعاطي مع المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى كمكان لصلاة اليهود، وهذا يعني أن وضعا جديدا سينشأ إن تم سنرى بعده صلاة يهودية فردية وجماعية في ساعات محددة تحرسها شرطة الاحتلال ويحدث الأمر الواقع الذي طالما حذرنا منه. وأوضح أن سياسة الحكومة الإسرائيلية تقوم على أساس سياسة التدرج خطوة خطوة، فهي تطرح المشروع ثم تنتظر ردة الفعل، ومن ثم تقوم بخطوة أخرى، وبالتالي إن لم نواجه مشاريعها فستطرح مشاريع أخرى قادمة أكثر هولاً على المسجد الأقصى. وقال الشيخ خطيب: إن على الأمة أن تتحمل مسؤولياتها رغم الجراحات، وأن تظل القبلة الأولى قبلة القلوب ومحط الأنظار ومصدر البذل والعطاء والقوة والتضحية بكل شيء للحفاظ على القبلة الأولى. وأكد أن الشعب الفلسطيني سينتفض دفاعاً عن المسجد الأقصى، كما انتفض دفاعاً عنه عندما حاول آرائيل شارون تدنيسه عام 2000، وهذا هو مصدر القوة الذي يجب أن نتنبه له، كما تنبهت له وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث خلال الأيام الماضية كان هناك إجماع من كل المحللين الإسرائيليين على أن ما قد يحدث في المسجد الأقصى سيؤدي إلى انتفاضة بل ذهب بعضهم إلى القول ليس انتفاضة فحسب بل كارثة وحريق ومحرقة كبيرة..  وأضاف: بالتالي هم يتحسبون من ردة الفعل، ويجب أن يعلموا أن مخططاتهم ستواجه مهما كلف الثمن من تضحيات، وإن ظنوا أن سلطة أوسلو روضت شعبنا وأخرجته من الخدمة، فيجب أن يعلموا أن الشعب الفلسطيني ما زال قادرا على التضحية والعطاء، وقادرا على أن يبدد الحلم الصهيوني".

عادل-أ

من نفس القسم دولي