دولي

قائمة المشتبه بهم في تسميم عرفات طويلة

الصحافة البريطانية:

 

حفلت الصحافة البريطانية بمقالات الرأي التي تتحدث عن تسمم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وأن المشتبه فيهم كثر، وأن وفاته يجب أن تكون مدعاة للمضي قدما في محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بينما أشار رأي آخر إلى أن هذا الأمر يمكن أن يهدد تلك المحادثات.

 فقد كتب كون كوغلين في مستهل مقاله بصحيفة ديلي تلغراف أن حياة ياسر عرفات الحافلة خلقت له بالتأكيد أعداء كثيرين وقد تطول قائمة المشتبه فيهم بتسميمه. ويرى الكاتب أنه لا ينبغي أن يفاجأ الناس بأن أصحاب نظريات المؤامرة ستكون أمامهم الآن فرصة عظيمة لتقديم نظرياتهم عن كيف لقي الزعيم الفلسطيني مصرعه. وقال كوغلين إن التزام عرفات الشخصي بتدمير دولة إسرائيل الجديدة، عندما أسس منظمة التحرير الفلسطينية، أكسبه بالطبع أعداء كثيرين بين الشعب اليهودي وعلى رأسهم وزير الوزراء الأسبق أرييل شارون الذي لم يخف رغبته في "إزاحته من المجتمع" وقد بلغ عدد محاولات اغتياله لعرفات 13 محاولة. وأضاف الكاتب أنه في عالم سياسات الشرق الأوسط المضطربة خلق عرفات كثيرا من الأعداء داخل منظمته بالإضافة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي شككت في التزامه بإقامة وطن فلسطيني مستقل. كما أنه لم يكن على علاقة ودية بالزعماء العرب الآخرين الذين كانوا يشتبهون في أنه يقوض مصالحهم الخاصة من خلال السعي الحثيث من أجل جدول أعمال فلسطيني منفرد. وأفاضت الصحيفة في الحديث عن نظريات المؤامرة، وأن خصوم عرفات السياسيين قد يكونون هم الذين سمموه لرفضه التحرك ضد الفساد داخل السلطة الفلسطينية، ولكن مهما كانت الحقيقة عن وفاته فإن أغلبية الفلسطينيين ما زالوا يعتقدون أن إسرائيل كانت متورطة في موته حتى ولو كانت الحقائق تشير إلى غير ذلك.

أما افتتاحية غارديان فترى أنه مهما كانت نتيجة التحقيق في موت عرفات فإنها يجب أن تجعل من المحادثات الجارية حاليا بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل معبرا للمضي للأمام بدلا من الرجوع إلى الخلف. وترى الصحيفة أنه رغم القطع بأن سبب وفاة عرفات كان التسمم بمادة البولونيوم فمن غير المرجح أن يتمكن أي أحد من معرفة المكان الذي أتى منه السم أو من الفاعل. وأشارت الصحيفة إلى حجة لا تقل قوة وليس لها علاقة بالمؤامرات وهي أنه إذا قدر للسلام أن يتحقق بين الشعبين فإن ثقافة القتل والاغتيال يجب أن تتوقف، وهذا ينطبق على الجانبين بالتساوي.

ومن جانبها كتبت إندبندنت في افتتاحيتها أيضا أن الاعتقاد الراسخ لدى معظم الشعب الفلسطيني، منذ نوفمبر 2004، قد تأكد الآن وهو أن إسرائيل هي التي سممت عرفات. وقالت الصحيفة إن من المفارقات أن هذا هو أحد الأسباب التي تجعل التطور الأخير قد لا يكون له التأثير الحاسم على عملية السلام المتعثرة الحالية. وترى الصحيفة أنه إذا كان التحقيق في مقتل عرفات يعطي مصداقية لأي من النظريات الشائعة، بما في ذلك أن فلسطينيا مقربا من عرفات هو من سممه بناء على طلب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فستكون هناك تداعيات خطيرة في المنطقة وفي المجتمع الدولي. وحتى ذلك الحين فإن جهود السلام لوزير الخارجية الأميركي جون كيري من المرجح أن تعطلها تطورات أخرى، وليس أقلها التوسع المستمر للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية الذي يؤثر على الحياة اليومية للفلسطينيين أكثر من الغموض المستمر بشأن وفاة عرفات قبل تسع سنوات. وعلقت صحيفة تايمز بأن عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ترنحت من مفاجأة جديدة أول أمس بعد توصل لجنة التحقيق في مقتل عرفات إلى أنه سُمم عمدا بمادة مشعة قاتلة خلال الأسابيع أو الأشهر السابقة لوفاته. وعلى الفور اتجهت أصابع الاتهام الفلسطينية إلى إسرائيل التي نفت ذلك بشدة وسخرت من نتائج اللجنة بأنها أقرب إلى مسلسل درامي ممل منه إلى علم. وأشارت الصحيفة إلى أن أصابع الاتهام يمكن أن توجه أيضا إلى مشتبه فيهم رئيسيين آخرين، المسؤولين الفلسطينيين المنافسين الذين سيطروا على السلطة الفلسطينية بعد وفاة عرفات ومنهم  الرئيس الحالي محمود عباس ورئيس الأمن السابق محمد دحلان.

لحسن-ب

من نفس القسم دولي