دولي

فتح بعد عرفات بلا دور وطني ولا تنظيمي

محلل سياسي:

 

في ذكرى وفاه الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، تتسلط الأنظار إلى واقع حركة فتح، التي كان ولا زالت رمزا لها و قائدا تاريخيا لحركتها، إلى أين تمضي و ما هو واقعها و إلى أي مدى استطاعت أن تحافظ على نفسها كحركة نضال وطني، و مفجرة الثورة الفلسطينية. فتح التي خسرت الكثير بوفاة قائدها و رمزها، و بتراجع دورها الريادي بعد انصهارها في مؤسسات السلطة، باتت عاجزة كما في حديث الشارع الفلسطيني، عن كشف لغز قاتله أو تقديمه للعقاب.

يقول المحلل السياسي خليل شاهين، أن التدهور في مسار دور حركة فتح بدأ في ظل عهد الرئيس عرفات و خصوصا منذ إبرام أتفاق أوسلو و الذي شكل تدهورا في مجمل الحركة الوطنية الفلسطينية و ليس فقط في حركة فتح و الي كان لها نصيب الأسد بالتأثر في هذا المسار و الذي كان يعني في طبيعة الحال محاولة التكييف في العهد السياسي الجديد، و تماهي حركة فتح مع السلطة و فقدان دورها كحركة تحرر وطني. و تابع:" لا شك أن لاتفاق أوسلو دور في تعميق تجزئة الشعب الفلسطيني و محاولة تقليص المشروع الوطني على قطاع غزة و بقايا الضفة الغربية، و هذا الأمر أدى إلى مزيد من الانقسامات الداخلية و التقوقع في الضفة الغربي و قطاع غزة و انفصال أكبر عن قواعد الحركة دون أن تقدم على تجديد بنتيها و برنامجها السياسي" و بالتالي، كان مخطط اغتيال عرفات إسهاما في تعميق هذا التراجع في مسيرة حركة فتح لأنها فقدت الناظم الرئيسي بوحدة الحركة، و ليس بالمعنى الشكلي المتمثل بوجود عرفات، و الإجماع ليس فقط في داخل الحركة و لكن في داخل الشعب الفلسطيني على إعتباره رمزا قياديا لمجمل الحركة الوطنية و الرئاسة و على مستوى السلطة الفلسطينية.

 وبرحيل عرفات ازدادت الإنقسامات في داخل الحركة، كما يقول شاهين ويؤكد:" يمكن القول أن الرئيس محمود عباس أتخذ سياسية معاكسة للسياسية التي كان يتبعها عرفات و خصوصا منذ إنهيار المفاوضات، و إمكانية الاستفادة من عناصر القوة من الشعب الفلسطيني". فالرئيس عباس أستند إلى سياسية أحادية الجانب و تعتمد على المفاوضات سبيلا وحيدا في تحقيق الحقوق الفلسطينية، و فقدت حركة فتح دورها في تحقيق الحقوق الفلسطينية، ودورها في النضال التحريري. و عن السبيل إلى العودة إلى الواجهة من جديد، قال شاهين:" لا يمكن لحركة فتح أو لغيرها من الفصائل الفلسطينية التقليدية إلا بإعادة تعريف المشروع التحريري الفلسطيني بصفته يعكس قضية تحرر وطني في مواجهة الإحتلال‘ ولكن الدوران في لعبة السلطة القادرة على التحول إلى دولة أعتقد أنه يفقدها دورها النضالي. و أضاف شاهين:" فالشرعية تكتسب من المواجهة مع الإحتلال و ليس من خلال مسار تفاوضي حكمت عليه التطورات خلال العقدين الماضيين بالفشل، على حركة فتح أن تقوم بإستداره شاملة لإعادة تعريف دورها، و إعادة الأدوات التنظيمية بما يتماشى مع دورها كحركة تحرر وطني".

عادل-أ

من نفس القسم دولي